مع الأداء الساحر في الشوط الثاني من مباراة الفريق أمام نظيره التايلاندي، نال المنتخب الهندي بداية أشبه بالحلم في النسخة ال 17 من بطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات. ورغم الفوز العريض 4 1 على المنتخب التايلاندي وتصدره المجموعة، رفض المدرب ستيفن كونستانتين الذهاب بعيدا عن الواقع، وعن الاعتدال في التعامل مع مسيرة الفريق في البطولة. ولم يخف كونستانتين هذه العقلانية حيث صرح للصحفيين بعد نهاية المباراة إن هدفه هو تثبيت أقدام الفريق على الأرض. وقال: "نحن فريق متواضع. نجتهد كثيرا وسنبدأ الاستعداد فورا للمباراة التالية". وكان المنتخب الهندي توج بالمركز الثاني في البطولة بنسخة عام 1964 ولكن هذا حدث في عصر مختلف عندما أقيمت البطولة بنظام الدوري من دور واحد، بين عدد محدود من المنتخبات. وفي 1984 و2011، تأهل المنتخب الهندي إلى النهائيات ولكنه خسر 5 من المباريات ال 6 التي خاضها في النسختين وتعادل سلبيا في المباراة الأخرى. وأنهى المنتخب الهندي فترة انتظار دامت 55 عاما بهذا الفوز الثمين على نظيره التايلاندي أمس الأحد، كما أن هذا الفوز منح المنتخب الهندي فرصة رائعة للتأهل إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) في البطولة لاسيما مع تعادل المنتخبين الإماراتي والبحريني 1/1 في المباراة الأخرى بالمجموعة الأولى. وقال كونستانتين: "نحاول فقط الفوز بكل مباراة نخوضها. نسعى للمنافسة وأن نكون على قدر هذه المهمة. لن ننخدع. فزنا بمباراة واحدة.. سنخوض مواجهتين وعلينا أن نتأهل". وإذا نجح المنتخب الهندي في العبور من هذه المجموعة، فسيكون إنجازا رائعا للفريق الذي قال مديره الفني إنه بذل كل ما بوسعه للوصول إلى هذا الحد. وبعد شهرين فقط من توليه مسؤولية تدريب الفريق في مطلع 2015 ، قاد كونستانتين المنتخب الهندي للفوز على منتخب نيبال في مارس 2015 بالدور الفاصل في بداية التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية. والآن، يقترب الفريق من التأهل لدور الستة عشر للبطولة. ويخوض المنتخب الهندي مباراته الثانية في البطولة على استاد "مدينة زايد الرياضية" في أبو ظبي أيضا ولكن على بعد عشرة كيلومترات من استاد "آل نهيان" الذي حقق على ملعبه الفوز العريض على تايلاند كما تبلغ سعته أكثر من ثلاثة أمثال سعة استاد "آل نهيان" الذي يتسع ل 12 ألف مشجع فقط. ويلتقي المنتخب الهندي في هذه المباراة مع نظيره الإماراتي صاحب الأرض والذي أصبح بحاجة ماسة للفوز بعد التعادل 1 / 1 المخيب للآمال مع المنتخب البحريني في المباراة الافتتاحية للبطولة. ولهذا، ستكون الأجواء مختلفة بشكل كبير عما كانت عليه في المباراة أمام تايلاند والتي حضرها 3250 مشجعا فحسب. واعترف كونستانتين بأنه كان يتوقع حضورا أكبر لمشجعي المنتخب الهندي لمشاهدة الفوز المثير للفريق على تايلاند، كما وجه الشكر لهؤلاء الذين حضروا المباراة وشجعوا الفريق بحرارة. وتابعت الجماهير لاعبها المخضرم سونيل شيتري، الذي سجل هدفين في المباراة، ليتفوق على رصيد الأهداف الدولية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل 65 هدفا فقط مع التانجو الأرجنتيني مقابل 67 هدفا لشيتري. ولا يتفوق عليهما من اللاعبين الناشطين حاليا سوى البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم المنتخب البرتغالي الذي أحرز 85 هدفا دوليا. وقال شيتري: "لا أتعامل مع الأمر بجدية كبيرة. ليست هناك مقارنة بيني وبين ميسي أو رونالدو... ولكنني أفتخر بشدة بهذا".