أعلنت شركة "سايكو تك"، طرح هاتف ذكى يعمل محل البطاقات التموينية للإلكترونيات بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، ويكون ذلك خلال سيستم خاص به يمكن من خلاله صرف السلع التموينية والخبز ونقاط الخبز. وأضافت الشركة، أنه سيتم توفير هواتف ذكية بتكنولوجيا الجيل الرابع "4 G" منخفضة التكلفة للمواطنين، وتجهيز منافذ للتحقق من هوية المواطنين من خلال هواتفهم الذكية. وأكدت، أن المنظومة الجديدة تتميز بتقبل الدفع عن طريق الكارت الذكى كنظام بديل، مع وجود بصمة لتأكيد هوية المستخدم، وستكون كل منظومة متصلة بنظام تحكم مركزى للتحكم فى جميع أجهزة المتعاملين من مواطنين وتجار داخل المنظومة. تلك المنظومة لفتت أنظار المواطنين حول إمكانية تطبيقها واستخدامها، وما الفوائد التى ستعود عليهم، وهل تسهم فى القضاء على بيزنس المواد التموينية أم لا؟ أما من ناحية المسؤولين فهناك مؤيدون للفكرة ومعارضون لها. ومن ناحيته، قال الدكتور عمرو مدكور مستشار وزير التموين لتكنولوجيا ونظم المعلومات، إن فكرة طرح هاتف ذكى يعمل محل البطاقات التموينية للإلكترونيات ما زالت تحت الدراسة، مضيفا الى أن الهدف الأساسى هو وصول الدعم إلى مستحقيه. وأشار مستشار وزير التموين ل"الفجر"، إلى أن التكنولوجيا الحديثة باتت تسيطر على حياة الناس، بحيث أصبح استخدام الأجهزة التقنية الحديثة بالأخص الهواتف الذكية، يأخذ معظم وقت مستخدميه، متابعًا: "هيبقى تطبيق مثل التطبيقات التى تساعد المواطنين الحصول على السلعة عبر الهاتف مثل تطبيق (otlob)". وأكد مدكور أنه لا يتم إجبار المواطن على استخدام الهواتف الذكية بل يبقى نظام البطاقات التموين فعالة بجانب الهاتف الذكى إلى حين تسيطر التكنولوجيًا وحدها على البطاقات التموينية، متوقعًا أن تتم هذه الخطوة قريبًا. ولفت إلى أن ضياع البطاقة الذكية يستغرق العديد من الأيام لاستخراج بدل فاقد، ولكن الميزة فى منظومة الهاتف الذكى يمكن للمواطن أن يستخرج غيرها فى نفس اليوم، مضيفًا أن التطبيق يكون سهلا استخدامه وبه رموز تيسر على المواطن التعامل معه بالإضافة إلى «Qr code» للاستجابة والرد السريع. وفى نفس السياق، يقول محيى عبدالفتاح، وكيل وزارة التموين بقنا السابق، حول إمكانية تنفيذ تلك المنظومة، إن الحكومة همها الأول والأخير وصول الدعم إلى مستحقيه، وبالتالى منظومة الهاتف الذكى تهدف للتحقق من بيانات المواطنين، ورواتبهم الحقيقية وأملاكهم كى يتعرفوا على كل ما يتحصل عليه المرء من أموال. وأضاف عبدالفتاح أن الهواتف المحمولة ستظل فى يد المواطنين ولن يستحوذ عليها مسئول مكتب التموين، وبالتالى ستنخفض معدلات سرقة التجار للمواد التموينية من المواطنين. وتابع وكيل وزارة التموين بقنا السابق، أن البطاقات التموينية من الممكن أن يتم إيقافها أو التلاعب فيها، لكن منظومة الهاتف الذكى ستتيح صرف المواد التموينية دون إيقاف والتأكد من سبب خلل البيانات فى الحال. بينما أوضح اللواء مدحت عبدالله، مدير الإدارة العامة بمباحث التموين سابقا، أن نجاح تلك المنظومة يعتمد على بيانات المواطنين والسيستم الذى ستعمل من خلاله. أما من ناحيه وزارة التموين، قال أحمد كمال المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين إن الوزارة لم تصدر قرارات رسمية تحمل فكرة تبديل بطاقات التموين بهاتف ذكى، مشيرًا إلى أن شركة «سايكو تك» هى وحدها المتزعمة الفكرة. وأضاف كمال ل"الفجر"، أنه من الممكن أن يكون هناك تواصل بين الشركة والدكتور على المصيلحى وزير التموين بشأن هذا الكلام ولكن الوزير لم يصدر أى بيان رسمى بذلك حتى الآن. ومن ناحية أخرى، وصف سيف الدين عبدالواجد نقيب بدالى الأقصر بجنوب الصعيد، فكرة طرح هاتف ذكى بدلا من البطاقات بأنها سبوبة وصفقات مشبوهة جديدة، قائلا «فوجئنا بطرح الفكرة وكأنة إنجاز العصر كأننا انتهينا من مشاكل عدم توفير السلع وأن السلع متوفرة بجودات عالية». وأضاف عبدالواحد ل"الفجر"، أن هذا الحديث مجرد استخفاف بعقول المواطنين، متسائلا هل المواطن البسيط الذى يقطن فى المناطق العشوائية والنجوع ويعانى من الأمية والجهل يمكنه التعامل مع الهاتف الذكى؟. ولفت نقيب بدالى الأقصر بجنوب الصعيد، إلى أن المواطن يتألم حين يفقد البطاقة أو تتعرض البطاقة للتلف ويطلب منه دفع قسيمة تبلغ 20 جنيهًا لاستخراج البطاقة بالإضافة إلى نثريات أخرى متوالية بعد ذلك مثل يأخذ الرقم ويقوم بإرسال رسالة فارغة على رقم «91237»، كى تستعلم هل البطاقة أخذت وضعها فى التنفيذ، ويتكرر ذلك السيناريو حتى يمضى شهرين كى يبدأ المواطن صرف مستحقاته، متابعًا: كم سيبلغ سعر الهاتف الذكى وكم يكلف المواطن شحن رصيد شهريًا كى يصرف مستحقاته التموينية ونقاط الخبز؟ وفى نفس السياق، اعترض ماجد نادى، المتحدث باسم نقابة بقالى التموين على فكرة طرح هاتف ذكى بديلا لبطاقة التموين، قائلا «هى الوزارة قادرة تفعل البطاقات إلكترونيًا عشان تطرح هاتف ذكى». وقال المتحدث باسم نقابة بقالى التموين: أتمنى أن تؤخذ هذه الخطوة على محمل الجد للقضاء على منظومة الفساد وجشع التجار وأنها ليس حديث فقط، ويتم تنفيذها على أرض الواقع قريبًا، متابعًا: «مع أنى شاكك فى الكلام ده لأننا مش قادرين على إيجاد أجهزة كمبيوتر حديثة بالمكاتب التموين وليس عندنا قدرة على تفعيل بطاقة مستجدة أو بدل فاقد».