استدعاء ابن الوزيرة السابقة ل"الأموال العامة" و"الكسب".. ومطالبة «البترول» رسمياً بتفاصيل راتبه ومكافآته استدعت نيابة الأموال العامة، وجهاز الكسب غير المشروع، أحمد أحمد عاطف، رئيس الإدارة العامة لمجلس أمانة شركة الشرق الأوسط لتكرير البترول «ميدور»، نجل عائشة عبد الهادى، الوزيرة السابقة لوزارة القوى العاملة، منذ أيام، لسماع أقواله فى البلاغات المقدمة ضده، وتتهمه بالاشتراك مع آخرين فى تسهيل الاستيلاء على المال العام، وتضخم ثروته، وهى البلاغات التى «نشرت الفجر» تفاصيلها فى عدد سابق لها. وتواصلت جهات التحقيق مع مسئولى وزارة البترول والشركات التابعة التى عمل فيها نجل وزيرة القوى العاملة السابقة، لطلب جميع الأوراق المتعلقة به، والرواتب والمكافآت التى حصل عليها منذ تعيينه وحتى عمله فى ميدور وذلك لتقدير إجمالى دخله. وأرسلت جهات التحقيق، خلال الأيام الماضية، خطابات لكل من الهيئة العامة للبترول وشركة «ثروة»، تطالب فيها بالحصول على المعلومات الدقيقة حول صافى الدخل الذى كان يتقاضاه عاطف خلال عمله فى الهيئة والشركة خاصة أنه تم نقله فى 2 أغسطس 2007 على الورق فقط من شركة «ميدور» إلى شركة «ثروة»، لأن راتب الأخيرة الأساسى أكبر مقارنة براتب ميدور. وكشفت التحريات الأولية حول البلاغات أن «عاطف» هو صاحب التوقيع على قرار إعارته ل«ميدور» بعد نقله لشركة ثروة، لكى يحصل على امتيازات الشركتين، وذلك لأن اللوائح القانونية بقطاع البترول تنص على أن الجهة المعار إليها العامل هى التى تتحمل التكلفة، واستمر عاطف معاراً لشركة «ميدور» من 2 أغسطس 2007 حتى 16 أغسطس 2008 أى عاما فقط ثم صدر قرار بإنهاء إعارته من شركة «ثروة» ونقله ل«ميدور» بأجر «ثروة» الكبير، وبهذا القرار ارتفع أجره الشامل لأكثر من 25 ألف جنيه، فيما لا يزيد راتب الواحد من زملائه عن 8 آلاف جنيه. ومحمد أحمد عاطف، كان طيلة سنوات ماضية، حديث أروقة قطاع البترول، وجلسات النميمة، لعدم استطاعة أى شخص أو مسئول مهما كانت صلاحياته أو نفوذه الاقتراب منه، وخير مثال حى على ذلك تخصيص جناح خاص لعاطف بالطابق السادس بمقر الشركة بالقاهرة الجديدة، وهو الدور الذى يتواجد به مكتب الدكتور محمد عبد العزيز، رئيس الشركة الذى يظهر ثلاثة أيام فقط أسبوعياً ويدير الشركة باقى أيام الأسبوع من مقر معمل ميدور فى الإسكندرية. مصدر مسئول بالشركة، روى ل«الفجر» جزءاً من يوميات نجل الوزيرة السابقة بقوله، إنه كان يحرص على تناول الإفطار مع رئيس الشركة أثناء تواجد الأخير فى مقر الشركة بالقاهرة، ما أدى لتعزيز مكانته لدى الأخير، لدرجة عدم قدرة أى مسئول بالشركة على لقاء رئيسها إلى بموافقة عاطف، الذى كان يؤشر على المستندات الخاصة لرئيس الشركة بقلم رصاص ليضع الأخير نفس التوصية ولكن بقلم حبر جاف. ويرتبط «عاطف» بعلاقات ود وصداقة قوية مع أشخاص بعينهم داخل مقر الشركة حتى أطلق عليهم العاملون بالشركة «شلة عاطف» وهم «أحمد» مدير العلاقات العامة بالشركة، و«خالد» مدير عام بإدارة العلاقات العامة بالشركة، و»محمد»، مساعد بإدارة العلاقات العامة بالشركة. ورغم رحلات نجل الوزيرة إلى جهات التحقيق التى تفتش فى مسار الأموال التى تمتلئ بها جيوبه إلا أنه يشيع فى أروقة الوزارة أنه اقترب من تولى منصب مدير مكتب وزير البترول خلفاً لطارق القلاوى، الذى سيخرج للمعاش أوائل العام المقبل. حياة أحمد مرتبطة بوزارة البترول، بشكل واضح إذ إن زوجته تعمل حالياً بإدارة التجارة الخارجية بالشركة، كما أنها أصلاً ابنة منير الطوخى، الرئيس السابق لشركة قارون للبترول، والسابق خضوعه للتحقيق والاحتجاز على ذمة اتهامه فى عام 2003 بتلقى رشوة. مؤخراً استغل عاطف الابن جراج الشركة، لعرض سيارة مرسيدس موديل 2008 مملوكة له للبيع، حيث كان يقوم بفتح أبواب الشركة فى المساء ليفحص الزبائن السيارة. ومن المتوقع أن تصل جهات التحقيق إلى حجم ثروة عاطف الابن، إذ إنها بحسب مصادر بشركة «ميدور»، معروفة حيث يصل راتبه ل140 ألف جنيه دون إضافة الأرباح، التى تصل ل2.3 مليون جنيه سنوياً، كما يحصل على مكافأة ثابتة كل 3 شهور 30 ألف جنيه تسمى مكافأة الربع السنوى ويصرفها العاملون بمختلف قطاع البترول حسب درجاتهم. حجم ما يحصل عليه عاطف جعله يلحق نجليه وبنته الوحيدة بمدارس مرتفعة المصروفات تسمى «مصر 2000» وتقع بمنطقة التجمع الخامس بجوار مبنى كلية الشرطة، وتصل المصروفات ل800 ألف جنيه سنوياً بواقع 400 ألف جنيه سنوياً لاثنين من الأبناء، ومنذ فترة قصيرة قام بإلحاق نجله الأكبر بإحدى الجامعات فى بريطانيا لاستكمال دراسته. ثراء عاطف الشرعى فى مظهره جزء من التحولات التى شهدتها حياة والدته التى كانت تعيش فى منطقة الطالبية بالهرم، وتعمل فى شركة سيد للأدوية، قبل أن تنتقل إلى التجمع الخامس بصحبة أبنائها، خاصة محمد، الذى يعيش حالياً فى واحد من أغلى كمبوندات التجمع «بلاجيو»، قرب مدينة الرحاب، حيث تصل قيمة الفيللا فى المنطقة لأكثر من 20 مليون جنيه، ولكن سر هذا التحول هو الأب أحمد عاطف، الذى كان نائباً لرئيس النقابة العامة للبترول والذى بدأ حياته سائقاً لسيارة إطفاء بالشركة العامة للبترول قبل بزوغ نجمه فى النقابة.