اختبرت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بالمهدية، أمس الأربعاء، جاهزيتها للتصرف إبان الأزمات من خلال تنظيم عملية بيضاء تحاكي التعرض لفيضانات كبيرة وانقطاع واسع للتيار الكهربائي. واعتمدت اللجنة، خلال هذه العملية البيضاء، على سبل التنسيق بين كل الأطراف المتدخلة وسرعة ونجاعة التدخل لحل الإشكال ونجدة المتضررين، إلى جانب الوقوف على استعدادات كل القطاعات ذات الصلة لمجابهة مثل هذه الأزمات. وبالمناسبة، أبرز، العقيد معز تريعة، الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية ورئيس مشروع تدعيم الاستعدادات والقدرات الذي تندرج في إطاره العملية البيضاء، أن "الوضعيات الوهمية التي تم طرحها قادرة على تدريب أعضاء اللجنة على تحليل المخاطر وتنفيذ مخططات تفادي الكوارث". وأوضح أن العملية البيضاء تندرج ضمن التعاون التونسي-الأوروبي وتشرف عليها الهيئة التنفيذية لمشروع تدعيم الاستعدادات والقدرات بتمويل من قبل مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الانسانية والحماية المدنية. وأضاف المتحدث أن مكونين من الحماية المدنية التونسية والمكتب الألماني الفيدرالي لحماية السكان والمساعدة إبان الكوارث (انضم إلى هيئة المشروع) "قدموا سيناريوات لعدد من الكوارث للوقوف على المهارات الفنية والاتصالية وقدرات التدخل للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بالمهدية". وبيّن أن المكونين "سيعملون على تقييم المحاكاة وتقديم المساعدات الضرورية لتجاوز النقائص على مستوى تصرف أعضاء اللجنة إبان الكوارث لإضفاء مزيد من الجدوى عليها". ويحاكى أحد السيناريوات فيضانات كبيرة تتسبب في عزلة عدد من الأحياء وانقطاع الكهرباء إلى جانب تعطل وسائل النقل العمومي وانهيار جدران أحد المستشفيات وتعطل حركة السير في مجموعة من الطرقات. وتعرض المشاركون إلى أهمية قيام كل طرف بالتدخلات الضرورية مع التنسيق مع بقية المتدخلين وسرعة عمليات الانقاذ والنجدة وايجاد الحلول البديلة ونقل المتضررين وتركيز نقطة واحدة لاصدار البلاغات والارشادات الاعلامية. وضمت اللجنة التي أشرف عليها والي الجهة كل من الإدارات الجهوية للتجهيز والحرس والشرطة والحماية المدنية والتربية والفلاحة والكهرباء والاتصالات والشؤون الاجتماعية إلى جانب الجيش الوطني والبلديات والمعتمدين. يشار إلى أن جميع اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث تعمل تحت إطار قانون الكوارث لسنة 1991 والذي يضبط مهامها وأعضاءها وتركيبتها وتنسيق جهودها في مجالات الإغاثة والنجدة. وكانت ولاية المهدية قد شهدت شتاء سنة 2016 فيضانات بسبب هطول أمطار غزيرة تجاوزت 238 مليمترا وتسببت في عزلة العديد من الأحياء والأرياف والمدارس وفي أضرار مادية هامة.