تعرف على كيفية الاستثمار في العملات المشفرة.. والبورصات المناسبة للتداول

يأخذ الاهتمام بالعملات المشفرة ، وأحياناً الاستثمار بها ، منحنى متصاعد في الشهور الأخيرة حتى برغم تهاوي الأسعار بأكثر من 70% منذ بداية العام الحالي.

ربما سمعت من بعض المطلعين على أحوال السوق عن قصص مثيرة تحكي صعود وهبوط ثروات المنخرطين في العالم الرقمي ، وكيف أن البعض قد جنى أرباح طائلة من الاستثمار في العملات المشفرة ، وأيضاً البعض الآخر الذي خسر كل ما يملكه في أيام معدودة.

ويرى كثيرون أن الوقت الحالي ربما يكون مثالياً للطرق على أبواب عالم الأصول الرقمية ، خصوصاً بعد أن بدأ السوق يبدي بعض الإشارات على نضوجه واختفت إلى حد كبير القفزات السعرية الهائلة التي ميزت حركة العملات المشفرة خلال العام الماضي.

ولكن تكمن المشكلة بالنسبة لهؤلاء الذين يخطون خطواتهم الأولى في أن عدد العملات المشفرة قد تجاوز 2000 عملة ، فيما يقترب عدد البورصات المتخصصة في هذا الشأن من 200 منصة ، والتي ربما سمعت عن بعضها مثل Binance وBitMEX.
ناهيك عن تضخم القيمة السوقية للأصول الرقمية لتتجاوز حالياً 200 مليار دولار ، ما يجعل منها هدفاً ثميناً لمحترفي الاحتيال المالي على اختلاف أنواعهم.


من أين تبدأ؟
قد يعطيك الوصف السابق فكرة عن مدى الارتباك الذي ستشعر به كوافد جديد إلى هذا السوق الضخم ، كما لا يمكن إنكار أنك بحاجة لإنفاق الكثير من الوقت والجهد في البحث والتحري عن الجوانب الفنية والاستثمارية للعمل في السوق ، والتي تعد خطوة هامة لتجنب الوقوع في الأخطاء التي ربما تكلفك رأسمالك بأكمله.
سنحاول من خلال هذا الموضوع استعراض بعض الأسس الرئيسية التي يجب أن يكون المستثمر المبتدئ على دراية بها ، مع التعرض بشكل تفصيلي لنموذج عمل إحدى البورصات الموثوقة ، وأخيراً التطرق لبعض النصائح العامة حول كيفية التداول والاستثمار.
الخطوة الأولى التي ستخطوها في عالم العملات المشفرة ستأتي غالباً عبر العمل مع إحدى البورصات المتخصصة ، وهو سوق يسمح بتبادل الأصول الرقمية بين المشترين والبائعين . توفر منصات البورصات الرقمية فرصة للتداول المباشر دون الحاجة للاستعانة بأطراف وسيطة لتنفيذ الصفقات ، كما هو الحال في أسواق الفوركس أو الأسهم.
برغم ذلك ، هناك اعتبارات عديدة يجب مراعاتها عند اختيار بورصة العملات المشفرة ، خصوصاً وأن العديد منها لا يخضع لقواعد أو التزامات تنظيمية في الوقت الذي تتطلب طبيعة العمل وجود ضوابط أكثر صرامة مقارنة بالبورصات التقليدية.
كيف تختار؟
أحد هذه الاعتبارات هو مدى توافر عدد كافي من المستخدمين بحيث تكون البورصة قادرة على توفير السيولة اللازمة لتنفيذ صفقات البيع والشراء دون إبطاء ، مع عدم التأثير على أسعار التنفيذ عند القيام بصفقات كبيرة.
العامل الثاني هو التحري عن سمعة البورصة المعنية وتقييم تجارب المستخدمين الآخرين للتعرف على مزايا وعيوب التعامل معها ، فضلاً عن مدى توفر عوامل الأمان والشفافية.
تختلف أيضاً البورصات الرقمية بحسب أماكن تواجدها والسلطات التنظيمية التابعة لها.
على سبيل المثال هناك بورصات مرخصة في الولايات المتحدة مثل CoinbaseوGemini ، وأخرى في أوروبا مثل Coinfloor و Blocktrade .

وحتى إذا كنت وافد جديد إلى عالم العملات المشفرة ، فعلى الأرجح قد سمعت عن حالات القرصنة التي تعرضت لها العديد من البورصات الرقمية ، بما في ذلك أكبر الأسماء ، وأدت إلى ضياع ملايين الدولارات من أموال العملاء. وربما يعد أبرز مثال على حالات الاختراق هو ما حدث مع بورصة Mt. Gox فى 2014 حيث سرق القراصنة نحو 650 ألف بيتكوين ،تقدر قيمتها حالياً بأكثر من أربعة مليارات دولار.


وحتى مع تطور أنظمة التأمين وخبرة التشغيل المتراكمة لا زالت حالات القرصنة الكبرى أحد العناوين المألوفة في عالم العملات المشفرة ، مثل اختراق بورصة Bitfinex فى 2016 وسرقة 120 ألف بيتكوين ، وحتى مع بداية العام الحالي اخترق الهاكرز بورصة Coincheck اليابانية وقاموا بسرقة عملات مشرفة تزيد قيمتها عن 450 مليون دولار.


ولتفادي التعرض لمثل هذه المواقف ، يجب دراسة إجراءات التأمين التي توفرها البورصة مثل الاحتفاظ بنسبة معينة من أصول العملاء في محافظ غير متصلة بالإنترنت ، ومن الضروري أيضاً أن تقتصر تعاملاتك مع البورصات المعروفة في هذا المجال والتي لها تواجد مادي وعنوان معروف وليس مجرد موقع عبر الإنترنت.


هناك بعض الاعتبارات المنطقية الأخرى مثل الرسوم التي تتقاضاها البورصة ، وسياسات الإدراج المتبعة لإضافة عملات جديدة.

بورصة Gate.io كمثال على البورصات الاحترافية

في السطور القادمة سنتناول بشيء من التفاصيل نموذج عمل احدى البورصات المتخصصة في مجال العملات المشفرة بهدف إلقاء الضوء على الجوانب الفنية والتنظيمية التي يجب توفرها في هذه النوعية من منصات التداول. ولكن قبل أن نبدأ يجب التنويه إلى أن السطور القادمة ستتناول البورصات التي توفر خدمات التداول بين العملات المشفرة حصراً ، أي دون ادراج أي عملات تقليدية مثل الدولار الأمريكي أو اليورو أو غيرها من العملات الورقية.
تتميز Gate.io بأنها واحدة من بورصات العملات الرقمية التى تستثمر جهودها وأموالها في تنمية قاعدة عملائها ، والتي تتجاوز حالياً 2 مليون مستخدم بأحجام تداول يومية تتجاوز مليون دولار يومياً ،و هو ما يضعها ضمن أكبر 10 بورصات في العالم من حيثا لقيمة السوقية.
تضع البورصة توفير التأمين اللازم لأموال العملاء على رأس أولوياتها ، وهو ما يتجلى فى توفير محفظة رقمية خاصة بها ،Wallet.io، يليها مباشرة الحرص على تقديم بيئة عمل متطورة ومرنة لقاعدة المستخدمين. يتطلب ذلك بطبيعة الحال العمل بشكل مستمر على تحسين البنية الأساسية بالشكل الذي يحقق مزيج من الأمان والمرونة وسهولة الاستخدام.
وبالنسبة لتعزيز تجربة التداول ، تسعى البورصة باستمرار لزيادة عدد العملات المتاحة للتداول مع الالتزام بقواعد صارمة لتجنب إدراج أي أدوات استثمارية لا تتحلى بالقدر الكافي من معايير الثقة والحفاظ على استثمارات العملاء لأقصى حد ممكن. كما تعطي البورصة لقاعدة مستخدميها دور كبير في عملية اتخاذ القرارات بشأن مدى أهلية العملات الجديدة للإدراج من خلال نظام متقدم للتصويت.
تزاول Gate.io عملياتها انطلاقاً من الصين وكوريا الجنوبية كما أنها مسجلة في جزر كايمان ، مع ملاحظة أن البورصة تخطط لنقل مقرها الرئيسي إلى مالطا.
وكما أشرنا آنفاً فان وجود كيان مادي ومكان معلوم للبورصة الرقمية يعتبر أحد المحددات الهامة في تقييم مدى مصداقيتها.
يمكننا تلخيص أهم الجوانب الفنية التي تجعل من هذه المنصة مكاناً موثوقاً للتداول بالنسبة للمهتمين بالاستثمار في فئة الأصول الرقمية في النقاط التالية:
تصل القدرة الاستيعابية للبورصة، والتي تعتمد على الحد الأقصى لعدد المعاملات المسموح بها، إلى 10,000 صفقة في الثانية ، وهو مستوى متقارب لما هو متاح لدى كبرى البورصات المتخصصة في هذا المجال. يتراوح متوسط عدد الصفقات في الثانية الواحدة حالياً بين 10 إلى 20 صفقة ، ما يعني أنها تحتفظ بطاقة استيعابية فائضة لأي طفرات محتملة في أحجام التداول.
تتيح المنصة ميزة التداول بالهامش مع تطبيق رافعة مالية تصل إلى ضعف قيمة الاستثمار على عملات معينة مثل البيتكوين والإيثريوم وUSDT.
تتبع البورصة إجراءات صارمة لإدراج العملات الجديدة ، بحيث لا يطغى الحرص على إتاحة عدد أكبر من الأصول على اعتبارات سلامة أموال العملاء ،وتجنب ضخها في أصول وهمية يمكن أن تتلاشى قيمتها بين ليلة وضحاها.
برغم صرامة إجراءات الإدراج ، إلا أن هذه المنصة توفر تشكيلة واسعة من الأدوات الاستثمارية تشمل 200 عملة مشفرة و400 زوج تداول. كما تعد هي المحطة الرئيسية لكثير من العملات الواعدة ، حيث فضل الكثير من مطوري المشروعات الرقمية اختيارها كمنصة الإدراج الأولى ، وفي كثير من الأحيان الوحيدة.
إحدى النقاط الهامة في هذا الصدد هو أن Gate.io لا تتقاضى أي رسوم مقابل إدراج الأصول الجديدة لتجنب أي شبهات تتعلق بتقديم عملات ضعيفة مقابل استفادة البورصة من مزايا مالية. كما تخضع الإدراجات الجديدة لفترة تجريبية تصل إلى 3 أشهر. وكما ذكرنا أعلاه ، يشارك المستثمرون بشكل كبير في اتخاذ قرارات الإدراج ، وهو نهج يعزز من معايير العناية الواجبة عند إضافة أدوات مالية جديدة.
فضلت البورصة منذ اللحظة الأولى عدم إطلاق عملة خاصة بها ضمن منظومة منتجاتها بهدف تجنب شبهات التواطؤ لدعم عملتها على حساب مصلحة المستخدمين أو العملات الأخرى الأكثر فائدة.
توفر البورصة محفظة مدمجة بهدف دعم مسعاها لحماية أموال المستخدمين وتوفير أقصى درجات الأمان.