انطلقت مساء السبت بتونس العاصمة، فعاليات الدورة الاولى لأيام قرطاج لفنون العرائس لتتواصل الى غاية 29 سبتمبر الجاري بمشاركة عرائسيين وفرق مسرحية من 24 دولة. اشارة انطلاق المهرجان كانت بعرض كرنفالي تنشيطي احتضنه البهو الخارجي لمدينة الثقافة بشارع محمد الخامس واثثته فرق موسيقية وشبابية وتشكيلات كبيرة من الدمى العملاقة ونصف العملاقة والصغيرة لعرائسيين تونسيين واجانب الى جانب فرق للموسيقى الشعبية والفلكلورية اضفت على الاجواء الافتتاحية للمهرجان روحا تونسيةاصيلة. وفى ساحة المسارح امام قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة، تم استعراض الفرق المسرحية المشاركة على ايقاعات فنية من تراثها الموسيقي فكان اللقاء مزيجا بين العديد من التعبيرات الفنية كيف لا و "فن العرائس هو توليفة من العديد من الفنون الموسيقى والمسرح والتعبير الجسماني وغيرها"، على حد تعيبر حبيبة الجندوبي مديرة الدورة الاولى لأيام قرطاج لفنون العرائس. الفضاءات والاروقة الجانبية لساحة المسارح تحولت بدورها الى متحف لفنون العرائس ضم عشرات الدمى والاقنعة واكسسوارات العرض والتمثيل والتحريك المستعملة فى هذا النمط الابداعي، وقد حرصت هيئة تنظيم الايام على تشريك كل الفنانين العرائسيين التونسيين من مختلف الاجيال بما في ذلك طلبة معاهد الفنون الدرامية لخلق نوع من التواصل بين العرائسيين التونسيين بما يسهم فى مزيد تطوير هذا الفن الفرجوي فى تونس والتعريف بقدرات ومهارات العرائسيين الشبان. فى قاعة مسرح الجهات وامام حضور قياسي من مختلف الاعمار، جلس بعضه على الممرات ووقف البعض الاخر فى مداخل القاعة، اعلن عن الافتتاح الرسمي للمهرجان من قبل مديرة ديوان وزير الشؤون الثقافية وقدمت حبيبة الجندوبي مديرة المهرجان هذه الاحتفالية بفنون العرائس التونسية قائلة "اليوم، حلم اجيال من الفنانين والمبدعين التونسيين يتحقق، شكرا لكل من ساهم وساعد في الاعداد لهذا المهرجان، شكرا لكل الضيوف الذين لبوا الدعوة ووضعوا ثقتهم فى ايام قرطاج لفنون العرايس، مهرجان فتي، لكن ولد كبيرا" . اثر ذلك، اعتلى العرائسي التونسي عياد بن معاقل الركح وقدم عرضا مسرحيا قصيرا لعروس "عازف الكمان" فكان التناعم مبهرا بين حركات انامل بن معاقل وهي تحرك العازف الصغير وصوت الموسيقى المصاحبة، لوحة تفاعل معها الجمهور الحاضر في القاعة بكثير من الاهتمام والمتعة والعفوية. اثر ذلك كان الافتتاح الرسمي للمهرجان بعرض مسرحي للكهول من ايطاليا بعنوان "خاتمة جيا" تاليف واخراج فابيو امودي والذي حصد 45 جائزة دولية. المسرحية توليفة من أربعة مشاهد تحكي تاريخ الانسان والمتمثل في الرغبة في انجاب طفل والولادة و النمو و الترك القسري و العنف. ويصبح ابنا راشدا في العرض الرابع ليعيش مأساة محاولة الانتحار. يتوقف الزمن في تلك اللحظة ويلقى بالإنسان في سجن خشبي. المكان خال من الاحاسيس. تحرسه هياكل اموات من خشب. فعندما يقرر الانتحار يصل الى هذا السجن الخشبي ويتحتم عليه الاختيار، فإما يصبح دمية من خشب و اما ينقذ حياته. ففي السجن الخشبي لا يوجد إحساس. هي قصة تعيش من خلال حكاية حلم وهو عالم بلا روح يتغير و يتحطم بنفسه، والامر المهم هو مادام المرء يتنفس فانه سيكون حتما سعيدا .