يعد موسم الأعاصير هو الخطورة الأكبر التي تهدد دول العالم، والتي يرفعون درجة الاستعداد القصوى تأهبًا لها، في محاولة لتحجيم الخسائر المادية والبشرية التي تنجم عنها، إلا أن هذا العام شهد أعاصيرًا مدمرة تسببت في سقوط مئات الضحايا والمصابين، فضلًا عن الخسائر المادية الفادحة في المباني والمؤسسات والشوارع المختلفة. وفيما يلي، ترصد "الفجر" أقوى الأعاصير التي اجتاحت مختلف دول العالم في الآونة الأخيرة، وذلك خلال السطور التالية. إعصار جيبي اجتاح إعصار "جيبي" مدن اليابان المختلفة في مطلع سبتمبر الجاري، حيث صنف على أنه الإعصار الأقوى الذي تتعرض له الدولة منذ ربع قرن، حيث تحركت العاصفة من الشمال إلى الشمال الشرقي في اليابان بسرعة 55 كيلو مترًا في الساعة، وبسرعة قصوى وصلت إلى 162 كيلو مترًا في الساعة، وبعواصف سرعتها 216 كيلو مترًا في الساعة. وضرب الإعصار أجزاء واسعة من اليابان مصحوبًا بأمطار غزيرة ورياح عاتية، حيث تسبب في حدوث فيضانات، وسقوط العشرات من القتلى ومئات المصابين، إلى جانب الإطاحة بالسيارات والشاحنات، والتسبب في وقوع الحوادث، كما وصل الإعصار إلى مطار "كانساي" الدولي وتسبب في احتجاز آلاف السياح قبل أن يتم نقلهم إلى مطار آخر بالقوارب السريعة، فضلًا عن انهيار المباني والحرائق، وتسبب الإعصار في إجلاء مليون شخصًا من منازلهم حرصًا على سلامتهم. إعصار فلورانس وهو إعصار مدمر اجتاح عدة ولايات أمريكية مؤخرًا، ولا يزال نشطًا في موسم أعاصير المحيط الاطلسي، حيث بدأ منذ عدة أيام، وتسبب في ارتفاع أعداد الضحايا إلى 15 قتيلًا في ولايتي نورث كارلونيا وساوث كارولينا، كما أنه تسبب في وقوع الفيضانات التي غمرت المنطقة وتسببت في إلحاق أضرار كبيرة. ويأتي ذلك وسط تحذيرات شديدة من المسؤولين بأن الأسوأ لم يأتي بعد، حيث أن التوقعات تشير إلى هطول أمطار أخرى مصاحبة لها يصل منسوبها من 13 إلى 25 سم في شمال كارولينا. وفي سياق متصل، طالب المسؤولون بمدينة فايتفيل في ولاية نورث كارولينا، من 210 آلاف شخصًا قرب نهر كيب فير ونهر ليتل، أن يغادروا منازلهم على الفور بحلول فترة ما بعد الظهيرة يوم الأحد المقبل، بسبب المخاطر المتوقعة من الفيضان. وبلغ عدد المنازل والمنشآت التجارية الني انقطعت الكهرباء عنها جراء الإعصار نجو 756 ألفًا بشمال ولاية كارولينا وجنوبها وعدد من الولايات المجاورة لهم. إعصار مانكوت وبالتزمن مع إعصار فلورنس، الذي اجتاح الولاياتالأمريكية؛ وصل إعصار "مانكوت" الأقوى في العالم خلال العام الجاري، إلى الفلبين واجتاح عدة مدن في الشمال، حيث بلغ رياحًا تبلغ سرعتها 305 كيلو مترًا في الساعة. وتعد الرياح المصاحب ل"مانكوت" أشد بكثير من تلك المصاحبة لإعصار "فلورنس"، حيث تسبب في خسائر مادية كبيرة إلى جانب خسائر الأرواح البشرية، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار بالفلبين إلى 59 قتيلًا. ولم تسلم العاصمة الصينية هونج كونج، من مخاطر الإعصار المدمر، الذي توجه إليها قادمًا من الصين، ليتسبب في حدوث فيضانات عنيفة، تسببت في ضرب السواحل الصينية، وتم إجلاء العديد من السكان من المناطق المنخفضة، كما تقطعت السبل بعشرات الآلاف من المسافرين من مطار هونج كونج الدولي، وتسبب كذلك في اهتزاز ناطحات السحاب وتحطيم نوافذها. ووصل الإعصار المدمر حاليًا إلى أكثر المناطق كثافة سكانية في الصين، حيث وصل إلى اليابسة في إقليم جونجدونج، وتسبب الإعصار في وصول ارتفاع الأمواج إلى 3 أمتار ببعض المناطق، بالإضافة إلى غمر الطرققات بالمياه التي دخلت الأحياء السكنية واخترقت مراكز التسوق شرق البلاد، كما تسببت في سقوط عشرات القتلى ممن لقوا حتفهم في انهيارات أرضية بمناطق جبلية أو بالقرب منها، فضلًا عن عشرات المفقودين. وتسبب الإعصار في إغلاق الموانئ والمنشآت الصناعية والمنصات النفطية في المنطقة، كما خفضت السلطات التيار الكهربائي في عدد من المناطق كإجراء وقائي. ومن المتوقع أن يتحرك الإعصار صوب الشمال الغربي، مصحوبًا بأمطار غزيرة ورياح عاتية لمنطقة جوانجشي يوم الإثنين المقبل، قبل ان يتحول الإعصار إلى مداري وتضعف قوته.
