رغم التقدّم الكبير في موسم حماية صابة التمور عبر تغليف العراجين بالناموسية والبلاستيك لحمايتها من التقلبات المناخية وخاصة الأمطار إلّا أن فلاحي ولاية قبلي ( وخاصة صغار الفلاحين) لا يزالون يشتكون من النقص الحاد في توفّر الناموسية لدى المجامع المهنية والشركات التعاونية الامر الذي حتّم على الكثير منهم تأخير القيام بعملية التغليف في انتظار إمكانية تزويد الجهة بكميات اضافية من الناموسيات أو دفع أيضا البعض الى اقتنائها من السوق السوداء بأسعار تتجاوز 800 مليم للوحدة الواحدة رغم كونه من المفروض ان يتم توفيرها للفلاح بسعر حدد ب 630 مليم. وعبّر عدد من فلاحي الجهة، في تصريحات متطابقة لمراسل (وات) في الجهة، عن استغرابهم من تكرّر اشكالية عدم توفير الكميات الكافية من الناموسية لحماية صابة التمور بولاية قبلي التي تتصدر الولايات المنتجة للتمور بأكثر من 70 في المائة من المنتوج الوطني من دقلة النور الموجهة للتصدير. وأشاروا الى ان نجاح المصالح الفلاحية على المستويين الجهوي والمركزي في اقناع الفلاحين بالتوجه نحو استعمال الناموسية والتخلي عن استعمال البلاستيك في عملية تغليف العراجين لم يقابله تأمين حاجيات الفلاحين من هذه المادة التي اكدت البحوث العلمية جدواها في حماية الصابة من الامطار، وعلى الحد من الاصابة بدودة التمر ناهيك عن كون الوحدة الواحدة من الناموسية يمكن استعمالها لحوالي 5 مواسم متتالية، في حين ان البلاستيك عادة ما يهترئ بعد كل موسم يستعمل فيه. ومن ناحيته، أوضح رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري، توفيق التومي، اليوم لمراسل (وات)، ان اشكالية عدم توفر الناموسية لدى المجامع المهنية الفلاحية والشركات التعاونية يعود بالأساس الى سببين رئيسيين اولهما سوء تنظيم عملية توزيع الناموسية، اضافة الى سوء تقدير للكميات التي تستحقها الجهة من هذه المادة. ودعا الى ضرورة أن يتم تمكين المصدرين من الناموسية في اطار عقود انتاج تربطهم بالفلاحين الذين سيزودونهم بالتمور لكي يتم التحكم في الكميات التي توجّه للمصدّرين من هذه المادة مع الحرص على توفير العدد الكافي منها ووضعها على ذمة الفلاحين انطلاقا من شهر جوان من كل سنة لكي تؤدي الدور المنتظر منها لأن استعمالها في وقت مبكر لتغليف العراجين يحد من احتمال اصابة الحبات بدودة التمر، في حين أنّ تأخير هذه العملية الى الوقت الحالي يجعل من استعمال الناموسية صالحا فقط للحماية من التقلبات المناخية وأساسا الامطار. يذكر أنه تم عقد جلسة بمقر الولاية، موفى الاسبوع المنقضي، بحضور كافة المتدخلين في منظومة انتاج التمور بالجهة خصصت للوقوف على اشكالية النقص في توفّر مادة الناموسية لدى المجامع الفلاحية والشركات التعاونية حيث انه كان من المفروض تأمين تزود ولاية قبلي بحوالي مليونين و500 الف وحدة ناموسية يوضع مليون و500 الف منها على ذمة هذه الشركات، في حين توجه الكمية المتبقية للمصدرين الذي يوفرونها بدورهم لمنظوريهم من الفلاحين الا انه والى حد الان لم يصل الى الجهة الا مليون و300 الف وحدة من هذه المادة تم توزيعها بين كافة الاطراف المذكورة. وقد تم خلال هذه الجلسة أيضا تأكيد ضرورة ان يعمل المجمع المهني المشترك للغلال على تأمين كميات اضافية من الناموسية لولاية قبلي مع توفير مادة البلاستيك بالقدر الكافي لسدّ النقص المسجل في الناموسية.