اتفاق أمريكي صيني لتخفيف العقوبات على عملاق الاتصالات "زد تي إيه"

أعلنت وزارة التجارة الأمريكية اليوم الخميس، أن واشنطن وبكين توصلتا إلى اتفاق لتخفيف العقوبات التي وضعت عملاق الاتصالات الصيني "زد تي إيه" على شفير الانهيار.
ويأتي الاتفاق بعد تقارير عن عرض بكين زيادة مشترياتها من السلع الأمريكية وبالتالي تقليص العجز التجاري الهائل بين أكبر اقتصادين في العالم، مقتربة نوعاً ما من تلبية مطلب رئيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محادثات تجارية مستمرة.
وستقوم "زد تي إيه" بدفع عقوبة قدرها مليار دولار، وتضع 400 مليون دولار ضمانة لتسديد انتهاكات مستقبلية محتملة قبل رفعها عن قائمة عقوبات، وبموجب الاتفاق، يتعين على العملاق الصيني أن يغير جميع أعضاء مجلس إدارته والاحتفاظ بخبراء قانونيين من الخارج لمراقبة مدى التزامه، يقومون ل 10 سنوات برفع تقاريرهم لوزارة التجارة.
ويبلغ الحجم الإجمالي للعقوبات الأمريكية على "زد تي إيه" حالياً 2.3 مليار دولار، بحسب وزارة التجارة.
وفي أبريل الماضي فرضت إدارة ترامب حظراً على بيع مكونات تكنولوجية أمريكية للشركة الصينية، لانتهاكها العقوبات الأمريكية على كوريا الشمالية وإيران، مما هددها بالإفلاس، وثار سخط مشرعين أمريكيين في واشنطن الشهر الماضي بعد أن عرض ترامب إنقاذ شركة "زد تي إيه" كخدمة شخصية للرئيس الصيني شي جين بينغ، رغم اعتبار الشركة على نطاق واسع عبئاً على الأمن المعلوماتي القومي الأمريكي.
وندد أعضاء ديموقراطيون وجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي بعرض ترامب تخفيف العقوبات عن شركة "زد تي إيه" بوصفه عرضاً يفرض إجراءات عقابية سبق وتجاهلتها الشركة دون أي تنازلات حقيقية من الصين.
وقال وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس لشبكة "سي إن بي سي": إن "الاتفاقية صارمة ومن شأنها إبقاء زد تي إيه تحت المراقبة"، وأضاف "هذه تسوية صارمة جداً، أكبر غرامات التسوية وأكثرها صرامة من جانب وزارة التجارة على منتهكين لقواعد التصدير".
وتأتي تلك التقارير فيما يدفع ترامب بخططه لفرض ما يصل إلى 50 مليار دولار من الرسوم الجمركية على سلع صينية مستوردة عقاباً لبكين لسرقتها المفترضة لتكنولوجيا ومعرفة أمريكية، وأجرت بكين وواشنطن سلسلة من المحادثات التجارية طالب خلالها ترامب بتقليص الفجوة في العجز التجاري مع الصين بمقدار 200 مليار دولار.
وأضاف روس للشبكة التلفزيونية أن "الاتفاق مع (زد تي إيه) مسألة تطبيق غير مرتبطة بالمحادثات التجارية التي قادها، لكنها جاءت بعد وقت قصير على عرض المسؤولين الصينيين شراء ما قيمته 70 مليار دولار من السلع الأمريكية الإضافية لخفض العجز التجاري مقتربين من تلبية أحد المطالب الرئيسية لترامب حول التجارة".