قطعة خشبية أصلية مزخرفة بزخارف نباتية رائعة من منبر حسام الدين لاجين المنصوري تباع في صالة كريستيز للمزادات العلنية عام 2000. بهذه الكلمات السابقة، بدأ بسام الشماع، المؤرخ المعروف، وعضو اتحاد الكتاب وعضو الجمعية التاريخية، حديثه في تصريح إلى "الفجر" حول منبر جامع ابن طولون. وأضاف "الشماع" أن منبر الأمير حسام الدين لاجين المنصوري، موجود حاليًا بجامع أحمد بن طولون المشيد فوق قمة جبل يشكر. والقطعة المأخوذة من المنبر على شكل مثمن به نحت خشبي رائع منحوتة بطريقة النحت البارز بزخارف نباتية ومنأوراق نخيلية وأشغال الأرابيسك. وتابع "الشماع" أن صالة المزاد قدرت السعر المبدئي للقطعة بثمن يتراوح ما بين 4 إلى 6 آلاف جنيه استرليني، ثم قفزت إلى سعر 531 ألف و750 جنيها استرليني. وفي 17 أكتوبر عام 2016م، تم بيع قطعتين خشبيتين أصليتيين أخرتين من منبر لاجين، بصالة مزاد في منطقةنايتس هيلز في لندن، وفي هذه المرة فضلت صالة المزاد عدم نشر وعرض الثمن الذي به تم البيع مما يثير الريبةفي طريقة خروج القطعة. وفي تصريح آخر حول نفس المنبر، قال إن الأمير لاجين قبل أن يتولى السلطنة اختبأ لمدة عام بجامع ابن طولون المتهدم، ونذر حسام الدين لاجين أنه سيعيد تجديد المسجد في يوم ما، وكان من نتيجة تجديداته، المنبر الخشبي الموجود بالمسجد، ثم قال المتروبوليتان، وإن منبر لاجين تم تفكيكه في أواخر القرن التاسع عشر. وأكمل أن المتروبوليتان صرح بأن المنبر بعد تفكيكه تبعثر أو تناثر في مجموعات لمتاحف عديدة. ولفت "الشماع"، حسب ما أعلن المتروبوليتان، إلى إن نسخة معتمدة على رسمة لرحالة تقف الآن في المسجد، ما أثار دهشته، لأن هذا التصريح الرسمي للمتروبوليتان يعني أن المنبر الحالي ليس أصليًا. والمفهوم من تصريحات المتروبوليتان، حسب ما نقل "الشماع" أن منبر لاجين تم تفكيكه في أواخر القرن التاسععشر، وهو الآن متناثر في مجموعات لمتاحف عديدة في العالم، والموجود حاليًا هو نسخة معتمدة على رسمة رحالةتقف الآن بالجامع، وهذا كلام خطير من المتروبوليتان ويحتاج لرد من وزارة الآثار. وفي نهاية تصريحاته، نوه بأن متاحف بلا حدود قالت إن منبر جامع ابن طولون واحد من أكثر القطع ثراءً، والزخارف الخشبية للمنبر عرضت في المعرض العالمي التجاري عام 1867 بباريس، وبعد ذلك قطع مهمة منالمنبر وصلت لعدد من المجموعات في أوروبا.
ومن ناحيته، قال الدكتور محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار الإسلامية والعميد السابق لكلية الآثار جامعة القاهرة، إن منبر لاجين تعرض للسرقة منذ ما يقرب من مائة عام ولكن سرقت بعض الحشوات كل المنبر، وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية بعمل مستنسخات لهذه القطع. وفي ذات السياق قال الدكتور حسني نويصر، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن منبر لاجين بالفعلتعرض للسرقة إلا أن عدد الحشوات المسروقة محدود. وأردف الدكتور عماد عثمان، كبير باحثين ومدير عام سابق لآثار جنوبالقاهرة، أن سرقة منبر بالكامل ليست الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبق وسرق منبر مسجد المارداني ثلاث مرات حتى تحول إلى خشب مهلهل، وأن حشوات المارداني بالكامل مسروقة، فمن غير المستبعد أن يتكرر هذا مع أي منبر آخر. واستطرد محمد شاهين، مدير آثار منطقة باب الوزير، أن ظاهرة سرقة حشوات المنابر متكررة ومنبر الجامع الأزرق، مفقود منه ثلاث حشوات وهو يعتبر من أندر المنابر في مصر وأقدمها. وعقب الدكتور أحمد عطية، أستاذ الترميم بجامعة القاهرة، على ما سبق بأن القول الفصل هو الفحص الدقيق للمنبر الحالي الموجود بجامع أحمد بن طولون، بواسطة الوسائل الحديثة وقياسات الكربون المشع والتي ستكشف العمر الحقيقي لقطع وحشوات المنبر وأن كانت كلها مستنسخة أو بعضها فقط.