تعد مساجد القاهرة، من أهم المعالم الشاهدة على تقدم العمارة الهندسية على مر العصور، براعة تصميمها، وندرة زخارفها، وتشيدها بحس مرهف، وقيمة أثاثها ومقتنياتها، جعلها تتحول مع مرور الوقت إلى مزارات أُثرية هامة تشهد على حضارة العصر الإسلامي فى أزهى فترات رخائه وتقدمه. وفى الأعوام الماضية، بعد أن سادت حالة الإنفلات الأمنى فى أعقاب أحداث 25 يناير، أصبحت المساجد فى عرضة للتخريب والسرقات بشكل ملحوظ، وبرغم من تصريحات المكلفين عن الرقابة على المواقع الأثرية فى وزارة الآثار، إلا أن الواقع مخالف لها. ورصدت بوابة «الأهرام العربي» تاريخ سرقة المساجد الأثرية في القاهرة التاريخية، وذلك بمناسبة ما أعلنت عنه وزارة الأثار أنها ستتسلم أوائل الاسبوع القادم حشوتين خشبيتين كانتا قد سرقتا من مسجد جاني الأشرفي بشارع المغربلين بالدرب الأحمر عام 2014 بعد حالة الإنفلات الأمني التي سادت البلاد في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير. وفي يناير الماضي تعرض مسجد الرفاعي الأثري لسرقة 6 مشكاوات،وهي الواقعة التى أحالها الدكتور خالد العنانى وزير الآثار للنيابة العامة للوقوف على جميع ملابسات اختفاء المشكاوات الست من أصل 15 مشكاة فى حجرة الملك فؤاد والأميرة فريال. وفى 2014 اختفت مشكاة أثرية أيضا من مسجد الرفاعي لتظهر بعدها معروضة للبيع فى صالة مزادات بلندن،وفى نفس العام 2014 حاول شخص سرقة مقبض باب أحد الأضرحة بالمسجد،إلا أنه تم ضبطه وإلقاء القبض عليه. وفى 24 يوليو 2012 قام لصوص بسرقة زخارف نحاسية من مقبرة فاروق الأثرية بالمسجد. وفي فبراير2016 قام لصوص بسرقة النص التأسيسى لمسجد «فرج بن برقوق» فى صحراء المماليك. وفي 2014 تمت سرقة حشوة التجديد من مسجد الصالح طلائع بالدرب الأحمر وعليها اسم الخديو عباس حلمى الثانى،وشهد مسجد الماردانى الأثرى سرقة نص التجديد من السياج الخشبى الخاص به وعليه أيضا اسم عباس حلمى الثانى. وفى ديسمبر 2010 تمت سرقة المنبر الأثرى فى مسجد «قانى باى الرماح» الذى يعود لعصر المماليك الجراكسة،كما تمت سرقة «النص التأسيسى» من المنبر الخشبى لمسجد «تمراز الأحمدى»،والنص التأسيسى لإيوان السادات الثعالبة بمنطقة الإمام الشافعى، والحشوات المكفتة بالفضة من باب مسجد السلطان برقوق بشارع المعز، وأجزاء من الباب الخشبى لمسجد الأشرف برسباى الأثرى بالجمالية. وفي أكتوبر 2013 تعرض مسجد المؤيد شيخ الأثري بالقاهرة التاريخية لسرقة بعض حشوات الباب الخاص به،ولم تكن المرة الأولى حيث سرقت حشوات من الباب في أوقات سابقة،ويعود تاريخ المسجد إلي 818ه - 1415م،وبابه كان في الأساس باب مدرسة السلطان حسن، وصاحبه المؤيد شيخ هو من بنى المئذنتين أعلى باب زويلة.