قال الأثري سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية إن هناك مشكلة كبيرة في تأمين الآثار الإسلامية والحفاظ عليها لأن أغلبها تؤول ملكيته لوزارة الأوقاف، مما يسبب تداخلا في المسئوليات والاختصاصات . وأكد الزهار - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم تعليقا على سرقة 6 مشكاوات أثرية من مسجد الرفاعي بالقاهرة - ضرورة أن تكون مسئولية الآثار تابعة تبعية كاملة للجهة الرسمية المشرفة عليها وليس للجهات أو المؤسسات الدينية التي تتعامل مع الأثر من الناحية الدينية فقط ، و لا فرق بين أثر ثابت أو منقول إذا كان أثرياً أم حديثا ، خاصة وأن هذا هو السبب الرئيسي في تدمير و سرقة الآثار الإسلامية في مصر . وأوضح أن مشكاوات مسجد الرفاعي ال 6 المسروقة كانت موجودة بحجرة الملك فؤاد والأميرة فريال بالمسجد ، و تلك المشكاوات تعود إلى سنة 1328 ه، وهي مشكاوات زجاجية مصنوعة من الزجاج المموه بالمينا ، كما يوجد عليها رنك يحمل اسم الخديوي عباس حلمي الثاني ، كما تزين بكتابات بخط الثلث المملوكي لآية من سورة النور (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) ، مشيرا إلى أن المشكاة تمثل وحدة فنية فريدة كواحدة من أقدم وأهم وسائل الإنارة و قد حظيت باهتمام فناني و صناع العصر الإسلامي . وطالب الزهار بضرورة أن تقوم وزارة الأوقاف على الفور بتسليم كافة المساجد و المباني الأثرية إلى وزارة الآثار لإيقاف تلك الكوارث التي تتكرر بصفة مستمرة ، مناشدا الحكومة المصرية بأن تقوم باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للحيلولة دون وقوع أية كوارث تاريخية أثرية من هذا النوع ، كما أنه يجب على الفور توزيع صور و بيانات تلك المشكاوات على المنافذ المصرية كافة، حيث أنه في أغلب الأحيان يتم تهريب الآثار عبر المنافذ المختلفة سواء كانت برية أو بحرية أو جوية . واستعرض أبرز السرقات التي حدثت على مدى السنوات الماضية للآثار الإسلامية بسبب تداخل الاختصاصات ، ومنها سرقة "النص التأسيسي" من المنبر الخشبي لمسجد "تمراز الأحمدي"، وسرقة النص التأسيسي لإيوان السادات الثعالبة التابع لمنطقة الإمام الشافعي ، وسرقة الحشوات المكفتة بالفضة من باب مسجد السلطان برقوق بشارع المعز، وسرقة أجزاء من الباب الخشبي لمسجد الأشرف برسباي الأثري بمنطقة الجمالية ، وسرقة لحشوات منبر مسجد السلطان الأشرف قايتباى بصحراء المماليك و سرقة حشوات جانبي منبر مسجد الطنبغا المارداني ، وسرقة بعض حشوات منبر مسجد أبو حريبة، و سرقة العديد من حشوات مسجد المؤيد شيخ و التي تكررت حوالى 3 مرات ، و سرقة حشوات بابي الروضة من منبر مسجد أزبك اليوسفي ، و اختفاء منبر مسجد قانيباي الرماح ، و سرقة حشوات وزخارف الأطباق النجمية المكونة للمنبر وكرسي المصحف من مسجد جانم البهلوان بالمغربلين بمنطقة الدرب الأحمر