زعيم القاعدة حضر مباراتى أرسنال ضد روما الإيطالى وستاندرليج البلجيكى مع أبنائه.. وجماهير النادى هتفت باسمه فى المدرجات بن لادن مشجعًا متحمساً ل«أرسنال» والبغدادى مارادونا سجن بوكا تشكيل منتخب داعش ضم لاعبين من أرسنال الإنجليزى وهنوفر آخن الألمانى وفينورد الهولندى.. وحكما مصريا.. وحارس مرمى سوريا داعش نظم أوليمبياد الجهاد واستبدل المساجد بالملاعب والأندية كساحات للتجنيد لم يتخل أسامة بن لادن فى أى لحظة عن كرة القدم.. هى معشوقته الأولى منذ فترة المراهقة والشباب المبكر..أقام لها المباريات ونظم دوريات المناطق والأحياء مع أقرانه فى جدة.. واحتفظ لنفسه فيها دوماً بمركز المهاجم، بفضل سرعته وقامته الفارعة. 1- عندما هتفت جماهير أرسنال لأسامة بن لادن وعندما أصبح زعيماً للقاعدة، نجحت الساحرة المستديرة فى غواية أسامة أيضاً، فسافر مغامراً، بصحبة بعض أبنائه، لحضور مباراتين لناديه المفضل أرسنال الإنجليزى، الأولى مباراته أمام نادى روما، والثانية أمام نادى ستاندر ليج البلجيكى، وهى مباراة تاريخية، فى كأس الكؤوس الأوروبية عام 1994، انتهت بفوز أرسنال بسبعة أهداف نظيفة، على ملعبه السابق هايبرى فى قلب لندن. وتم اكتشاف حضور بن لادن، عبر بطاقته الائتمانية، التى استخدمها فى شراء تذاكر المباراة، وبعض المشتريات، والهدايا التذكارية من متجر النادى. تداول تلك المعلومات بشأن افتتان أسامة بن لادن بأرسنال، خلقت علاقة غير متوقعة بينه وبين رابطة مشجعى النادى الذين هتفوا فى المدرجات بأغنية تحمل اسمه وتقول كلماتها أسامة.. أوه أوه.. هو يأتى من طالبان هو يحب أرسنال.. أسامة أوه أوه.. هو يختفى بالقرب من كابول هو يحب أرسنال.. أسامة.. أوه أوه أوه. ما اضطر النادى الإنجليزى إلى إصدار بيان رسمى، فى أعقاب الواقعة، يعلن فيه أن زعيم القاعدة شخص غير مرغوب فيه، ويمنعه رسمياً من حضور المباريات مرة أخرى. لم تغب بصمة الساحرة المستديرة عن مشهد النهاية أيضاً، فى المخبأ الأخير لزعيم القاعدة، فى تورا بورا، فكانت تسجيلات مباريات الأرسنال موجودة على الكمبيوتر الخاص به، وفقاً لتسريبات سى آى إيه، حول وثائق أخطر رجل فى العالم آنذاك، ومحتويات حاسوبه الشخصى. فى كتابه البروج المشيدة.. القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر يقول لورانس رايت: مع جنوح أفكاره نحو التشدد توقف أسامة عن ارتداء السروال القصير المعهود وكان يلعب بالسروال الطويل، ويقسم أصدقاءه إلى فرق بأسماء الصحابة. وبرزت هواية كرة القدم بين هوايات عدة لأسامة بن لادن، فى شبابه، منها تسلق الجبال فى تركيا وصيد الفرائس الكبيرة فى كينيا، وقيادة السيارات الفارهة بسرعة جنونية، وتربية وركوب الخيل واطلاق النار من على ظهورها كما يفعل رعاة البقر فى المسلسلات الأمريكية الشهيرة التى كان يحب أسامة مشاهدتها آنذاك، مثل مسلسلى بونانزا، وفيورى. لكن بمفردها، ظلت كرة القدم، هى الإدمان الذى لم يتخلص منه زعيم القاعدة، والنغمة المارقة عن نسق حياته المتجانس، فى عالم العنف والسلاح والإرهاب. 2- مارادونا يؤسس تنظيماً إرهابياً وإذا كان أسامة بن لادن مهاجماً متوسط المستوى، كان من الممكن أن يصبح أفضل لولا اهتماماته المتشعبة، كما قال عنه أصدقاؤه فى جدة، فى شهاداتهم، فإن إبراهيم عواد البدرى، أو أبو بكر البغدادى، خليفة تنظيم داعش، كان بدوره لاعباً مبدعاً، صاحب موهبة كروية استثنائية، بين زملائه من المتشددين ثم الإرهابيين، وفقا لشهادات مماثلة أيضاً. وفى مسجد الحاج زيدان فى حى طوبجى الفقير فى العاصمة العراقيةبغداد، حيث كان يسكن بالقرب منه مع زوجتيه فى شقة واحدة متواضعة، كان البغدادى يدرس لأطفال الحى تلاوة القرآن، ويرفع الآذان ويخطب فى المسجد، ورغم تشدده الواضح منذ تلك الفترة، إلا أنه كان لايزال مولعاً بممارسة هوايته المفضلة فى لعب كرة القدم، فى النادى الملحق بالمسجد. كما وصلت موهبة البغدادى وتفوقه فى كرة القدم، إلى أن أطلق عليه الجهاديون داخل أحد أشهر السجون العراقية، فى أعقاب الغزو الأمريكى للعراق، لقب مارادونا معسكر بوكا، حيث تم إيداعه مجمع السجون الشهير، جنوبالعراق. 3- تشكيل منتخب داعش محلياً، تسبب انضمام حكم الدرجة الثانية محمود عاشور لتنظيم داعش فى سوريا وتحوله إلى أبو دجانة الغندور، فى صدمة داخل الأوساط الكروية المصرية، غير أن الظاهرة الملافتة بالفعل تجسدت فى عدد اللاعبين الدوليين المحترفين المنضمين إلى صفوف التنظيم، بعد أن ترك كل منهم ناديه ليرتمى فى أحضان التطرف الداعشى. 4 من لاعبى نادى أرسنال الإنجليزى انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابى، هم نيرو سارايفا، وساندرو، وفابيو بوكاس (زميل كريستيانو رونالدو فى أكاديمية سبورتينج البرتغالية). وكذلك سيلسو رودريجز دا كوستا البرتغالى، الذى انتقل إلى القتال فى سوريا وأطلق على نفسه أبو عيسى الأندلسى، وقد غرّد على تويتر بعد انضمامه للتنظيم ساخراً: الحمد لله ستكون التمريرات البينية وركلات الترجيح بل وحتى الركنيات برؤوس المرتدين وضربات الجزاء برؤوس الصحوات. وهو بالفعل ما تحقق بعد تلك التغريدة مباشرة، فنشرت حسابات تابعة للتنظيم صوراً لعدد من مقاتلى التنظيم يتفاخرون بقطع الرؤوس ويركلونها بين أقدامهم كما يحدث فى مباريات كرة القدم. بوراك كاران، لاعب منتخب ألمانيا للشباب، ولاعب نادى هنوفر آخن أيضاً، أعلن اعتزاله لكرة القدم، ولم يتجاوز 20 عاماً فقط، فى 2008، ثم سافر إلى سوريا، وانتهى به المطاف فى صفوف تنظيم داعش، ولقى مصرعه بقصف عسكرى للنظام السورى. كذلك مايكل دوس سانتيوس، لاعب كرة القدم فى فريق فانسان الفرنسى، فكنى نفسه ب أبو عثمان وشارك فى نحر 18 رهينة لصالح تنظيم داعش. إضافة إلى عبد الباسط الساروت، حارس مرمى المنتخب السورى، فبرز اسمه كقيادة عسكرية مهمة، فى صفوف المعارضة السورية، ثم تحول للانضمام لتنظيم داعش، وأصبح منشداً كذلك للتنظيم. أيضاً، لاعب نادى فينورد روتردام الهولندى، مغربى الأصل، عماد المغربى، وقد تداولت وسائل الإعلام العالمية صورته مرتدياً قميصاً عليه صورة أبوبكر البغدادى، خليفة داعش. نفس الحال، مع حاتم حلاوة لاعب المغرب التطوانى، ومحمد حسن الكواش، لاعب نادى الإفريقى التونسى، ونضال السالمى، لاعب النجم الساحلى التونسى، ولقى مصرعه فى صفوف داعش أكتوبر 2014. أما أحمد دياب، لاعب نادى الإخاء الأهلى عاليه اللبنانى، فتحول إلى أبى بكر الرياضى، قبل أن يلقى مصرعه فى هجوم انتحارى لصالح تنظيم داعش أيضاً. الظاهرة ذاتها، سبق أن تكررت أيضاً فى صفوف القاعدة، فى حالة التونسى نزار طرابلسى اللاعب فى الدورى الألمانى، وقد تحول إلى التطرف وتورط فى أعمال إرهابية لصالح التنظيم، وكذلك عبدالعزيز المقرن زعيم تنظيم القاعدة بالسعودية، وجلال بلعيد زعيم تنظيم أنصار الشريعة فرع القاعدة باليمن، وكلاهما كان لاعباً محترفاً فى أحد ألأندية الكبرى فى بلاده. 4- أوليمبياد الجهاد طالما كانت علاقة الإرهابيين وتنظيماتهم الكبرى بكرة القدم إذن علاقة شائكة، ومتناقضة، تحمل مزيجاً من الغموض والإثارة، والمفاجآت أيضاً، فيما تتنازع بين الإعجاب والتحريم، وتصل إلى التفجير، فى كثير من الأحيان. فسبق أن أفتى تنظيم داعش، بتحريم مشاهدة مباريات كرة القدم نظرا لأنها مستوردة من الغرب ولا علاقة لها بالدولة الإسلامية، وأنها لهو مضر بروح الجهاد، وهدد التنظيم المخالفين من أعضائه بعقوبات تصل للجلد والسجن والطرد من صفوفه. لكن تحولاً برجماتياً طرأ على علاقة التنظيم مع لعبة كرة القدم، حيث قرر استغلال الشعبية الجارفة للعبة الأكثر جاذبية فى العالم، فى تجنيد مزيد من المقاتلين، فنظم ما أطلق عليه أوليمبياد الجهاد فى المناطق التى تقع تحت سيطرته فى سورياوالعراق. كما أصبح يستهدف الأندية والملاعب كساحات للتجنيد، أيضاً بديلاً عن المساجد، هروباً من المتابعة والرقابة الأمنية، وهو ماحدث مع شباب الإرهابيين فى خلية برشلونة قبل أشهر، حيث نجح العقل المدبر للهجوم الإرهابى، عبدالباقى السعدى، إمام مسجد يوربول، فى تجنيدهم خلال مباريات كرة قدم كان ينظمها لذلك. 5- مباريات مفخخة لتنظيم داعش سجل حافل من محاولات استهداف البطولات الكروية، بدايةً من بطولة كأس العالم للقارات فى روسيا الصيف الماضى، وكذلك بطولة أمم أوروبا 2016 فى فرنسا، وقبلهما هجمات باريس الدموية 2015، وقد شهدت تفجيرين انتحاريين على بوابتى استاد دى فرانس فى سان دونى، أثناء مباراة ألمانياوفرنسا، بحضورالرئيس الفرنسى السابق فرانسوا أولاند. استهدف داعش أيضاً ملعب حديقة الأمراء أثناء مواجهة بين فريق باريس سان جيرمان وبوردو بحضور 50 ألف مشجع، كما حاول تفجير ملعب الجوهرة فى السعودية، وأعدم 4 لاعبيين سوريين فى مدينة الرقة السورية، وفجر الملعب الأوليمبى، بمدينة الرمادى فى العراق. كما نفذ التنظيم أيضاً عملية انتحارية أثناء حفل توزيع الكأس والميداليات على اللاعبين فى نهائى بطولة محلية لكرة القدم فى بغداد، واستهدف روابط المشجعين وفخخ المقاهى وأماكن التجمعات لمشاهدة المباريات هناك. 6- المونديال فى خطر ومع بدء العد التنازلى لبطولة كأس العالم، والمنتظر أن تنطلق دورتها الحادية والعشرين، يوليو القادم، فى روسيا، تتصاعد التهديدات الدموية، لتنظيم داعش الإرهابى، ضد المونديال، وضد اللاعبين والجماهيروالمنتخبات المشاركة فيه، تحت شعار انتظرونا. يستهدف داعش نجوم مونديال 2018، وفى مقدمتهم اللاعب الأرجنتينى، وهداف نادى برشلونة، ليونيل ميسى، فنشر له صورة مركبة وهو يبكى دماً، إضافة إلى صورأخرى لكل من ميسى، وكريستيانو رونالدو، هداف نادى ريال مدريد الأسبانى، والبرازيلى نيمار دى سيلفا جونيور، نجم نادى باريس سان جيرمان، وكذلك ديديه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسى. وظهر كل منهم فى الصور، كأسير لدى داعش، مرتدياً ملابس الإعدام الحمراء، وجاثياً على ركبتيه، فى أحد الملاعب الروسية الكبرى، ومن خلفه يقف أحد قاطعى الرؤوس، من جنود الخلافة الداعشية. وهى التهديدات، التى ينصح الخبراء والمحللون بعدم الاستخفاف بها وأخذها على محمل الجد تماماً، فى ظل وجود توقعات، بأن داعش ربما يصل فى تهديده لكأس العالم القادم، إلى اللجوء لاستخدام طائرات بدون طيار لاستهداف الحدث العالمى الكبير.