شهد مقر اليونسكو في يوم الثلاثاء الموافق 15 مايو 2018 في باريس (فرنسا)، حفلاً تكريمياً للفائزين بجائزة الشارقة للثقافة العربية الدورة الخامسة عشرة التي تشرف عليها اليونسكو، و الفائزين هما كريستين طعمه (لبنان) ، و الجمعية الأرجنتينية (السينما الخصبة) لتعزيز التنوع الثقافي (الأرجنتين)، بحضور سعادة أودري ازولاي المدير العام لمنظمة اليونيسكو، سعادة عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، سعادة عبدالله النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو والأستاذ معجب الزهراني مدير معهد العالم العربي و الأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة و نخبة من الدبلوماسيين و المثقفين و الإعلاميين المعتمدين في فرنسا و اليونسكو. بدأ الاحتفال بكلمة ألقتها سعادةاودري ازولاي المدير العام لمنظمة اليونسكو و أعربت فيها عن شكرها وتقديرها للدور النهضوي الثقافي والإنساني الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على صعيد محلي وإقليمي وعالمي، وقالت ازولاي"إن حجم المنجز الثقافي لإمارة الشارقةفي المجالات الثقافية كافة أصبح واضحاً للعالم أجمع، و إن الشارقة لها دور كبير في التقارب بين الشعوب والحضارات و تعزيز فكرة العدل والسلام من خلال الدعم الذي تقدمه عبر برامج و فعاليات و جوائز ثقافية تخدم الثقافة و الإنسانية".
وقال عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة في كلمته "عشرون عامًا مضتْ على جائزةِ الشارقةِ للثقافةِ العربية – اليونسكو، وهما العِقْدان اللّذان شهِدا تعاونًا ثقافيًّا متميزًا بين الشارقةِ واليونسكو، هذه الشراكةُ التي نَتَجَتْ عنها العديدُ من المشاريعِ الثقافيةِ التي تصبُّ في خدمةِ الانسانية، و أضاف سعادته،عشرون عامًا مضتْ على تتويجِ الشارقةِ بلقب عاصمة الثقافة العربية؛ حيث كان العامُ 1998م محطةَ انطلاقٍ جديدةٍ اتخذتْها الشارقةُ استكمالاً لدورها في نشر الثقافة العربية وحضارتها، إيمانًا من صاحبِ السموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضوِ المجلس الأعلى للاتحادِ حاكم إمارة الشارقة، الذي اتَّخذَ منَ الثقافةِ جسرًا للتواصلِ مع الشعوب، من خلال مشارَكتِه الشخصيةِ في المحافل الدولية، المتمثلةِ في برنامج "أيام الشارقة الثقافية في العالم"، وهُو البرنامجُ الذي يقدِّمُ نموذجًا للمشهد الثقافي العربي منطلقًا من بلد الخير "الإمارات العربية المتحدة" إلى العالمِ أجْمع و أختتم العويس كلمته قائلاً، أنَّ حضورَ سُموِّه في معارضِ الكتبِ الدولية يعبِّرُ عن مدى اهتمامِ سموِّه بهذهِ المعارضِ، التي تُشكِّل حلقةَ وصلٍ هامةٍ بينَ الثقافاتْ، كما أنّها تمثِّلُ فرصةً قيّمةً لتقديمِ الإصداراتِ العربية. ولا تَمُرُّ مشاركةٌ لسموِّه في هذه المعارضْ، إلاّ ويكونُ له إصدارٌ مترجمٌ بلغةِ البلدِ المستضيفْ، وكان آخرُ تلك المشاركاتِ في معرضِ باريس للكتابْ، حيث حلَّتْ "الشارقة ضيفًا مميّزًا" فيه، بمشاركة عددٍ كبيرٍ من المثقفين من الإمارات والعالم العربي، وقد مثّلتْ زيارةُ فخامةِ الرئيس إيمانويل ماكرون لجناحِ الشارقة، تجسيدًا لعلاقاتِ الصداقةِ بين فرنساوالإماراتْ ".
وكما نقلسعادة العويستهنئةَ صاحب السمو حاكم الشارقة للفائزينَ بجائزة الشارقةِ للثقافة العربية – اليونسكو لهذا العامْ. وتمنياتِه لهم بالنجاحِ والتوفيقْ، مقدرًا سموُّه دورَ منظمةِ اليونسكو في مساعيها الثقافيةِ الخيّرة.
والأستاذ عبدالله النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو، عبر عن سعادته "بالدور الكبير التي تلعبه الجائزة في نشر الثقافة العربية، في العالم العربي و الغربي، قائلاً في كلمته ( تأتي إلينا اليوم إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، و ورشتها الفكرية الثقافية الهائلة، المفتوحة على التجريب و التراث و الحداثة، و جائزتها بالشراكة مع اليونسكو، و قد تحولت من خلال تكريمها للهامات الثقافية، العربية و العالمية، إلى مؤسسة قائمة في ذاتها تحتضن الإبداع في كل تجلياته، و توجهاته، و مشاربه، وقد كسبت عبر مسيرتها ثقة مبدعي القرية الكونية بفضل حياديتها، و شمولية مقاربتها، و أضاف، و قد سجلت في دورتها الخامسة عشرة التي نحتفي بها اليوم، رقماً قياسياً في عدد المرشحين للظفر بجائزتها السخية لامس سقف 52 متسابقاً، ما يؤكد على محوريتها في الانتصار لليم الجمالية، و دورها في الوصل بين الضفاف، و حوار الثقافات و الحضارات، و اقدم التهنئة للفائزين اللذين ينضمان إلى كوكبة طويلة من 28 مبدعاً عربياً و عالمياً، توجت الجائزة قاماتهم و عماراتهم الفكرية في دوراتها الأربع عشر السابقة، و ادعو هنا المبدعين، و إلى أي حقل معرفي أو فكري انتموا، إلى الترشح لهذه الجائزة المرموقة التي لا تستثني أية قيمة إبداعية إنسانية أصيلة).
و من جانبها قالت كريستين طعمه الفائزة بجائزة الشارقة للثقافة العربية _ اليونيسكو ( شخصية عربية ) في كلمتها ( طوال هذه السنوات المتعبة و الممتعة، كان لي حظ في أن أشهد فيضاً من التجارب و الأعمال و التفكير و المبادرات المتعددة في حقول متصلة و متباعدة، من فنون الهندسة و المعمار و المسرح و الموسيقى البديلة و العروض التعبيرية و السينما الفوتوغرافيا و الفيديو و الفنون التشكيلية و الكتابات الملهمة، و وصولاً إلى فنون الطهي و التصميم، و أضافت ، لم أكن أريد للجمعية اللبنانية لفنون التشكيلية أن تكون مجرد صالة للعرض و انتاج الفن، فكما كانت تلك الحديقة المفتوحة تحت شرفة منزلي هي في خدمة السكان، مفتوحة دوماً لهم، أردت ل ( أشكال و ألوان ) ،أن تكون فضاءً عاماً يتصف بالديمومة ومفتوحاً على حاجات المدينة واقتراحاتها، و ارتكازاً على هذه الرؤية، كان عملي يتصل باستمرار بالحيز العام، و ما ( فضاء أشكال و ألوان ) إلا هذه المساحة المكرسة للعمل والانتاج و للدرس، لكن الأهم هي مكان مفتوح، و مختبر مستمر على مدار العام، و أتوجه بالشكر لمنظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة، و للجنة الدولية للتحكيم و لإمارة الشارقة التي أعتز كثيراً بالصلات التي تربطني بها منذ سنوات، و أخيراً أتوجه بجزيل الشكر و التقدير لجميع الفنانين و الكتاب و المفكرين و النشطاء و الفاعلين الثقافيين الذين لازالو يرافقونني على هذا الدرب الطويل.
وقام العويس و اودري ازولايخلال الحفل الكبير الذي أقيم في مقر اليونسكو بتقديم جائزة الشارقة للثقافة العربية لكل من كريستين طعمه و جمعية ( السينما الخصبة ).
تجدر الإشارة أن كريستين طعمه ( لبنان ) ، تعمل كمنظمة ثقافية و قيمة معارض، أسست في عام 1994 الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية ( أشكال و ألوان )، والتي تعنى بشؤون البحث و الانتاج و الترويج في الممارسات الفنية و الفكرية المعاصرة عبر مجموعة من التخصصات و وسائل إعلام متعددة، و ساهمت في دعم البحوث و النقاشات و تشكيل الشراكات بما في ذلك الشبكات الاقيليمية و العالمية، كما أطلقت طعمه فضاءا جديداً متعدد الوسائط (فضاء أشغال داخلية )، كما عملت قيمة سابقة لبينالي الشارقة (13).
كما تعتبر الجمعية المدنية للسينما الخصبة من أجل التنوع الثقافي ( الأرجنتين )، منظمة تعمل على تعزيز الثقافة العربية في أمريكا اللاتينية عبر مهرجانات الفيلم العربي و إنتاج الوسائل الثقافية السمعية و البصرية، إضافة إلى البرامج الإقليمية من شأنها تعزيز التنوع الثقافي، كما أطلقت ( السينما الخصبة ) أول مهرجان في أمريكا اللاتينية للسينما العربية.
يذكر أن صاحب السمو حاكم الشارقة، أعلن عن إطلاق هذه الجائزة خلال الاحتفال بالشارقة عاصمة للثقافة العربية في عام 1998، وتبلغ قيمة الجائزة 60 ألف دولار مناصفة، وتهدف إلى مكافأة الشخصيات والمجموعات أو المؤسسات التي أسهمت بشكل بارز في تنمية ونشر وتشجيع الثقافة العربية في العالم، وكذلك في صون وإحياء التراث الثقافي العربي غير المادي.