يحتفل اليوم الخميس 10 مايو، أسطورة الكرة الهولندية وعملاق أندية أياكس أمستردام وآرسنال "دينيس بيركامب" بحلول عامه التاسع والأربعين (مواليد 10 مايو 1969)، بعد مسيرة تألق وإبداع طويلة. وتتميز أهداف بيركامب، بالنوعية لا بالكمية، حيث يتصور الموقف وكيفية تسجيله للهدف قبل أن تسنح له الفرصة، وحينها يستطيع أن يجعل تلك الفرصة تسنح له بالتسجيل دون أن ينظر، وكمثال جيد، هدفه الرائع الذي أحرزه على نادي نيوكاسل يونايتد وذلك في 2 مارس عام 2002، والذي فاز لاحقاً بجائزة هدف الموسم. هذا الهدف علي سبيل المثال يشرح العديد من المزايا التي يتحلى بها بيركامب، ومنها تحكمه الرائع بالكرة ولمساته السحرية الأخيرة، ومهاراته في اجتياز المدافعين مع تفكير سريع، فضلاً عن أداءه في التهديف أو في صنع الأهداف من خارج منطقة الجزاء. ويرصد لكم "الفجر الرياضي" أبرز المعلومات عن مسيرة بيركامب الرياضية علي الصعيد الإحترافي والدولي، علي النحو التالي: "البداية مع أياكس" ظهور بيركامب الأول كان مع نادي أياكس أمستردام الهولندي، حيث لعب لفريق ناشئي النادي، وأخذ بيركامب فرصته للعب مع الفريق الأول تحت قيادة المدرب الأسطورة الهولندية يوهان كرويف اللاعب في 14 ديسمبر 1986، ولعب أول مباراة رسمية له ضد نادي رودا كيرك رادن، ولعب في ذاك الموسم 14 مباراة. وفي الموسم التالي أصبح بيركامب لاعباً أساسياً في تشكيلة نادي أياكس، وفاز بيركامب مع النادي ببطولة الدوري الهولندي عام 1990، وكأس الاتحاد الأوروبي 1992، وكأس هولندا عام 1993، واختير كأفضل لاعب في هولندا لعام 1991 و1993، وكان مجموع ما سجله بيركامب من الأهداف 122 هدفا في 239 مباراة لعبها مع نادي مدينته الهولندية. "تجربة متواضعة مع إنتر ميلان" في صيف 1993 انتقل بيركامب برفقة زميله في نادي أياكس "ويم يونك" إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي بالرغم من فوزه مع النادي ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي، إلا أن مشاركته تعد غير ناجحة مع النادي الإيطالي، فلم يتكيف بيركامب مع أجواء الدوري الإيطالي وأسلوب لعبه الدفاعي، وسجل فقط 22 هدفا في 72 مباراة، في الفترة من 1993 حتي 1995. "التوهج مع آرسنال" بعد موسمين سيئين لبيركامب مع إنتر ميلان، انتقل اللاعب إلى نادي آرسنال الإنجليزي ووقع عقد انضمامه في يونيو 1995، وسجل بيركامب هدفه الأول بعد 8 مباريات لعبها مع آرسنال، ولعب بيركامب كمهاجم ثان خلف رأس الحربة مباشرة وهو إيان رايت، وشكلا معا ثنائيًا متميزًا. وتم تشبيه النجم الهولندي من قبل العديد من نقاد كرة القدم "بآلان هانسن" اللاعب الأجنبي الأبرز في تاريخ الدوري الإنجليزي حينذاك، وبعد وصول المدرب الفرنسي آرسين فينجر لآرسنال في سبتمبر 1996 قدم بيركامب عروضا متميزة. وفاز بيركامب مع آرسنال ببطولة الدوري وكذلك بكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مرتان على التوالي في عامي 1997 و1998. كما تم التصويت لبيركامب كأفضل لاعب في عام 1998، وأحرز 16 هدفا في ذلك الموسم وكذلك ساهم مع منتخب بلاده في الحصول على المركز الرابع في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1998. وأبرز ما قدمه بيركامب بعد كأس العالم كان فوزه مع ناديه بثنائية الدوري والكأس عام 2002 وكأس الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 2003 والدوري للمرة الثالثة في عام 2004، لكن لم ينجح النادي في المنافسات الأوروبية كناجحه على المستوى المحلي، وكانت الخسارة الأكثر حزناً والتي كان فيها آرسنال هو الأقرب إلى الفوز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لعام 2000، عندما خسر النادي في النهائيات بركلات الترجيح. وبسبب تردد آرسنال في عام 2005 في عقد صفقة جديدة مع بيركامب فقد كانت هناك تخمينات بأن اللاعب سوف يغادر النادي ويعتزل الكرة نهائيًا، وكان بيركامب قد صرح قائلا بأنه سوف يعتزل اللعب إذا لم يعرض ناديه آرسنال عقداً جديداً عليه برغم من تقديم ناديه السابق أياكس عرضا له. وبعد فوز آرسنال على نادي مانشستر يونايتد في المباراة النهائية لكأس اتحاد كرة القدم تم الكشف عن عقد صفقة جديدة بين النادي وبيركامب لمدة سنة كاملة جديدة، وقضي النجم الهولندي في صفوف النادي اللندني مسيرة طويلة وحافلة بدأت منذ 1995 حتي عام 2006 خاض خلالها 423 مباراة وسجل 120 هدف، ووصل مجموع مشاركات بيركامب مع كافة الأندية 734 مباراة سجل خلالها 266 هدف. "مسيرة حافلة مع منتخب هولندا" ظهر بيركامب لأول مرة مع المنتخب الهولندي لكرة القدم عام 1990 في مباراة ضد إيطاليا، وكانت أول بطولة كبيرة شارك فيها اللاعب هي بطولة أمم أوروبا 1992، حيث كانت هولندا هي حاملة اللقب، ولكن خسر الفريق الهولندي بعد ذلك لسوء الحظ في بطولة أوروبا 1992 بسبب ركلات ترجيح في الدور ربع النهائي، وتلك البطولة هي التي جذبت الأنظار لبيركامب مما دعى إنتر ميلان للتعاقد معه. ولمع بيركامب أيضا في كأس العالم 1994، بعد أن لعب في كل المباريات، وأحرز هدفا رائعا على البرازيل ولكن الفريق الهولندي خسر حينها 3 مقابل 2، وخاب أمل هولندا في بطولة أوروبا 1996، على الرغم من أن بيركامب سجل هدفا وباتريك كلايفرت سجل هدفا على شباك انجلترا والذي أدى إلى التأهل للربع النهائي. وفي كأس العالم 1998 أحرز بيركامب 3 أهداف، وأبرز أهدافه منهم كان هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من ربع النهائي ضد الأرجنتين، حيث استطاع بيركامب السيطرة على تمريرة هوائية طويلة جائته من فرانك دي بورمن على بعد 50 ياردة، وقام حينها بحركة نقر الكرة العكسية أي يقوم بتهدئة الكرة ثم يأتي إليها من جهة أخرى، وهذه الحركة أدت إلى خداع المدافع الأرجنتيني روبيرت أيالا بقدمه اليمنى، وبعد ذلك ركل الكرة مشكلا تسديدة نصف لولبية لتأتي في زاوية شباك المرمى من على يمين الحارس، واعتبر هذا الهدف أفضل أجمل اهداف كاس العالم 1998 بفرنسا. رفي بطولة أوروبا 2000 كان الفريق الهولندي واحد من الفرق المفضلة للفوز بالبطولة، فبعد التقدم عبر مجموعة الموت، خسروا أيضا في ركلات الترجيح أمام إيطاليا في ربع النهائي، ولم يحرز بيركامب أي هدف على الإطلاق ولكنه أدى أداء هام وجيد، وبعد الهزيمة بيركامب أعلن إعتزاله اللعب الدولي، والسبب هو اقتراب موعد كأس العالم 2002، والذي سيقام في اليابان وجنوب كوريا ولم تكن ظروف أو حالة بيركامب تستدعي أن يشارك في البطولة، ولكن في النهاية هولندا لم تتأهل أصلا إلى كأس العالم 2002. وأنهى بيركامب مهمته الدولية مع المنتخب الهولندي وكان إحصائيات أهدافه هي 37 هدفا في 79 مباراة، في الفترة بين عامي 1990 و 2000، وترتيبه الثاني في قائمة أفضل هدافي هولندا، والأول هو باتريك كلايفيرت.