قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن تاريخ الرياضة المصرية حافل بأسماء نجوم كبار، حفظوا للرياضة أخلاقياتها على امتداد عصورها، مؤكدًا أن تاريخ النقد الرياضي حفل أيضًا بنجوم كبار، صكوا لغة نقدية جديدة، تميزت بالإبداع والفكاهة والرقي، وحافظت على أناقة اللغة وجودة التعبير من أمثال "نجيب المستكاوي" و"عبدالمجيد نعمان" وآخرين. وأضاف خلال مشاركته بحلقة نقاشية لإصدار مدونة السلوك الرياضي، بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اليوم، أن جوهر المهنية في صناعة الرياضة، هو التزام السلوك الأخلاقي الصحيح في أنشطتها المختلفة، خاصة أن بنود مدونة السلوك تنبع من ذوات الرياضيين، وتستلهم تاريخًا طويلًا من الممارسات الناضجة، وتقتفي أثر رواد عظام ورؤساء أندية، كانوا أساتذة للقيم والأخلاق النبيلة والخلق العظيم، ولاعبين كبارًا كانوا مثالًا وقدوة، وناقدين أجلاء، حظوا بمكانة جد محترمة في الرأي العام المصري.
وتابع: إن الفوضى التي أساءت إلى الملاعب المصرية، وأدت إلى أن أصبحت المباريات الرياضية ساحات قتال، يلقى فيها العشرات مصرعهم، تُمثل انتكاسة خطيرة في تاريخ الملاعب كشفت عُمق التغير السلبي الذي طرأ على جمهور الملاعب والرياضيين والنقاد الذين أسهموا في إذكاء روح التعصب والترويج للكراهية والعنف، والتي كان معظمها غريبًا عن الممارسات المصرية الصحيحة، وأظن أنه آن الأوان أن تخلي مكانها فورا لقواعد أخلاقية حاكمة صحيحة تضبط سلوك جميع اللاعبين والحكام والمتفرجين ورؤساء الأندية، حتى تعود الجماهير المصرية إلى الملاعب تزيد من روعة الأداء ومتعة المشاهدة وتُزكي روح المنافسة التي تُحفز الجميع على التقدم. وأوضح "مكرم" أنه في ظل هذا المناخ غير الصحي شهد المشهد الرياضي تدنيًا مستمرًا في سلوك مشجعي الأندية والفرق، وأصبح التعصب والكراهية والعنف سمات أساسية للملاعب المصرية، فضلاً عن السباب والمكايدة التي وصفها ب"الرخيصة" إلى حد جعل حضور المباريات مشكلة أمنية، تتطلب احتياطات وطوارىء صعبة، وتكاليف باهظة وعبئًا على الأمن العام، وبات الأكثر أمناً أن تعقد المباريات في غيبة الجماهير، بما أفقد الرياضة جوهر متعتها الحقيقية.
واستطرد رئيس المجلس بأن الدولة والحكومة ووزارة الرياضة والشباب، بذلوا جهودًا ضخمة وهائلة، من أجل عبور هذه المرحلة الصعبة التي زاد من قسوتها متاعب مرحلة انتقالية، غابت فيها سلطة القانون وأصبحت قوة الذراع على فرض الأمر الواقع، هي معيار التفوق والنجاح، وبعد أن انتهت هذه الفترة؛ تعود الأمور إلى طبائعها وتنشط حركة إصلاح قوية تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح. وأكد "مكرم" أن الدولة انشأت الكثير من الملاعب والأندية والتجهيزات، وكانت لوزارة الشباب والرياضة دورها الحاسم والواضح في تبديل المناخ إلى الأحسن والأفضل، ولكن لم تصل بعد إلى حد المأمول، مشددًا على أن واحدًا من التحديات الهامة التي لم تزل تواجه الدولة المصرية، كي تُعيد لروابط المشجعين وأروقة الأندية وجمهور الكرة، هو تقاليد أخلاقية رفيعة، ترقى بالرياضة المصرية إلى مستوياتها العالية.