تنشر البوابة سبورت النص الكامل لكلمة مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم، خلال كلمته في مؤتمر مدونة سلوك الإعلام الرياضي، الذي يستضيفه مسرح وزارة الشباب والرياضة حاليا السيد المهندس/ خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة الأستاذ الفاضل/ فهمى عمر رئيس لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إنه لشرف عظيم أن يدشن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى حضور وزير الشباب الهمام خالد عبدالعزيز، ووسط هذه النخبة من أعلام الرياضة ونجوم الكرة المصرية والنقاد الرياضيين المحترمين مدونة السلوك الأخلاقى فى الإعلام الرياضى التى تحدد وتنظم المبادىء والقيم الأساسية التى ترشد الممارسات اليومية، استنادًا إلى القيم الجوهرية التى يتعين احترامها وتقديرها فى جميع الأنشطة الرياضية ومؤسساتها وأفرادها، لأن جوهر المهنية فى صناعة الرياضة هو التزام السلوك الأخلاقى الصحيح فى أنشطتها المختلفة خاصة أن بنود مدونة السلوك تنبع من ذوات الرياضيين وتستلهم تاريخًا طويلًا من الممارسات الناضجة، وتقتفى أثر رواد عظام ورؤساء أندية كانوا أساتذة للقيم والأخلاق النبيلة والخلق العظيم ولاعبين كبارا كانوا مثالًا وقدوة وناقدين أجلاء حظوا بمكانة جد محترمة فى الرأى العام المصرى. إن المجلس الأعلى للإعلام يشكر القائمين على لجنة أداء الإعلام الرياضى ورئيسها الناقد الكبير الأستاذ/ فهمى عمر الذين وضعوا بنود هذه الوثيقة الأخلاقية مستلهمين تجارب مصرية أصيلة لم تنقطع فى تاريخ الرياضة المصرية وتجارب أخرى عالمية مصدرها التواصل الحضارى القديم بين الرياضة المصرية والرياضة العالمية، مدركين ضرورة تطبيق أحكامها طواعية ومن منطلق ذاتى، عودة إلى الينابيع الأساسية التى كانت مصدر إلهام أجيال متتابعة من الرياضيين المصريين سنوا مبادىء أخلاقية أصيلة عززت روح الرياضة المصرية التى تميزت دائمًا بالبُعد عن التعصب والغلو والعنف، والتمسك بالروح الرياضية الحقة وقواعد المنافسة الشريفة. وما من شك أن تاريخ الرياضة المصرية حافل بأسماء نجوم كبار حفظوا للرياضة أخلاقياتها الجميلة على امتداد عصورها يمكن أن نورد أسماء العشرات منهم، كما أن تاريخ النقد الرياضى حافل أيضًا بنجوم كبار صكوا لغة نقدية جديدة، تميزت بالإبداع والفكاهة والرقى وحافظت على أناقة اللغة وجودة التعبير من أمثال نجيب المستكاوى وعبدالمجيد نعمان وآخرين. إن الفوضى التى أساءت إلى الملاعب المصرية وأدت إلى أن أصبحت المباريات الرياضية ساحات قتال يلقى فيها العشرات مصرعهم تُمثل انتكاسة خطيرة فى تاريخ الملاعب كشفت عُمق التغير السلبى الذى طرأ على جمهور الملاعب والرياضيين والنقاد الذين أسهموا فى إذكاء روح التعصب والترويج للكراهية والعنف والتى كان معظمها غريبا عن الممارسات المصرية الصحيحة وأظن أنه آن الأوان أن تخلى مكانها فورا لقواعد أخلاقية حاكمة صحيحة تضبط سلوك جميع اللاعبين والحكام والمتفرجين ورؤساء الأندية حتى تعود الجماهير المصرية إلى الملاعب تزيد من روعة الأداء ومتعة المشاهدة وتُذكى روح المنافسة التى تُحفز الجميع على التقدم. ومع الأسف، فى ظل هذا المناخ غير الصحى شهدنا تدنيًا مستمرًا فى سلوك مشجعى الأندية والفرق وأصبح التعصب والكراهية والعنف سمات أساسية للملاعب المصرية، فضلًا عن السباب والمكايدة الرخيصة إلى حد جعل حضور المباريات مشكلة أمنية عويصة تتطلب احتياطات وطوارئ صعبة وتكاليف باهظة وعبئًا على الأمن العام، وبات الأكثر أمنًا أن تعقد المباريات فى غيبة الجماهير بما أفقد الرياضة جوهر متعتها الحقيقية. والحق أن الدولة والحكومة ووزارة الرياضة والشباب بذلوا جهودًا ضخمة وهائلة من أجل عبور هذه المرحلة الصعبة التى زاد من قسوتها متاعب مرحلة انتقالية غابت فيها سلطة القانون وأصبحت قوة الذراع على فرض الأمر الواقع هى معيار التفوق والنجاح، وحسنًا أن انتهت هذه الفترة، لتعود الأمور إلى طبائعها وتنشط حركة إصلاح قوية تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، أنشأنا الكثير من الملاعب والأندية والتجهيزات وكانت لوزارة الشباب والرياضة دورها الحاسم والواضح فى تبديل المناخ إلى الأحسن والأفضل، لكننا لم نصل بعد إلى حد المأمول، وأظن أن واحدًا من التحديات المهمة التى لم تزل تواجهنا كى نُعيد لروابط المشجعين وأروقة الأندية وجمهور الكرة تقاليد أخلاقية رفيعة ترقى بالرياضة المصرية إلى مستوياتها العالية. إن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يبدى سعادته الفائقة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وجميع الأطراف المعنية وفى مقدمتها الاتحادات الرياضية من أجل أن يكون الإعلام الرياضى فى خدمة هذه الأهداف النبيلة يصحح الوعى بأهمية الرياضة، ويُسهم فى إثراء الحوار حول سُبل إصلاح وإثراء مؤسسات الإعلام الرياضى، ويسعى عبر الحوار البناء لإعادة روابط المشجعين لدورها الصحيح. وأخيرًا كل الشكر للجنة ضبط أداء الإعلام الرياضى ورئيسها الناقد المحترم الأستاذ فهمى عمر على هذا الجهد النبيل.