في الآونة الأخيرة شهد الرأي العام الدولي حالة من الترقب لما يحدث ما بين الجانب الأمريكي والروسي بشأن تحديهم بعضهم البعض على توجيه ضرباتهم العسكرية على الأراضي السورية على خلفية اتهامها بالمسئولية عن الهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة دوما في غوطة دمشقالشرقية. واحتدد الصراع بين الأمريكان والروس بعد تحدي الرئيس الأمريكي لروسيا حين طالبهم بالاستعداد لعملية إطلاق صواريخ أمريكية على سوريا وردت روسيا بتأكيد قدرتها على إسقاط أي صواريخ أمريكية تستهدف سوريا وضرب مصدرها. تراجع ترامب وفي مفاجأة غير متوقعة خلال الساعات القليلة الماضية، نفى الرئيس الأمريكي أن يكون قد حدد مسبقًا متى ستكون الضربة ضد سوريا منوها بأن الضربة قد تكون في القريب العاجل أو لا تكون قريبة على الإطلاق. وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر": "لم أحدد مسبقا متى ستُنفذ الضربة ضد سوريا، يمكن أن تكون في القريب العاجل، أو قد لا تكون قريبة على الإطلاق" وتابع: "في كل الحالات أنجزت أمريكا في ظل إدارتي عملا عظيما في تخليص المنطقة من داعش.. أين الشكر لأمريكا؟". وكان ترامب وجه أمس وعبر تغريداته إنذارا إلى روسيا بتوجيه ضربة صاروخية إلى سوريا، داعيا موسكو إلى الاستعداد لذلك، مشيرا إلى أن علاقات بلاده مع روسيا هي الآن أسوأ مما كانت عليه في أي وقت مضى، بما في ذلك أثناء الحرب الباردة. أي تحركات غربية نحو سوريا ستؤدي لهذه النتيجة وحذر الرئيس السوري بشار الأسد أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي إلى "مزيد من زعزعة الاستقرار" في المنطقة، على خلفية تهديدات غربية بشن ضربات عسكرية رداً على تقارير عن هجوم كيميائي قرب دمشق. وقال الأسد خلال استقباله مسؤولاً ايرانياً رفيعاً، وفق تصريحات نقلتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، "مع كل انتصار يتحقق في الميدان، تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث وهذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين". نستخدم خط الاتصال الساخن مع أمريكا بشأن سوريا وقال الكرملين إن خط الاتصال مع الولاياتالمتحدة الذي يهدف لتجنب الاشتباك غير المقصود فوق سوريا، مستخدم من الجانبين مع تصاعد التوترات بشأن ضربة أمريكية محتملة لسوريا حليف روسيا الرئيسي في الشرق الأوسط. يأتي تصريح الكرملين بينما يعتزم الوزراء البريطانيون الاجتماع لمناقشة الانضمام إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا في هجوم عسكري محتمل على سوريا يهدد باندلاع مواجهة مباشرة بين قوات غربية وروسية. وردا على سؤال بشأن استخدام خط الاتصال، الذي يعرف بخط "عدم الاشتباك" بين الجيشين الروسي والأمريكي الخاص بسوريا لتجنب وقوع خسائر بشرية روسية محتملة في حالة تنفيذ الضربة الأمريكية، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "الخط مستخدم ومُفعل. يستخدمه الطرفان بوجه عام". وأضاف بيسكوف أن الكرملين يتابع عن كثب التصريحات التي تصدرها واشنطن فيما يتعلق بسوريا، وجدد الدعوة لضبط النفس وتابع بيسكوف قائلا "ما زلنا نعتبر أن تجنب أي خطوات قد تؤدي لمزيد من التوتر في سوريا أمر بالغ الأهمية. نعتقد أن (مثل هذه الخطوات) سيكون لها تأثير مدمر للغاية على عملية التوصل لتسوية في سوريا". لا توجد أسلحة كيماوية في دوما وفي نفس السياق، قال العميد المتقاعد بالجيش السوري علي مقصود، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرب سوريا هى مجرد "فقاعة صابون"، موضحًا أن الرئيس السوري بشار الأسد وأسرته لم يغادروا من سوريا إطلاقًا. وأضاف "مقصود"، أن إسرائيل هى من قامت بالترويج أن بشار الأسد غادر سوريا، مؤكدًا أنه لم يغادر أي مسئول سوري من البلاد ونوه إلى أن بشار الأسد على قائمة الاغتيالات منذ شهرين، متابعًا "لا توجد أسلحة كيماوية في دوما السورية"، موضحًا أن سوريا قادرة على الرد أي اعتداء يوجه إليها.