مع بداية تعاملات الأسبوع شهدت أسعار النفط تراجعًا دون مستوى 68 دولار للبرميل قبل أن تعود للارتفاع، لكنها لا تزال دون 70دولار للبرميل، يعزى تراجع الأسعار إلى عدة أسباب متجمعة أهمها ارتفاع الانتاج الروسى والتوقعات بقيام المملكة العربية السعودية بتخفيض أسعار الخام الذى تورده للمنطقة الآسيوية، هذا إلى جانب تصاعد حدة الأزمة التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين. العوامل المؤثرة فى تراجع أسعار النفط: 1 .ارتفاع الانتاج الروسى أعلنت وزارة الطاقة الروسية عن تقريرها الذى أظهر ارتفاع انتاجها خلال شهر آذار/مارس مسجلًا أعلى مستوى له منذ 11 شهر ليتجاوز الحصة السوقية المتفق عليها من قبل منظمة أوبك، كما أنها الزيادة الأولى للإنتاج الروسى منذ شهر كانون الأول/ديسمبر الماضى، وقد علق وزير الطاقة الروسى "ألكسندر نوفاك" اليوم بأن روسيا تتعهد بالالتزام باتفاق تخفيض مستويات الانتاج. 2 .تصاعد التوترات التجارية تزداد المخاوف فى الأسواق من تفاقم الأزمة التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، خاصة بعدما ردت الصين بفعل مماثل على الولاياتالمتحدة حيث زادت من رسومها الجمركية على ما يقرب من 128 سلعة أمريكية بنسبة 25% ليتم التنفيذ الفعلى للقرار يوم الاثنين، لتتصاعد حدة الخلاف بين أكبر اقتصادين فى العالم بما سينعكس سلبًا على نمو الاقتصاد العالمى كما ستؤثر على ركائزه، ومن المرجح أن يعلن البيت الأبيض خلال هذا الأسبوع عن قائمة الواردات الصينية التى سيتم رفع التعريفة الجمركية عليها والتى من المتوقع أن تشمل منتجات تكنولوجية إضافة إلى واردات الصلب والألومنيوم والتى ستبلغ قيمتها نحو 60 مليار دولار. 3 .توقعات بتخفيض السعودية لأسعار الخام يزداد قلق المستثمرين فى الأسواق من التوقعات المتزايدة بقيام المملكة العربية السعودية بتخفيض أسعار المواد الخام الموردة لدول آسيا خلال شهر آيار/مايو المقبل. وعلى الرغم من تواجد الأسباب التى أدت إلى هبوط أسعار النفط فى أسواق العقود الآجلة خلال الفترة الأخيرة إلا أن هناك بعض الدوافع الايجابية والتى من شأنها دعمت أسعار النفط فى أول ثلاثة أشهر من العام الحالى لتسجل أطول سلسلة مكاسب فصلية منذ نهاية عام 2010، ومن أهم الأسباب التى دعمت الأسعار: 1 .التوترات الجيوسياسية لا تزال المخاوف مستمرة فى الأسواق حيال تطور الأوضاع بين الولاياتالمتحدة وإيران، خاصة بعد انتقاد الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" للاتفاق الدولى لعام 2015 للحد من البرنامج النووى لتزداد المخاوف من احتمالية اعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. أما فى فنزويلا وهى من أكبر منتجى النفط فى منظمة أوبك قلصت الأزمة الاقتصادية التى تتعرض لها البلاد من الانتاج النفطى فى فنزويلا ليسجل أدنى مستوياته فى 30 عام، الأمر الذى ساهم فى ارتفاع أسعار النفط. 2.تراجع أنشطة الحفر الأمريكية أعلنت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية نهاية الأسبوع الماضى عن تقريرها لأنشطة الحفر الأمريكية، وقد أظهر التقرير تراجع غير متوقع لعدد منصات الحفر للمرة الأولى فى ثلاثة أسابيع، الأمر الذى يقلص من مخاوف ارتفاع الانتاج الأمريكى المزدهر الذى قد يقوض المساعى التى تبذلها أوبك للتخلص من وفرة المعروض العالمى. الجدير بالذكر أن منظمة أوبك قد أبرمت اتفاق مع الدول غير الأعضاء بقيادة روسيا على تخفيض مستويات الانتاج بما يقرب من 1.8 مليون برميل يوميًا بهدف دعم الأسعار والقضاء على أزمة فائض المعروض العالمى، وتم التنفيذ الفعلى للاتفاقية فى كانون الثانى/يناير 2017 ومن المقرر أن تنتهى فى نهاية عام 2018. 3 .انتعاش أسواق الأسهم العالمية يرى البعض أن انتعاش أسواق الأسهم العالمية خلال الفترة القليلة الماضية بعد عمليات البيع الواسعة التى حدثت كانت سببًا فى دعم أسعار النفط، إضافة إلى ضعف الدولار الأمريكى الذى قدم بعض الدعم للأسعار وفقًا للعلاقة العكسية التى تربط بينهما.