بين التبرك والدعاء، وحب مقامات آل البيت، هناك جانب آخر من الإهمال، حيث بعض المقامات يحاوطها أسواق الأغنام والماعز مما تتسبب في انتشار الروث والقمامة التي تبعث بروائح كريهة يتأفف منها الرواد والتي تعطي صورة سيئة للسياحة الدينية. يستقر مقام السيدة فاطمة العيناء وسط العديد من المقابر، والمقامات بشارع عقبة بن نافع بمنطقة الإمام الشافعي، يعلو الواجهة لوح رخامى وضع أمام المقام كتب عليه نسبها الشريف "فاطمة العيناء بنت القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على رضى لله عنهم جميعا، وهى أخت السيدة أم كلثوم. أما ضريح العالم الجليل بن حجر العسقلاني الذي قدم أكثر من مئات الكتب، كان مهدما بشكل كبير وسورة لا يتجاوز متر ونصف، ووضعه مأساوي. وكان للحافظ ابن حجر العسقلاني مكانة مرموقة في تاريخ الفكر الإسلامي، وتعد مؤلفاته واحدة من أمهات الكتب والموسوعات العلمية التي تقوم عليها المكتبة الإسلامية، وواحد من علماء المسلمين الموسوعيين لكن قبره تحوم حوله الغنم والقمامة. ويقول الدكتور عبدالله الناصر حلمي أمين عام اتحاد القوى الصوفية، إن مقامات كبار العلماء يندى لها الجبين ، ولا نجد من يهتم بها، ويراعي قيمة أجدادنا. وأضاف حلمي، أن يوم الجمعة سوق للغنم والمواشي في منطقة الإمام الشافعي حول مقامات آل البيت في منطقة الإمام الشافعي، فينتشر الروث والروائح الكريهة بجوار آل البيت، مضيفا أن الأمر يحتاج إلى وقفة وتعاون بين الجهات المسئولة، لأن السكوت عنها لا يليق بحرمة هؤلاء الأموات.