قرر مجلس الأمن الدولي، عقد اجتماع مغلق الخميس، لبحث هدنة إنسانية لمدة شهر في سوريا طالب بها ممثلو وكالات الأممالمتحدة التي توجد مقارها في دمشق، على ما أعلن دبلوماسيون اليوم الأربعاء. وبادرت السويد والكويت بطلب الاجتماع بعد مقتل عشرات المدنيين اليوم الأربعاء، في القصف الجوي السوري الذي يستهدف منذ ثلاثة أيام الغوطة الشرقية الخاضعة للمعارضة قرب دمشق. وصرح المندوب السويدي أولوف سكوغ: "نحن قلقون خاصةً من الهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية مثل المستشفيات"، مضيفاً أن هذه الهجمات تسببت في نزوح مزيد من السكان. وندد الدبلوماسي السويدي بغياب"أي تقدم يتيح للأمم المتحدة وشركائها دخول المناطق المحاصرة"، معتبراً أن "وقفاً لإطلاق النار لدواع إنسانية سيجيز تسليم مساعدات أولية حيوية وإجلاء مئات المرضى الذين يحتاجون إلى علاج طارئ". ويحتاج أكثر من 13 مليون شخص في سوريا لمساعدات إنسانية للبقاء، بما في ذلك أكثر من 6 ملايين نازح في الداخل. والثلاثاء دعا ممثلو منظمات الأممالمتحدة التي تتخذ مقراً في دمشق في بيان مشترك إلى "وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد للسماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى". وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما أدى إلى نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية.
ودخلت آخر قافلة مساعدات إلى المنطقة في أواخر نوفمبر (تشرين ثاني) وفق الأممالمتحدة. وكثفت قوات النظام خلال الفترة الماضية قصفها على الغوطة الشرقية وعلى مناطق عدة في محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011، بمقتل أكثر من 340 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.