تناولت الصحف الخليجية اليوم الأربعاء عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما برزته صحيفة "عكاظ" بأن محاولات تنظيم "الحمدين" الزج ب"المقدسات" مؤامراته السياسية. الحرمين خط أحمر برزت صحيفة "عكاظ" انتقاد وزراء ومسئولون ودعاة في العالم الإسلامي أمس الأول دعوات "تدويل الحرمين" التي تقف خلفها قطر، واستنكرت مجالس ومؤسسات دينية في أرجاء العالم الإسلامي محاولات تنظيم "الحمدين" الزج ب"المقدسات" في مؤامراته السياسية. ووصف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد منكري الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بالحرمين الشريفين ب"من أعماه الغلّ عن رؤية الحقيقة فقادته الضغينة ودفعه الحقد إلى القيام بأعمال دنيئة للإساءة للمملكة وللمسلمين في كل مكان". وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد: "كلما فشلت لكم خطة، وسقطت لكم مؤامرة، عدتم إلى حكاية تدويل الحرمين، اصمتوا فقد أضحكتم العالم". وأكد الشيخ خالد بن أحمد في حسابه ب"تويتر" أن حديث القطريين عن تدويل الحرمين الشريفين لا يفتح لهم بابا للنقاش، بل يكشف النيات السيئة والإفلاس السياسي والسقوط الأخلاقي الذي تعيشه الدوحة يوما بعد يوم. وأضاف: ليس هناك مركز ديني، لأي دين سماوي أو غيره، يحج إليه الناس في العالم إلا وتتولى مسؤوليته دولة ذات سيادة. ولنا في المملكة العربية السعودية خير مثال للأمانة والبذل والالتزام والرعاية والحماية. ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش محاولات الدوحة لتسييس الحج بخطة المرتبك، مؤكداً أنها ستفشل كما فشلت سابقا تعودنا منه السقوط والسقطات، وعرفنا عنه التآمر والأذى، وسيبقى معزولا منبوذا ولن تجلب هرولته له الأمان. واستنكر مجلس علماء باكستان محاولات "تنظيم الحمدين" إثارة ملف التدويل، وعدّ رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي، في بيان صحفي، محاولة تدويل ملف الحج والحرمين الشريفين "مؤامرة خطيرة تدل على سير قطر على خطى إيران". وأكد الأشرفي أن علماء باكستان يعتبرون تلك المحاولات مؤامرة خطيرة على المقدسات الإسلامية، ولا يمكن اعتبارها إلا بمثابة الحرب على الحرمين الشريفين. ما وراء تسليح قطر؟ وفضحت صحفية "الخليج" صفقات التسليح الضخمة، التي يبرمها نظام الحمدين الحاكم في قطر مع الدول الكبرى، الوهن الدبلوماسي الفاضح، وفشل الدوحة في إدارة أزمتها مع الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر)، ما أدى إلى حشرها في زاوية ضيقة بمحيطها المباشر، فيما أكد أكاديمي بريطاني أن الإنفاق الهائل للنظام القطري على صفقات التسليح، له علاقة بالأزمة الدبلوماسية مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من غياب أي تهديدات حقيقية تشير إلى إبرام عقود تسليح مماثلة، علاوة على صغر حجم القوات المسلحة القطرية التي يفترض أنها من ستقوم باستخدام تلك الترسانة الضخمة، خلص خبراء إلى أن الدوحة تسعى لعسكرة أزمتها الراهنة، عقب مقاطعة الرباعي العربي لها منذ يونيو الماضي. ووفقاً لموقع "بوابة العين الإخبارية" أكد خبراء أن هذه العسكرة غير مبررة، خصوصاً أن الدول الأربع لم تلوح في أي مناسبة، باللجوء إلى الحل العسكري ضد قطر؛ لأن المسألة تظل بالنسبة لتلك البلدان مرتبطة بإقلاع الدوحة عن تمويل الإرهاب، الذي يزعزع استقرار المنطقة ويهدد أمنها. ويبدو أن سباق التسليح المحموم الذي تخوضه الدوحة مع نفسها، بعيد كل البعد عن طابعه العسكري الذي يوحي به، وإنما يستبطن بعداً سياسياً، يشمل توطيد العلاقات مع القوى العالمية الكبرى، طمعاً في خلق جبهة قوى مضادة، أو هكذا يخيل للمسؤولين القطريين. ووفق الخبير العسكري الروسي فيكتور مورتاخوفسكي، الذي اعتبر في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية أن التعاون العسكري التقني مع دول مثل قطر هو مسألة لعبة طويلة الأمد. فيما اعتبر مدير مركز تحليل التجارة العالمية للسلاح، إيجور كوروتشينكو، أن قطر قد تكون مهتمة بشراء منظومة الصواريخ إس-400؛ لأن شراءها بات في الآونة الأخيرة مسألة هيبة وضمان الأمن لعدد من دول العالم ممن تتملكها طموحات سياسية وعسكرية، غير أن السؤال الذي يحيّر المختصين هو كيف لقطر أن تنشر منصات صواريخ منظومة إس- 400 التي تعتزم شراءها من روسيا في ظل استحالة قيامها بذلك على أراضيها، نظراً لصغر مساحتها؟!. من جهته، أكد ديفيد روبرتس، الأستاذ في معهد كينغز كوليدج في لندن، أن الإنفاق الهائل للنظام القطري على صفقات التسليح وزيادة المعدات العسكرية من ضمنها الطائرات المقاتلة والسفن الحربية، إضافة إلى الكثير من الموظفين والخبراء الأجانب للعمل في الجيش، له علاقة بالأزمة الدبلوماسية مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والمقاطعة لقطر. وأضاف في تصريحات نقلتها فضائية الإخبارية، أن قطر، بعد أقل من أسبوعين من بداية الأزمة، اشترت طائرات من طراز "إف-15"من أمريكا بقيمة 12 مليار دولار، وفي ديسمبراشترت من فرنسا مقاتلات حربية من طراز رافال، بكلفة بلغت 14 مليار دولار، وبعد أيام من هذه الاتفاقات، وصلت إلى قطر من بريطانيا 24 طائرة "تايفون" بقيمة إجمالية تقدر ب2.7 مليار دولار ودخلت الدوحة في مفاوضات مع روسيا؛ من أجل شراء صواريخ دفاع جوي "إس 400"، إضافة إلى الدخول في مفاوضات لإبرام صفقة بمليارات الدولارات من أجل شراء 7 سفن حربية من إيطاليا. قطر تحفر قبرها بيدها واهتمت صحيفة "سبق" بنشر مقال الكاتبة الصحفية بينة الملحم؛ حين أكدت أن تسييس وتدويل الحج خط أحمر لا يجب الاقتراب منه، وأن المحاولات اليائسة التي يبذلها النظام القطري الإرهابي لتدويل الفريضة، هي انتحار سياسي ودليل إفلاس للنظام، وبالإصرار عليها فإن قطر تحفر قبرها بيدها؛ لافتة النظام القطري إلى فشل حليفته في هذا المسعى من قبل (في إشارة إلى إيران)، راصدة الجهود التنظيمية والأمنية والمعيشية الجبارة التي تبذلها المملكة في خدمة الحجاج. وفي مقالها "بين تدويل قطر وتدويل الحج مسافة قبر!" بصحيفة "الرياض"، تقول الملحم "لا يزال التنظيم الشيطاني يمارس بائساً آخر محاولاته بالانتحار السياسي بالإصرار على تدويل الحرمين من قِبل النظام القطري الإرهابي الذي إن دلّ فإنما يدل على إفلاس النظام واستنفاد كل محاولاته في إنقاذ نفسه، وفشل كل رحلاته المكوكية التي جاب فيها العالم وركّع دولته واستباحها بارتمائه في أحضان النظام الإيراني واستجلب الجيوش الأجنبية ووطّن قواعدها العسكرية حتى بلغ به الإذلال والخنوع والركوع مبلغاً مخزياً". وترصد الملحم؛ مشاق إدارة الحج، وتقول "من باب التذكير إدارة مواسم الحج والعمرة هي أشق مهنة أمنية في العالم؛ يجتمع في بقعةٍ صغيرة أكثر من ثلاثة ملايين إنسان في الحج، كما يجتمع في رمضان وبمكة وحدها أكثر من مليوني مسلم، ومع ذلك استطاعت المملكة، وبكل جدارة وتفرّد لا يضاهيها في ذلك أحد بالعالم، إدارتها لتلك المواسم وتوفير منتهى الراحة والتسهيلات لكل حاج ومعتمر على اختلاف ظروفهم وإمكاناتهم ولتضمن نجاح وتأدية مشاعرهم وطاعتهم وفي مقدمة ذلك كلّه أن تجتث الخوف من جذوره، وأن تزرع الأمن في نفوس المؤمنين في ظل بعض التهديدات والمحاولات لتعكير صفو الحج أو إرهاب مرتادي بيت الله الحرام". تضيف الملحم "هذا التحدي الأمني الذي يصاحب مواسم الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف ليس سهلاً ولا تواجهه أي دولةٍ في العالم، البقع الصغيرة التي تجتمع فيها الملايين أن تضبط أمنياً هذا أمر ليس بالسهل أبداً، لهذا يقرّ كل العالم ليس الإسلامي فحسب؛ بل حتى المنظرين والمتخصّصين صاروا يدرسون تجربة المملكة في إدارة مواسم الحج والعمرة كأنموذج فريد تمتاز به المملكة".