بعد غضب البورسعيدية من احتفالات العيد القومى وتطوير ميدان الشهداء سادت حالة من الاستياء الشديد والسخرية بين أهالى محافظة بورسعيد، كرد فعل على أسلوب تطوير حديقة ميدان الشهداء «المسلة»، بعدما ضاعت ملامحها وضاعت معها ذكريات أهالى المحافظة. فبعد واقعة كسر تمثال عبدالمنعم رياض أثناء نقله بواسطة «بلدوزر» وإعلان محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، أنه تم نقله ليوضع فى حديقة «المسلة « بعد تطويرها، فوجئ الأهالى بعدم جاهزية الحديقة للافتتاح، ليس ذلك فحسب.. بل سوء أعمال التطوير ورفع الكفاءة، مع وضع تماثيل وصفوها بغير اللائقة للتاريخ المشرف لتلك الحديقة التراثية المهمة. التماثيل النحتية التى فجرت استياء أهالى المدينة الباسلة كان أحدها لرجل وامرأة يحملان كرة فوق رأسهما، والآخر لجندى يحمل بندقية، والثالث لامرأة أمامها جنديان، كل تلك التماثيل لاقت موجة من السخرية بين البورسعيدية، معربين عن استيائهم منها، وأنها لا تليق بمكانة الميدان والحديقة التاريخية. «العك» كما وصفه الأهالى لم يقف عند هذا الحد، بل انتقدوا أيضًا طلاء البلورات التى تحيط بأرضية الحديقة بألوان غير متناسقة، حيث تم مزج اللون الوردى والأصفر والبنى بشكل غير مريح للعين، ما جعل المظهر العام منفرًا. وعلى كل ذلك.. عقب الفنان التشكيلى عاطف زرمبه ل«الفجر» قائلا: خبراء الإنقاذ والطوارئ وبتعليمات المستشارين المشرفين على تطوير الحديقة أضافوا كميات كبيرة من دهان اللون الذهبى «رش إسبراى»، والذى أضاع تفاصيل وجماليات النسر الكبير الذى يتوسط «المسلة»، وأصبح مسطحاً وبه بقع، ما جعل شكله بشعًا، معربا عن أسفه لما حل به. وأكد المحامى والناشط الحقوقى هانى الجبالى، أنه تقدم ببلاغ للمحامى العام لنيابات بورسعيد بوقائع إهدار على المال العام فى ميدان الشهداء، ضد كل من: عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، وفؤاد نعيم صلاح، المستثمر السعودى، ومحمد الدسوقى، المسشار الثقافى للمحافظة، بشأن التدمير والتشويه السافر لميدان الشهداء، والبلاغ تضمن وقائع مخالفة القانون رقم 144 لسنة 2006، الخاص بحظر الهدم أو الإضافة للأماكن الأثرية المرتبطة بحقب تاريخية وأعياد قومية. وزار الدكتور محمد الجوهرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للحفاظ على التراث والتنسيق الحضارى، ومعه عدد من المتخصصين فى مجال العمارة والتنسيق الحضارى، حديقة المسلة، فى محاولة للانتهاء من تطويرها قبل موعد افتتاحها، خلال الساعات القليلة المقبلة، ووجه الشكر للعاملين بالموقع وعلى رأسهم المهندس عبدالعظيم، السكرتير العام المساعد للمحافظة، واللواء محمد التايب، واللواء محمد عامر، والمهندسة عزة الزغبى. ميدان الشهداء أو «المسلة» هو واحد من أشهر ميادين محافظة بورسعيد، ويعتبر مركزاً وتجمعاً لاحتفالات وتظاهرات واعتصامات أبنائها خلال السنوات الست الأخيرة، حيث يقع بحى الشرق، وتتوسطه حديقة كبيرة على مساحة تزيد على 30 فدانا يتوسطها نصب تذكارى على هيئة مسلة فرعونية، ورفع عليه رئيس الجمهورية الراحل، جمال عبدالناصر علم مصر إعلاناً للانتصار عقب جلاء قوات العدوان الثلاثى فى 23 ديسمبر 1956.