طاردت سمعة المنظمات الخيرية القطرية السيئة في القارة السمراء، أمير قطر تميم بن حمد خلال جولته الأفريقية، التي تأتي لطمأنة مخربيه في القارة السمراء عقب تأخر الدعم وظهرت كمحاولة يائسة لكسر عزلته العربية والدولية. النظام القطري يستهدف العمق الاستراتيجي للوطن العربي من جانبه استنكر خالد الهيل، المتحدث الرسمى باسم المعارضة القطرية، جولات أمير قطر مع الدول الإفريقية، وسعى قطر للتواصل مع الدول الفقيرة استغلالاً للحالة الاقتصادية الضعيفة. وقال "الهيل"، في تغريدة عبر حسابه الشخصى بموقع التدوينات القصيرة تويتر، إن "الساحة الإفريقية هي العمق الاستراتيجى للوطن العربى والنظام القطري مؤخرا يسعى إلى تحقيق مصالح ضيقة معهم في محاولة لاستغلال الحاجة الاقتصادية لتلك الدول، ولكنى أثق بأن الدول العربية، وخاصة مجموعة الأربعة ستضطلع بدور قيادي فى التوجه العربى نحو إفريقيا وإيقاف النفوذ القطري والفارسي فيها". ونقلت الصحف البوركينية وعدد من وسائل الإعلام الأفريقية، أن الرئيس البوركيني طلب إبعاد المنظمات القطرية غير الحكومية عن أي دعم تعتزم الدوحة تقديمه لبلاده، مذكراً تميم بسمعة تلك المنظمات وأدوارها السيئة التي لعبتها في بعض البلدان وارتباطها بتنظيمات متهمة بزعزعة استقرار بلدان المنطقة.
شراء أعداء فيما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها، أن تميم بن حمد بعد عزلته التامة في الشرق الأوسط، لأكثر من 6 أشهر، على خلفية دعم وتمويل الدوحة للإرهاب، يهرب إلى دول غرب أفريقيا. وتحت عنوان "أمير قطر يهرب من عزلته في الشرق الأوسط إلى غرب أفريقيا"، أشارت الصحيفة إلى أن تميم في 6 بلدان أفريقية بحثاً عن بديل اقتصادي. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على الرغم من المحاولات المستمرة للدوحة لتقديم الدعم المادي لدول أفريقية، إلا أن العلاقات لا تزال متوترة، باتهام عدة دول أفريقية للدوحة بزعزعة استقرارها، وهو ما دفعها لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، مثل مصر وموريتانيا، بالإضافة إلى النيجروتشادوالسنغال التي قامت باستدعاء سفرائها من الدوحة.
أزمة مع السنغال وفي السنغال التي استقبل فيها تميم بفتور دفعه لاختصار زيارته، كشفت الصحيفة عن سر توتر العلاقات القطريةالسنغالية، مشيرة إلى أن الدوحة تدخلت لإطلاق سراح كريم عبدالله واد نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد المتهم في قضايا فساد وكسب غير مشروع، وحُكِم عليه في مارس 2015 بالسجن ست سنوات، وغرامة قيمتها 210 ملايين، وأقرت محكمة الاستئناف السنغالية في أغسطس 2015 الحكم.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه لأسباب غير معروفة، عن سر العلاقة المشبوهة بين الطرفين، تدخل تميم للإفراج عنه، وبالفعل أفرج عنه في يونيو 2016، وطار بعد ساعات إلى الدوحة، حيث يمكث منذ ذلك الحين.
وفي هذا الشأن، علقت مجلة لوبوان الفرنسية، بأنه على الرغم من أن السنغال المحطة الأولى لتميم في جولته الأفريقية، إلا أن هذا البلد الذي اتهمته دول الجوار بدعم الإرهاب وبث الكراهية والتقارب مع إيران، لا تجمعه علاقات طيبة بالسنغال، ولا الرئيس السنغالي ماكي سال. وأرجعت المجلة سوء العلاقات القطريةالسنغالية إلى الواقعة نفسها (كريم واد)، مشيرة إلى أنه بالرغم من التعزيزات الاقتصادية والأموال التي تقدمها الدوحة لكسب السنغال في صفها، إلا أن الرئيس سال لن يغفر للدوحة تدخلها في الشأن السنغالي.
أزمة مع تشاد وعن تشاد، ذكرت صحيفة "لوموند"، إن تراجع الدبلوماسية القطريةالتشادية، يعود إلى أغسطس 2017، عندما أعلنت نجامينا إغلاق سفارتها في الدوحة بعد 7 سنوات فقط من وجودها، متهمة قطر بمحاولة زعزعة استقرارها، مشيرة إلى أن البيان التشادي لم يترك مجالاً للحوار.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس التشادي إدريس ديبي أغلق سفارة بلاده في قطر التي افتُتحت للمرة الأولى عام 2010، كما طالب الدبلوماسيين القطريين بمغادرة الأراضي التشادية في غضون عشرة أيام، كما تم استدعاء السفير التشادي إلى نجامينا في الأيام الأولى من الأزمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تشاد تتهم الدوحة بمواصلة المحاولات الرامية إلى زعزعة استقرارها، مشيرة إلى البيان الذي صدر في ذلك الوقت "نُعلم الرأي الدولي والعالمي بتدخل قطر الدائم في زعزعة الأمن في تشاد عبر الأراضي الليبية".
وتابعت الصحيفة أن "تشاد تواجه جانباً من مؤامرات قطر، التي لا تتوانى في تقديم الدعم للمعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس إدريس ديبي، بالإضافة إلى التحالف مع إرهابيين تمولهم الدوحة في ليبيا وآخرين ينشطون ضمن جماعة بوكو حرام جنوبي تشاد".