عاشت مصر، في الأيام الماضية لحظات عصيبة بعد حادث الروضة الإرهابي، والذي أودى بحياة العشرات من الأبرياء. وأعلنت النيابة العامة المصرية في بيان، ارتفاع عدد قتلى الهجوم على مسجد الروضة شمال سيناء إلى 305 بينهم 27 طفلا. وأشار البيان نقلاً عن شهود أن منفذي الهجوم كانوا يرفعون راية تنظيم "الدولة الإسلامية"، وعددهم يتراوح بين 25 و30 عنصرًا، واتخذوا مواقعهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة، وكانوا يحملون أسلحة آلية، وأطلقوا الأعيرة النارية على المصلين، وحضروا لموقع الهجوم مستقلين 5 سيارات دفع رباعي، وأحرقوا 7 سيارات خاصة بالمصلين. وبعد ذلك الحادث الآليم آثير في أذهان المصريين، العديد من التساؤلات حول وحشية الإرهابيين وقيامهم بعمل خسيس وقتلهم للأبرياء، ناهيك عن تفجير بيوت الله، مما أحدث ضجة في الشارع المصري. وهنا، فجر الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، العديد من المفاجآت حول الأمراض النفسية التي يُعاني منها الإرهابيين، مؤكدًا أن العنصر المتطرف لا يمكن أن يقوم بأي عمل جبان، إلا بشرط تعاطيه مواد مخدرة. وأوضح "فرويز"، أن الترامادول و"الأبتريل"، يأتيان على رأس تلك المواد التي يتعاطها الإرهابي، قبل دخوله في تنفيذ أي عملية. وشدد "فرويز"، على أن الجرعة التي يتعاطاها العنصر الإرهابي لا يجب أن تقل عن شريط كامل من سواء كان ترامادول، أو "أبتريل"، موضحًا أنه في كثير من الأحيان يتناول الإرهابي الجرعة وتكون عبارة عن شريطين، ولكنها في نهاية الأمر تتوقف الكمية على حسب التعود. ونوه استشارى الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إلى أن تلك المواد التي يتناولها الإرهابيين، من أعراضها البرود فضلاً عن زيادة القوة، وعدم تعرضهم للإرهاق، مؤكدًا في الوقت ذاته أن القليل منهم يتناول "الأبتريل". وتابع الخبير النفسي: "كل التحقيقات التي تمت مع عدد كبير من العناصر الإرهابية التي تم القبض في أوقات سابقة، كانوا يتعاطون مادة الترامادول وهو ما يُثبت قلة تناولهم للأبتريل". وعن الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي، قال "فرويز"، إن هناك فرق كبير بين المصطلحين، مشددًا على أن معظم العناصر الإرهابيه يعانون من الاضطراب النفسي، معللاً ذلك بسبب تناولهم لمادة "الترامادول"، وهي التي تدفعهم للقيام بأعمال غير متوقعة، كما تؤدي إلى زيادة الجرأة على الفعل الذي يخاف أن يفعله في الواقع. وفي السياق ذاته أشار "فرويز"، إلى أن الفكر الضال يسمى في علم النفس "ضالات" مثل المريض العقلي يكون متشبع بالأفكار الخاطئة ويعتقد أنها صحيحة. واستطرد استشارى الطب النفسي بالأكاديمية الطبية: "العنصر الإرهابي إذا اقتنع بأفكاره يكون لديه توتر على الإقدام على الفعل ولكن الترامادول يعطيه جرأة مما يترتب عليه القيام بأي عمل وفعل أي شئ".
وأكد "فرويز"، أن معظم العناصر الإرهابية يعانون من مرض السلبيه الاعتمادية، وهي تنفيذ الأوامر دون التفكير فيها، أو التفكير في عواقبها والنتائج المترتبة عليها، منوهًا إلى أن ذلك كان جليًا واضحًا على الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري، المتورط بحادث الواحات أثناء لقاءه التليفزيوني مع الإعلامي عماد الدين أديب.