الإرهابيين "مضطربين نفسيًا".. ويمكن علاجهم بهذه الطريقة
الإرهاب استهدف المدنيين لهذا السبب.. وأتوقع أن يدخل داخل المدن
كشف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، عن طبيعة الحالة النفسية الذي يمر بها المصريون بعد حادث استهداف مسجد الروضة بالعريش، وتأثير الحادث على صلوات المصريين للجمعة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، خلال حوار ل"الفجر"، أن أطفال مصر سيتعرضون للخطر خلال الفترة المقبلة، بسبب استهاد عدد ليس بقليل في حادث استهداف مسجد الروضة بالعريش، وإلى نص الحوار.
*في البداية.. ما الحالة التي تسيطر على أهالي شهداء مسجد العريش حاليًا.. وما نصائحك لهم؟ الحالة النفسية السيئة لا تسيطر على أهالي الروضة فقط، بل تسيطر على أهالي مدن العريش بشكل خاص ومصر بشكل عام، ولكن الحالة النفسية السيئة ستقل كل ما تبعد عن سيناء، فسيسيطر على المواطنين حالة من الخوف من صلاة الجماعة وغالبًا سيحاول البعض أن يحدد صلاته في منزله.
نسبة الخوف أكثر ستكون في سيناء بنسبة 95%، وفي مدن القناة 90%، الشرقية 80%، القاهرة ستصل إلى 30 او 20%، في الصعيد ستكون من 5 ل 10%، فالخوف سيقل كلما ندخل داخل الدولة.
وأنصح أهالي الشهداء أن يقتنعون أن ما حدث هو إبتلاء من عند الله وأن ذويهم هم شهداء عند الله، وأن يحاولوا التقرب إلى الله ان يغفر لهم ويسامحهم ويدخلهم الجنة.
*نفسيًا.. هل يؤثر حادث تفجير مسجد الروضة على صلاة المصريين للجمعة في المساجد؟ بالفعل، سيكون هناك خوف وقلق من صلاة الجمعة، فأي شخص يصلي ويسمع صوت غريب أو أي حركة غريبة، سيسبب قلق لكافة المتواجدين داخل المسجد.
*ما نصائحك لإمام مسجد الروضة الناجي من الحادث؟ وكيف يدعم المصلون نفسيًا خلال الفترة المقبلة؟ مجرد تواجده خلال الفترة المقبلة سيكون حافز نفسي للمترددين على المسجد، ويجب أن يحفز المصليين بايات الجهاد ومواجهة الفكر الذي يروج له الارهابيين لانهم يعتمدون على أحاديث مزيفة لترويج افكارهم، وهذا حدث على مر تاريخ مصر.
*المصابون في الحادث قد يتعرضون لأزمات نفسية شديدة.. ما نصائحك لتداركهم تلك الأزمات؟ هناك مرض سيصيب كافة المصابين ألا وهو "الصدمة بعد الصدمة"، وهو مرض معترف به عالميًا، فالمصابين في الحادث فيما بعد عندما يسمع أي صوت رصاص سيتعرض لنوبات هلع، وستختلف من شخص لاخر فمنهم من يتعرض للقلق واخر يتعرض لضربات زائدة في القلب وآخر إغماءات وآخر عرق شديد وآخر رعشة في اليدين.
مرض الصدمة بعد الصدمة، سيتعرض لها كل المصابين، ولكن هناك أمراض أخرى ستصيب البعض بسبب الحادث مثل الإكتئاب والفصام والوسواس القهري، فهناك آناس لديهم استعداد وراثي لأمراض نفسية وعند حدث لهم هذا الحادث ستخرج تلك الأمراض.
*عدد كبير من الشهداء "أطفال".. فهل يؤثر الحادث على نشئ القرية ومصر على المستوى الديني؟ تأثير الحادث على الأطفال سيكون حسب السن، فهناك أطفال أقل من 5 سنوات مع الوقت سينسون المشهد، ولكن من هو أكثر من 5 سنوات الفكرة ستزيد معه، وتبدأ بالخوف من الصلاة بشكل عام وقد يصل الأمر إلى الإلحاد فيما بعد، لأنه سيكون هناك لديه رفض داخلي للصلاة ورفض داخلي للدين لا شعوري، فعندما يصل إلى مرحلة الشباب وأي شخص يسحبه للإلحاد سيكون هناك سهولة وتجاوب منه.
*هل يعاني الإرهابيين من مرض نفسي؟ وهل يمكن مواجهة الإرهاب نفسيًا؟ وإن أمكن كيف يحدث ذلك؟ لا يدخل أي فكر إرهابي إلا شخص لديه إضطراب نفسي، سواء في الشخصية أو مرضية، فجميع المصريين تعرضوا في فترات من حياتهم للجذب في الفكر المتطرف.
فنحن في جامعة أسيوط تعرضنا لتلك المحاولات وجاء إلينا أشخاص يحاولون إقناعنا بالتطرف ولكننا لم نقتنع، وهناك شباب اقتنعوا بالفكر وانتموا له، وهناك أشخاص انضموا لجماعات التبليغ، فلم ينضم للإرهابيين إلا من لديه استعداد وإضراب نفسي وعقلي يدفعه لذلك، مثل كراهية المجتمع والشعور بالحقد والشعور بالدونية فيرتمي في أحضان جماعات الارهاب، حتى يشعر بأنه له قيمة عالية.
وهناك سلاحين لمواجهة الارهاب، الأول مواجهة الفكر بالفكر الآخر، بالاستعانة بأشخاص من نفس الفكر وارتدت عنه مثل ناجح إبراهيم ونبيل نعيم، ولكن يخاطبوا الشباب المستهدف من الإرهاب لأنهم إذا خاطبوا الارهابيين لن يقتنعوا لأن من يعتنق الفكر الارهابي لن يتراجع عنه، والسلاح الثاني يتمثل في الخطط الامنية.
ويمكن علاج الإرهابيين نفسيًا من خلال جلسات الكهرباء، والاعتماد على أنظمة "غسيل المخ"، وهناك طرق غسيل مخ سهلة فهناك طرق صينية وطرق روسية تغيير الأفكار.
*كيف سيؤثر حادث مسجد العريش على الحكومة ككل وعلى الأجهزة الأمنية بشكل خاص؟ الحكومة لم تتخذ القرارات المناسبة بعد الحادث واكتفت بالتعويضات وحسب، فيجب أن تخرج الحكومة وتعلن المخطئين في الحادث .
*كنت أعلنت عن ضم متطوعين من الاخصائيين النفسيين لمساندة رجال الأمن.. ما الجديد في هذا الشأن؟ بالفعل أعلن أساتذة في كافة الجامعات تطوعه، ولا يرغبون في أي "شو إعلامي"، ولكن عرضت الأمر على وزير الداخلية فأوقفه، وهدفنا هو مساعدة الجنود وأهالي الجنود لأن الضباط لديهم مستشفيات الشرطة.
*هل تؤثر الأحداث الإرهابية على تغيير آراء المصريين في انتخابات الرئاسة 2018؟ لن تؤثر فكل من لديه مرشح مقتنع به سيظل كما هو، ولا أعتقد ان يكون هناك شخص قادر على محاربة الارهاب غير الرئيس عبدالفتاح السيسي، فالارهاب فشل مع الأمن والجيش والشرطة فبدأ في البحث عن المدنيين، وأتوقع أن يدخل الإرهاب داخل المدن.