يعانى أهالى مدينة المستقبل التابعة لمحافظة الإسماعيلية العديد من المشكلات؛ بسبب تردى أحوالها، ما جعلهم يعيشون فى «جزيرة منعزلة»، خاصة فى ظل نقص المرافق وانتشار تلال القمامة وطفح الصرف الصحى بشكل لافت للنظر، وسط غياب تام من المسئولين. المدينة تقع على طريق الإسماعيليةالقاهرة الصحراوى، وتبعد عن الإسماعيلية 15 كيلومترًا، مقامة على مساحة 600 فدان، ويبلغ عدد وحداتها السكنية 27874 ألف وحدة سكنية، وتم إنشاؤها عام 1999، وتابعة لمركز ومدينة أبوصوير، هجرها السكان وعادوا مرة أخرى إلى الإسماعيلية وتركوا مبانيها مأوى للبلطجية وتجار المخدرات والسلاح. وطالب مسعد حسن، مالك وحدة سكنية بالمدينة، الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بدراسة أسباب انفجار خطوط الصرف الصحى، ومحطة المعالجة بصفة مستمرة، عند عزبة العمدة، ووضع حلول لها، حتى إننى تركت الوحدة السكنية التى كنت أمتلكها وقمت باستئجار وحدة أخرى وسط مدينة الإسماعيلية، فما يحدث الآن فى مدينة مبارك هو إهمال متعمد من قبل المسئولين». واتفق خالد محمود، أحد الأهالى مع ما قاله حسن، مضيفا لا يوجد مركز شرطة فى المدينة، ويقتصر الأمر على نقطة شرطة صغيرة فى إحدى الشقق السكنية، وهو الأمر الذى أدى الى زيادة البلطجة وانتشار السرقات والقتل والسطو، «مش عايزين غير حقنا ومسؤلو الإسماعيلية ينظرون لنا بعين الرحمة شوية»، فمياه الصرف الصحى انتشرت فى شوارعنا منذ سنوات، وأطفالنا أصابتهم الأمراض، ثم تساءل متعجبًا: «لو الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن زيارته للمدينة.. هيكون الحال كده ولا هتتحول جنة؟». وأشار زيدان موسى، أحد الأهالى، إلى أنه وعلى الرغم من قيام العديد من الوزراء بزيارات ميدانية للإسماعيلية لوضعها على الخريطة العالمية للسياحة، إلا أن مسئولى المحافظة تجاهلوا المشكلة الأساسية والتى نعتبرها القنبلة الموقوتة، التى قد تنفجر وتحول محافظة الإسماعيلية من محافظة سياحية إلى محافظة يعانى سكانها من الأمراض والأوبئة، خاصة أن مدينة المستقبل هى أكبر المدن الجديدة مساحة وسكانا بمدن القناة الثلاث، وللأسف تعددت الشكاوى التى يقدمها الأهالى يومياً إلى إدارة البيئة أو الجهاز التنفيذى بالمحافظة. وأضافت نهال متولى، ربة منزل بالمدينة، نعانى من عدم توافر المواصلات، وهى المشكلة الرئيسية التى تواجه السكان، بسبب بعد المسافة عن الإسماعيلية، ورغم رفع السائقين لتعريفة الأجرة فى كثير من الأحيان والتى تصل إلى 4 جنيهات فإننا لا نجد سيارة تقلنا، فنضطر مرغمين إلى استئجار سيارة وهو مايسبب عبئا ماليا كبيرا على عاتقنا. وتابعت: جميع سكان العمارة التى أقيم فيها تركوا مسكنهم، وبقيت أنا الوحيدة التى تسكن بالعمارة التى يبلغ عدد الشقق بها 20 شقة، وذلك بسبب الأضرار الصحية التى لحقت بهم على مدار عدة سنوات، بسبب انتشار تلال القمامة قرب العمارة، دون أن يتحرك مسئول، وحررت عدة محاضر بعد إصابة أبنائى بالتهاب رئوى حاد، ورغم ذلك لم يتحرك أحد من المسئولين، وفى القريب العاجل سيطلق عليها مدينة الأموات بدلا من مدينة المستقبل؛ بسبب تعنت المسئولين الذين لا يراعون إلا مصلحتهم الشخصية.