كما جرت العادة كل يوم جمعة منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا قبل خمسة اشهر، من المتوقع أن تشهد المدن السورية الجمعة مظاهرات تنادي بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد دعا إليها ناشطون وأطلقوا عليها شعار "جمعة لن نركع إلا لله"، فيما تواصل القوات الأمنية والجيش الحملات العسكرية في عدة مناطق في البلاد. وذكرت تقارير اخبارية أن رجل وامرأة قتلا برصاص الأمن السوري صباح اليوم .
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "قوات الأمن السورية اقتحمت فجر اليوم الجمعة مدينة سقبا بريف دمشق في اطار حملة مداهمات واعتقالات وسقط شهيد برصاص الامن عندما كان يحاول الفرار خوفا من اعتقاله".
واضاف انه "وجدت على جسده اثار طعن بحربة البارودة".
كما افاد المرصد عن مقتل امراة في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب والقريبة من مدينة حماة في عملية اقتحام عسكرية للبلدة.
وأوضح أن "قوة من الجيش (قوامها) عشرات المدرعات بين دبابة وناقلات جند اقتحمت بلدة خان شيخون ويسمع اطلاق رصاص كثيف" مشيرا إلى "سقوط قتيلة
وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات في سقبا بريف دمشق، فيما شهدت عدة مدن أخرى بينها حمص ودوما مظاهرات بعد صلاة الفجر.
وعشية جمعة "لن نركع الا لله" ، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 شخصاً قتلوا الخميس في عدة مناطق سوريا، مضيفا في بيان أن 12 شخصا قتلوا في مدينة القصير قرب حمص، وثلاثة قتلى في دير الزور شرق البلاد، وقتيل في مدينة الحفة بمحافظة اللاذقية.
مزيد من العقوبات
وفي اطار الضغوط الدولية المتواصلة على نظام الأسد ، لوحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بفرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس بشار لوقف اعمال القمع والعنف في البلاد.
وقالت ان العقوبات يجب ان تستهدف قطاعي النفط والغاز في سورية ودعت الصين والدول الاوروبية الى الانضمام الى بلادها في فرض مثل هذه العقوبات.
يذكر ان اغلب الشركات التي تعمل في قطاعي النفظ والغاز في سوريا هي اما صينية او اوروبية.
واضافت كلينتون ان بلادها ترغب بان تنضم دول اخرى الى بلادها عند المطالبة بتنحي الاسد عن الحكم.
واوضحت ان بلادها اعلنت بكل وضوح وصراحة ان الاسد فقد شرعيته.
وكان البيت الأبيض قد جدد الخميس أن الأسد فقد شرعيته وأنه خسر منذ فترة طويلة فرصته لقيادة المرحلة الانتقالية التي يطالب بها الشعب السوري.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن واشنطن عملت بقوة على عزل الحكومة السورية ورموزها من خلال إجراءات مالية وأنها ستواصل فرض المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري.
هذا وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على نظام الأسد بهدف فرض المزيد من الضغوط على القيادة السوريا، وفقا لما صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند.
وقالت نيولاند في مؤتمرها الصحفي إن بلادها تركز جهودها مع شركائها الأوروبيين وآخرين في أنحاء العالم بمن فيهم دول جارة لسوريا وتحديدا مع الذين يواصلون التجارة مع سوريا وخصوصا في مجالي النفط والغاز.
وأشارت المتحدثة إلى أن روسيا ما تزال تزود سوريا بالسلاح، داعية إياها إلى وقف تلك المساعدات حتى لا تستعمل في عمليات القمع الجارية حاليا.
بدوره، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مطالبته الحكومة السورية بأن تضمن الحريات في البلاد.
وقال خلال زيارته صول إن الوضع في سوريا لا ينبغي أن يستمر لفترة طويلة ولا ينبغي أن يستخدم في الحفاظ على قوة الحكومة.
وفي كندا، جددت الحكومة الخميس إدانتها لما وصفتها بالأعمال الوحشية وغير المقبولة التي يمارسها نظام الأسد بحق المتظاهرين المطالبين برحيله.
وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي يزور كوستاريكا إن سلوك النظام السوري غير مقبول، معتبراً أنه يسلك مسلكا لا يمكن الدفاع عنه.
على الصعيد الأوروبي، كشفت فرنسا أنها تبحث مع واشنطن وشركائها الأوروبيين فرض عقوبات إضافية على جميع الأشخاص المتورطين في أعمال العنف والقمع في سوريا.
وفي ألمانيا، من المرتقب أن تتصدر الأزمة السورية القضايا التي ستطرح خلال مباحثات وزير خارجيتها غيدو فيسترفيله ونظيره المصري محمد كامل عمرو الجمعة في برلين.
وذكرت الخارجية الألمانية أن المناقشات ستشمل مقترحات ألمانية لحل الصراع بالتنسيق مع الدول المجاورة لسوريا.
كما دعت الحكومة التونسية الموقتة النظام السوري إلى الوقف الفوري لأعمال العنف، وطالبت كل الأطراف في سوريا لإطلاق حوار وطني جاد من أجل تحقيق تطلعات الشعب.
في نفس الإطار، أعربت مصر عن قلقها الشديد إزاء الأوضاع في سوريا.
وأكد مجلس الوزراء المصري أهمية لغة الحوار الوطني والاستجابة لمطالب الإصلاح المشروعة من أجل أن يستعيد شعب سوريا أمنه واستقراره.
يذكر أنه رغم العقوبات الأمريكيةالجديدة والدعوات الدولية والعربية إلى وقف الهجمات، كثفت القوات السورية هجماتها على البلدات والمدن في شتى أنحاء البلاد منذ بداية شهر رمضان لإخماد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالديموقراطية والمعارضة لنظام الأسد.
وقال نائب رئيس الشؤون السياسية للأمم المتحدة أوسكار فرنانديز تارانكو إن نحو 2000 مدني قتلوا منذ مارس/آذار منهم 188 منذ 31 من يوليو/تموز و87 في الثامن من أغسطس/آب وحده.
أما الحكومة السورية فتقول إن 500 من قوات الشرطة والجيش قتلوا في أعمال العنف التي تلقي فيها باللائمة على عصابات ومجموعات إرهابية.