«البارت تايم» آخر تقاليع الزواج التى ظهرت مؤخراً، يشبه زواج المسيار والمتعة، بمسمى «شيك»، حفاظاً على ماء الوجه. يقول أحمد مهران، أستاذ القانون العام، ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن زواج «البارت تايم» قديم ومنتشر، خاصة بين المطلقات، والمتأخرات فى سن الزواج، وهو زواج حلال شرعاً، ويختلف عن زواج المتعة أو المسيار، فى أنه يحدد فترات لقاء الزوجين، وليس فى مدة عقد الزواج، ويقع بحضور شهود، ومأذون كما يحدث فى الزواج الرسمى تماما. وأشار إلى أن زواج «البارت تايم»، يشترط ألا يقيم الزوجان معا، وأن يلتقيا يومين فقط كل أسبوع. وأوضح أن هذا الزواج يحل العديد من المشاكل المجتمعية، أبرزها العنوسة، وتتقبل المطلقة أو الأرملة بواسطته فكرة كونها زوجة ثانية. ولفت إلى أن مركز القاهرة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أجرى استطلاعاً على عينة من 300 امرأة، تبين أن 8 من كل 10 منهن وافقن على فكرة زواج «البارت تايم»، وهناك سيدات هن من يشترطن «البارت تايم»، خاصة اللائى لديهن فتيات مراهقات، ولا يستطعن تقبل فكرة وجود رجل غريب فى البيت. وأكد أن هناك ملايين متزوجات بنظام «البارت تايم»، بسبب الخوف من انقطاع المعاش، أو الرغبة فى وجود عائل، أو لتلبية الحاجات النفسية والجسدية بأقل قدر من المشاكل. «ندا»، 37 عاما، قال إنها لجأت ل «البارت تايم»، بعد طلاقها ووجود طفل لم تستطع بمفردها تلبية احتياجاته، كما أنها لم تجد مسكنا مناسبا بعد استيلاء طليقها على كل مسكن الزوجية، وعندما عرض عليها صاحب العمل، الزواج بهذا الشكل وافقت رغم أنه يكبرها بسنوات كثيرة، ولديه زوجة وأولاد، وهى حاليا تقيم فى شقة استأجرها لها بمنطقة راقية، وينفق عليها وعلى ابنها. ويزورها يوماً واحداً فى الأسبوع، لعدة ساعات. «سمية»، صحفية فى الثلاثينات من عمرها، اضطرت للزواج من رئيسها فى العمل بعد طلاقها، وأوضحت أن كل من يعمل بالمؤسسة يعلم بهذا الزواج، حيث يذهب لها زوجها لها يومين كل أسبوع. «فاطمة»، تزوجت «بارت تايم» بعد أن وصل عمرها 50 عاما، عندما تقدم لها أرمل يبلغ من العمر 60 عاما، وكانت آخر فرصها فى الزواج بعد أن فاتها قطار الزواج فى سن مبكرة، وقالت إنها اختارت أن يكون اللقاء يوماً واحداً فى الأسبوع، حتى تتمكن من رعاية والدها المسن، ومتابعة حالته الصحية. وفى بعض الحالات يحقق هذا الزواج مصلحة مالية مشتركة، متفق عليها بين الطرفين، ويكون المال مقابل الزواج لبعض الوقت، وتدفع الظروف الاقتصادية الصعبة بعض الأسر للموافقة على تزويج بناتهن «بارت تايم» من رجل متزوج، طالما أنه ميسور الحال ويستطيع الإنفاق. الدكتور شوقى عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف، أكد أن هذا الزواج شرعى طالما أنه تم بمهر وشهود وإعلان، وتوافرت فيه أركان وشروط، وطالما تم الاتفاق بعدم مبيت الزوج بالتراضى بين الطرفين، وهذا أمر غير محرم، ولا يتنافى مع صحيح الإسلام. فيما هاجمت حقوقيات هذا النوع من الزواج، واصفينه بأنه تجارة، ويعد مهانة للمرأة، حيث قالت سهام سمير، المدير التنفيذى لمركز قضايا المرأة، إن هذا النوع من الزواج فاشل، خاصة أن الزواج لابد أن يكون قائماً على المودة والرحمة، وهما شرطان لا يتوافران فى «البارت تايم»، وأكدت أن هذا النوع من الزواج ينتقص من قدر المرأة، ويقلل من مكانتها واحترامها لنفسها، ومهين لإنسانيتها، لأنه يفتقد الاستقرار والسكن والأمان، وهدفه تحقيق مصالح الرجل، والحصول على ما يريده من المرأة فقط دون مراعاة لحاجتها للألفه والمشاعر الفياضة، مشيرة إلى أنها رغم ذلك لا تستطيع الحكم على ظروف السيدات اللائى يلجأن إلى هذا النوع من الزواج، مشددة على أنه زواج مرفوض من الناحية الحقوقية، لأنه يعد قضاء ساعة أو ساعتين حميمتين بين الرجل والمرأة، من أجل المتعة فقط، وقالت إن الزواج هدفه الأساسى المودة والرحمة والاستقرار والأمان.