دوار شاسع يغلب عليه اللون الأزرق بداخله 4 غرف واسعة لصاحبه نصر الدين عبد الستار طه، أحد أهالي قرية غرب سهيل بالنوبة بمحافظة أسوان، يبلغ من العمر ستة وخمسين عامًا. وجهه قمحاوي نوبي أصيل ذات صلعة مميزة، ولحية يوجد بها بعض الشعر ذو اللون الأبيض، مرتديًا جلباب النوبة الشهير، يعمل بوزارة الشباب والرياضة إلى جانب عمله الخاص بالسياحة، خاض محراب الحياة من أجل الحصول على لقمة العيش؛ لبناته الثلاث وولديه وزوجته، فاتحًا باب بيته على مصراعيه، ومقدمًا الشاي النوبي الأصيل بنكتهه النوبية المميزة لكل زواره من شتي أنحاء الجمهورية. عن بداية يومه يحكي الحاج ناصر:"بصحي الصبح بدري بصلي صلاة الفجر ثم أقرأ شوية قرآن وأفتح باب الدوار وأرش ميه قدام البيت وبستني رزقي من عملي بالسياحة، إلي أن يأتي السياح وأقوم بخدمتهم". ويقص الرجل الخمسيني عن ليله بصوت يشوبه الشجن: "بيجي الليل بصلي العشا وآكل ثم أشرب الشاي النوبي أمام النيل وبعد كدا بدخل سريري على الساعة 11؛ عشان أنا مبحبش السهر". ويروي صاحب الستة وخمسين عامًا عن عادات وتقاليد الزواج عند أهالي النوبة قائلًا: "من عاداتنا وتقاليدنا البنت لما بتيجي تتجوز بتفضل في بيت أهلها مش زي باقي عادات وتقاليد محافظات ومدن مصر، والبنت هي اللي بتجيب حاجات المطبخ والولد بيجيب من الإبرة للصاروخ من حيث غرفة الأطفال والنوم والجلوس وخلافه من خشب البيت". وعن عادات وتقاليد الأفراح بالنوبة قال صاحب الوجه القمحاوي: "الأفراح عندنا بتمتد لمدة 7 أيام وبنرقص رقصة الأراجيد، حيث يقوم العريس بدعوة المعازيم لمدة 5 أيام بالإضافة ليوم الحنة إلى جانب تجهيز نفسه يوم الفرح". و"غرب سهيل" قرية عمرها نحو 100 عام، تضم عددا من التجمعات النوبية بمدينة أسوان، وتقع فوق سفح رملي غرب نهر النيل، وترجع تسمية القرية إلى وجودها غرب جزيرة سهيل.