تتميز القبائل النوبية بأسوان ببعض العادات التي تميزهم عن القبائل الأخري في الأفراح والمآتم والاحتفال بالمولود الجديد بالرغم من انقسام النوبيين إلي قبيلتين قبيلة الكنوز وقبيلة الفجدكة وهم يختلفون في اللهجة ويتفقون في العادات حيث توارثت العادات منذ عصور الفراعنة حتي العصر الحديث ولم تتغير العادات والتقاليد وبعد الهجرة النوبية في عام 1932 انتقل معظم النوبيين إلي العيش في الحضر والمدينة وتركوا الحياة الطبيعية التي ارتبطوا بها في أرض الأجداد وكانوا يعتمدون في هذه الحياة علي الصيد والزراعة كان النوبي معروف عنه ولعه بالطبيعة حتي بعد الانتقال في العيش في المدينة كان النوبيون يتركون أبواب المنزل مفتوحة ليلا ونهاراً دون التعرض للسرقة لعدم وجود غير النوبيين بينهم وحتي إذا وجد يتطبع بهم وبعاداتهم الحميدة. يقول صبحي اندية من قبائل الفجدكة: هي قبيلة نوبية عريقة تمتد أصولها إلي العصر الفرعوني ومعروف ان أجدادنا من الفراعنة هم مينا وطرهاقا والملك نبات وجميلة الجميلات النوبية نفرتاري والملك كوش ولكن انقسمت النوبة إلي قسمين قسم يتحدث اللهجة المانتوكية والآخر اللهجة الفجكي حتي القري التي يقطن بها الكنوز تختلف أسماؤها عن الفجدكة بمعني الكنوز يسمون دابود- أبو هور- سهيل- تنقار - هيصة من مجرد نطق الاسم الخاص بالقرية تعرف بأنها قرية لأهل الكنوز. ويعرف أهل قري الفجدكة مثل بلانه أول أبو سمبل توماس وعافيه الدكة- نصر النوبة- الديوان- ابريم ولكن النوبي الكنزي والفجدكي لا يختلفون في العادات والخاصة بالأفراح والمناسبات السعيدة بالأفراح داخل القرية لمدة 40 يوماً وتصرخ نساء الميت صرخة تعرف باسم "ويياو" ليعرف أهل القرية بأن منزل فلان عنده حالة وفاة وكان في القديم يضع أهل الميت طبق رماد أمام المنزل وكل سيدة تأتي لتقيم العزاء تضع الرماد الأسود علي الوجه وتقوم بالصراخ مجاملة لأهل الميت . وتقول السيدة أم عبدالناصر "80" سنة ليت الشباب يعود يوماً الآن اختلفت مراسم الاحتفال كثيرا عن زمان ولكن مازالت القري تحتفظ بالعادات والتقاليد القديمة يعني العرس يمتد عندنا لمدة 7 ليال وفي يوم راحة ما بين يوم الحنة والدخلة وتنحر الذبائح خلال السبع ليال وفي كل ليلة يقدم فن وغناء مختلفة عن الليلة التي قبلها يعني ليلة تخصص لغناء الكف وليلة تخصص لغناء الأراقيد وهي رقصة معروفة عن قبيلة الفجدكة يقف الرجال في صف واحد والنساء في صف آخر وجهاً لوجه ويراقصون الأراقيد ومن خلال هذه الرقصة يتعرف الرجال علي البنت التي يرغب في التقدم للزواج منها وعلي الفور يتقدم لأهلها لخطبتها بعد ان أعجب بها في الأراقيد ويمتد العرس وقبل ليلة الدخلة يذهب العروسان إلي نهر النيل ويقوم العريس بمسح وجه زوجته بالماء وتقوم هي ايضا بمسح وجهه بالماء وبعد الغسيل تلقي الحلوي في النهر وترتفع الزغاريد ايذانا لدخول العروسين في بيت الزوجية وتحكي الحاجة نفيسه عثمان 87 سنة وفي بلاد النوبة القديمة كنا نعيش احلي ايام ونحن نعيش علي الذكريات الجميلة للنوبة وكان نهر النيل هو كل شيء بالنسبة للنوبة لذلك حلم العودة للنوبة القديمة وعلي ضفاف البحيرة هو حلم استعادة ايام الأجداد والارتباط النوبي الوثيق بنهر النيل وكل أبناء القري النوبية يعرفون السباحة في سن صغيرة وحتي الآن عندما يرزق العروسان بمولود في يوم السبوع نقوم بوضع المولود في إناء كبير ويتم وضعه في مياه النيل مثل سيدنا موسي وبعد أن يصل لمرحلة إجراء الطهارة تجري عملية الطهارة ويذهب به إلي نهر النيل فورا ويقوم بالاستحمام بالنهر. كان مهر العروس دائما يحدده مشايخ وكبار العائلة والشرط الأساسي لزواج النوبيين هو تقديم كمية كبيرة من الذهب والنوبي لا يتزوج إلا من نوبية مثله وقبل بدء مراسم العرس يقوم أبناء القرية بارتداء كل ما لديهم من ذهب ويلبس العروس أيضا شبكتها وتلف القرية كلها والقري المجاورة لتدعو تعزم الأهل والاصدقاء وتعرفهم بموعد ليلة الزفاف ليتفرجوا علي الذهب الذي قدمه العريس وتفتخر العروس بذلك أمام بنات القرية. أبدي الحاج صبري عبدالحميد استياءه الشديد من الجيل الجديد من الشباب فمعظمهم لا يجيد اللهجة النوبية وهي لهجة اجداده وترك القرية وعمد الي الاختلاط بعادات وتقاليد أخري لا تناسب الشاب النوبي حسب رأيه ويفضل الزواج من خارج القرية ويتسابق علي الحصول علي سكن في شقة في عمارة وترك المنازل الواسعة والتي تم تصميمها علي هيئة المنزل الفرعوني القديم . وتتميز الأفراح النوبية في الوقت الحالي بأنها تحافظ علي العديد من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في بلاد النوبة القديمة علي الرغم من تهجير النوبيين إلي مناطق مختلفة في مدينة أسوان أو إلي قري نصر النوبة وغيرها. يقول سيد الحسن عضو جمعية الحفاظ علي التراث النوبي بأسوان ان مراسم الزفاف في بلاد النوبة القديمة عند قبائل الكنوز النوبيين كانت تبدأ بما يعرف بالشيلة وفيها يخرج العريس في موكب من أقاربه وأصحابه ويقدمون لأهل العروس متطلبات ليلة الزفازف وهي عبارة عن جوال الدقيق وآخر من القمح أو الذرة علاوة علي الذبيحة وصفيحة من الجاز أما القبائل الفاديجا النوبية فكانت تقدم مع مستلزمات الزفاف أثوابا من القماش كهدايا لأهل العروسي والمقربين. وأضاف أن العريس كان يركب جملا ويخرج في موكب مع حارسه الذي يلازمه طوال فترة الزفاف وبرفقته عدد من الأصدقاء قبل يوم الزفاف من أجل دعوة أهل القرية والنجوع المجاورة لحضور الفرح وبدلا من موكب الجمل يستعان حاليا بموكب السيارات التي تجوب القري بالميكروفونات. وأوضح أن دعوة السيدات لحضور حفل الزفاف كان لها طابع خاص في النوبة القديمة حيث كانت إحدي السيدات تخرج وهي تحمل صندوقا خشبيا مخروطيا صغيراً علي شكل قبة ومزين برسوم ذات ألوان زاهية وبداخله العديد من العطور والمسك والصندل وتجوب به القرية للدعوة لحضور حفل الزفاف وكان هذا الصندوق يصنع في مدينة أم درمان من نوع معين من الخشب ويعتبر علامة مميزة عن الأفراح. قال إن مراسم ليلة الزفاف تبدأ بتقديم وليمة العشاء وعقد القران وتقديم الصداق حسب المهر المسمي وتختلف قيمته من قبيلة لأخري وبعدها ينتقل العريس والضيوف إلي بيت العروس في زفة يستهلها الرجال بالقصائد والمدائح النبوية بينما تزعرد النساء ويرددن أغنية ماري مارنتود الشهيرة وهي أغنية مقدسة مشهورة مثل أغاني السيرة في السودان. ويقول وجيه حسن أحمد عضو مجلس إدارة جمعية أبو راس بقرية عنيبة النوبية أن الفرح النوبي قديما كان يستغرق 15 يوما كاملة قبل ليلة الزفاف وكان يتضمن اغاني ورقصاً كل ليلة. وأضاف أن النوبيين يعتزون بانتمائهم للنوبة بشكل كبير لدرجة أن الافراح النوبية لا تخلو من الأغاني الوطنية مثل اغنية فخور أنا بحضارتي وغيرها من الاغاني التي تعكس عشق النوبيين للبلاد القديمة.