يتميز النوبيون بان لهم عادات وتقاليد مختلفة تماما عن باقى قبائل مصر ، حيث تتوارث هذه العادات جيل وراء جيل ، وعلى الرغم من تكاليفها الباهظة الا انهم يتمسكوا بها حتى الفقير منها ، فالفرح النوبى له طقوس غريبه حيث يبدء من قبل يوم العرس باسبوع وينتهى بعده بشهر تقريبا . حاورت "محيط" الحاجة سعادة حسنين من كبار سيدات النوبة لتروى لنا عادات النوبة فى الزواج . فقالت ان من اكثر عادات النوبيين فى الزواج هو الا يتزوج بناتهم من غير نوبى الا فى حالات قليلة جدا ،اما بالنسبة للولد فله مطلق الحرية ولكن الاغلب يتزوج من القبيلة ،كما يفضل خطبة العروسة فى سن مبكر. فيقوم العريس باختيار عروسه ، ثم يرسل احدا من اهله ليتقدم لها ، ثم بعد ذلك يتولى العريس شراء كافة لوازم الجهاز بالمسكن ، والعروسة عليها باحضار المسكن فقط ، ويفضل الكثير اقامة بناتهم معهم فى نفس المنزل وعدم خروجهم خارج الاسرة ، ولكن بالنسبة للشاب فدائما يخرج بعد زواجه ليعيش مع اهل عروسه. يوم التنجيد ومن عاداتهم فى العرس ان يقيم العريس ليلة فرح قبل زفافه باسبوع ويطلقوا عليها " يوم التنجيد" حيث يأتى العريس بالمنجد لتنجيد مراتب المسكن ، وتقوم اهل العروسة بشراء اشياء مكلفة جدا وارسالها الى العريس ومنها 20 حمامه وصوان البشاميل والمحشى واللحوم والبطاطس والفطير واللبن وكرتونة بسكويت وكرتونة كعك وبيدفور وشوال دقيق وسكر وشاى وصناديق الساقع وغيره ،وهذا ضرورى قبل الفرح وشئ مقدس دون مراعاة ظروف الاهل المادية. طقوس الدعوة للفرح وتسبق ليلة الحناء يوم دعوة الاهل والاصدقاء للفرح فتقوم العروسة باصطحاب اخواتها والمرور على الجيران والاصدقاء واحد واحد لدعوته لحضور الفرح . ومن عادات العروسة فى هذا اليوم بانها ترتدى مصوغات ذهبية كثيرة ، حيث تقوم بأخذ مصوغات امها واخواتها واقاربها من الدرجة الاولى وارتدائها كلها لتظهر انها العروس وتتباهى بهذا الدهب . فرح ليلة الحناء وروت الحاجة سعادة الطقوس النوبية فى اللية التى تسبق الفرح ويطلقوا عليه " ليلة الحنة " وتكون عند اهل العروسة ويقيموا الافراح والطبول والفرق الغنائية حتى صباح اليوم التالى، ويجهز اهل العروسة فى هذا اليوم اشهى المأكولات من لحوم وفراخ وسندوتشات بالاضافة الى العصاير والحلو لتوزيعه على معازيم الفرح جميعا . ففى الصباح الباكر من ليلة الحناء تتجه العروسة الى سيدة مشهورة عندهم تسمى " الرسامه " لرسم الحناء هى واصدقائها واقاربها ، فتبدء الرسامه باصدقاء العروسة اولا ، ثم العروسة وتقوم برسم الحناء على ايديها وارجلها واماكن اخرى بالجسم ، ثم تبدء فى مرحلة "الدلكة" وهى عبارة عن مجموعة من الروائح الفواحه والجميلة جدا. يتم دهن جسم العروسة بها ، ثم يتم تعريضها لادخنة النيران حتى تثبت الروائح بمسام الجسم لضمان بقائها لفترة طويلة فى العروسة. وقرب غروب الشمس تتجه العروسة مع اصدقائها الى مكان الكوافير لعمل احلى القصات وارتداء فستان الحناء ، وفى الغالب يكون عبارة عن " سارى " حيث انه من الاشياء المفضلة لديهم . ونفس الحال بالنسبة للعريس فيقوم اهله بوضع الحناء فى يديه وارجله ثم بعد ذلك يذهب الى الكوافير وبعد صلاة العشاء تبدء ليلة الحنة بالزغاريد والافراح والاغانى النوبية والسهر حتى الصباح ، ويرتدى فيها العريس الجلباب الابيض ويجلس وسط اصدقائه واقاربه.ويخصص فى هذه الليلة شخص معين من اهل العريس من اجل تجميع " نقطعة العريس " ، ففرض عليهم فى الافراح الذهاب من اجل القيام بهذه المهمة للعريس . الليلة الكبيرة وسردت الحاجة سعادة بالتفصيل مايقوم به العريس والعروسة يوم العروس النوبى ، حيث تقوم العروسة بالتوجه الى محل الكوافير من اجل ارتداء فستان الزفاف وعمل احدث موضة للعروسة ، ونفس الشئ للعريس فيذهب بعد غروب الشمس الى الكوافير ، ثم يذهب العريس الى كوافير العروسة ليأتى بها ثم يأخذها لمحل التصوير لالتقاط الصور التذكارية ، ثم يقوم بالدوران بها مع الزفة فى جميع شوارع المدينة احتفالا بذلك اليوم . ثم يذهبوا الى الفرح فى بداية اليوم الثانى من زفافهم " تعنى ان العرس يبدء من الساعة الواحدة صباحا . ثم تبدأ الليلة الكبيرة بفرقة " الزفة" النوبية التى تقوم بزف العروسين طوال مشوارهم بدءا من الكوافير وصولا الى منزل العريس والذى يقام به العرس . وبعد وصول العروسين الى منزل الفرح تبدء بالزغاريد المتواصلة والطبول والرقص والغناء النوبى حتى اذان الفجر ثم بعد ذلك يتوجه العروسين الى منزلهما الجديد . طقوس اول يوم بعد الفرح " الصباحية" روت الحاجة سعادة مايقوموا به فى اول يوم بعد اتمام الفرح فتقوم ام العروسة او اهلها بتولى اعداد الفطير باللبن مع اصطحاب كرتونة لبن وشاى وسكر وسمنة وكرتونة المخبوزات من بسكويت وكعك وبيدفور ، وارسال كل ذلك الى منزل العريس الجديد . كما تتولى ام العروسة مهمة اعداد الطعام للعروسين يوميا لمدة تتراوح مابين عشرة ايام وشهر وذلك حسب ظروفهم المادية ، ويتكون ذلك الطعام من حمام ولحوم ودواجنوبعد رحلة طويلة من العناء فى الاعداد والتجهيز وليالى الفرح الا انهم ينتظروا مواعيد الافراح فى القرية بفارغ الصبر. فحقا افراح اهل النوبة تختلف تماما عن سائر البشر ، فكما انها جميلة وشيقه الا انها مكلفة جدا وخاصة لاهل العروسة ، وعلى الرغم من ذلك فهى فرحة العمر .