عاش إقليم كتالونيا فى ثورة خلال ال40 يوماً الأخيرة منذ تدخّل الحرس المدنى الإسبانية لاقتحام مقرات الحكومة الإقليمية ومصادرة أوراق الاستفتاء، والقبض على 14 مسؤولاً 20 سبتمبر الماضى. وعاشت كتالونيا من ذلك الحين أيام من الفرح والتوتر وخيبة الأمل حتى إعلان الاستقلال من جانب واحد بالبرلمان الكتالونى الجمعة 27 أكتوبر الماضى.
وأشار تقرير لصحيفة "آرا" الكتالونية الأحد أنّ اليوم يسجّل الأربعين لبدء انتفاضة كتالونيا نحو الاستقلال، مبرزاً أهم الأحداث التى وقعت خلال تلك الفترة، وكان الاختبار الأول لنجاح الاستفتاء فى 20 سبتمبر، وأعقبه مظاهرات مستمرة تدعو لخروج الشرطة الإسبانية وتدعو للاستقلال.
وفى أول أكتوبر، حاولت الشرطة الإسبانية وقف الاستفتاء بالقوة، لكنها لم تمنع 2,2 مليون ناخباً من المشاركة والإدلاء بصوتهم رغم أجواء القمع وإصابة نحو ألف مدنياً.
ونظّمّت المؤسسات والنقابت الكتالونية الانفصالية إضراباً عاماً فى ال3 من أكتوبر رداً على أحداث القمع الوحشى، وتم إغلاق عدة طرق وتوقف حرك الحياة بالإقليم الصناعى.
وفى ال8 من أكتوبر خرج المؤيدون لوحدة إسبانيا فى مظاهرات حاشدة، وبلغ عددهم 350 ألف متظاهر.
وفى ال 10 أكتوبر علّق رئيس الإقليم كارلس بوتشمون، عملية الانفصال بشكل مفاجيء، لإتاحة الفرصة للحوار، بينما أمهلته الحكومة الإسبانية 5 أيام ثم 3 أيام أخرى للتراجع عن العملية الانفصالية برمتها.
وسجّل ال16 من أكتوبر أول السجناء السياسيين فى إسبنيا، بعد قرار المحكمة القومية بحبس احتياطى لقائدين انفصاليين بارزين، وهما "جوردى سيشوارت، وجوردى سانشيس" بتهمة التحريض.
اتفاق اللحظات الأخيرة وفى ال 25 من أكتوبر، طرح بوتشمون الذهاب للبرلمان الإسبانى قبل يومين من تطبيق المادة 155 من الدستور بشأن تعليق الحكم الذاتى فى كتالونيا وعزل الحكومة الإقليمية لكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة.
وفى اليوم التالى، طرح بوتشمون الاستجابة لدعوة عقد انتخابات مبكرة، لكنه تراجع أيضاً بزعم رفض مدريد الحوار وعدم تقديم ضمانات كافية، وسط مظاهرات حاشدة للانفصاليين تطالبه بتنفيذ تفويض الاستفتاء.ثم فوّض البرلمان بالتصويت على إعلان الاستقلال فى 27 أكتوبر، وأعقبه تطبيق المادة 155 بالبرلمان الإسبانى وعزل الحكومة الكتالونية. اليوم التالى لإعلان الانفصال أعلن رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى تعيين نائبته "سواريا ساينس" رئيسة لإقليم كتالونيا لحين إجراء انتخابات مبكرة 21 ديسمبر المقبل. وردّ حاكم كتالونيا المُقال بالدعوة للمفاومة والصمود السلمى من مقاطعة "جيرونا"، حيث قام هناك بجولة وسط أنصاره.