حاول حاكم كتالونيا كارلس بوتشمون استدراج السلطات الإسبانية لمحاولة ابتزاز أخيرة قبل تفويض البرلمان بالتصويت على قرار الاستقلال ال12 ظهر الجمعة. وأضافت صحيفة "ال موندو" الإسبانية أنّه خلال مرحلة فوضوية، تفاوض "بوتشمون" مرتيْن على الدعوة لانتخابات إقليمية مبكرة فى حالة رفض تطبيق المادة 155 من الدستور بشأن تعليق الحكم الذاتى للإقليم.
بينما ردّت مدريد بضرورة العودة للشرعية وواصل البرلمان الإسبانى واصلة إجراءاته لتفعيل تلك المادة، حينها لجأ "بوتشمون" أخيراً لتفويض البرلمان الإقليمى بالتصويت على الاستقلال. كما أبرزت صحيفة "لا راثون" أنّ خطة بوتشمون "الاستقلال والمقاومة"، لافتة إلى رفض حاكم كتالونيا الحضور إلى البرلمان الإسبانى قبل تطبيق المادة 155، وأطلق الدعوة للاستقلال. كما أبرزت صحيفة "ال باييس" أنّ بوتشمون استبعد الدعوة للانتخابات، ولم يترك لهم خياراً أخر سوى فرض الحكم المباشر فى كتالونيا. وصباح الخميس، تراجع بوتشمون عن الدعوة لانتخابات مبكرة كانت سيترتّب عليها إلغاء عملية الاستقلال، مبرّراً ذلك بأنّ مدريد لم توفّر ضمانات كافية، ووسط ضغوط للكيانات الانفصالية واحتجاجات شعبية لمؤيدى الاستقلال، الذين طالبوا بتنفيذ تفويض الاستفتاء. وجاء ذلك بعد يوم من اجتماعات مكثّفة لحاكم كتالونيا بعد التراجع عن الذهاب للبرلمان الإسبانى، قائلاً "لن أتفاوض مع أشخاص قررّوا تدمير الحكم الذاتى". كما صرّح نائبه "أوريول جونكيراس" بأنّ مدريد لم تترك لهم خياراً أخر سوى إعلان الاستقلال وتنفيذ التفويض الديمموقراطى من خلال استفتاء 1 أكتوبر. وقال أحد المؤيدين للانفصال لشبكة "بى بى سى" إنّه يتوّقع رغبة مدريد فى إعطاء كتالونيا درساً للتاريخ، لكنّهم سيقاومون، وستحدث هجمات كارثية بعد تطبيق المادة 155، وإعلان الاستقلال. ودعت الكيانات الانفصالية لمظاهرات حاشدة أمام مقر البرلمان غداً الجمعة لحظة التصويت حول قرار الاستقلال بهدف توفير الحماية الشعبية، إلاّ أنّه فى حالة موافقة مدريد على فرض الحكم المباشر المقرّر صباح الجمعة، فإنّ القرار لن يدخل حيز التنفيذ إلاّ فى اليوم التالى "السبت". كما أعلنت الأحزاب الانفصالية "معاً من أجل نعم"، و"لا كوب" التى تشكّل أغلبية داخل البرلمان دعمها لتأييد الاستقلال الجمعة.