أعلنت دولة الكويت اليوم الإثنين، أمام المؤتمر الدولي للمانحين لدعم لاجئي (الروهينجا) التزامها بمساهمة جهات رسمية وشعبية بمبلغ قدره 15 مليون دولار لتخفيف معاناتهم. جاء ذلك خلال كلمة نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، في افتتاح اعمال المؤتمر الذي تنظمه دولة الكويت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ومكتب الاممالمتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية والذي تتواصل اعماله ليوم واحد. وقال الجار الله، "إن هذا المبلغ الذي تساهم فيه الجهات الرسمية والشعبية يأتي ضمن المساعي الكويتية للتخفيف من حدة المأساة واستجابة للجهود الدولية الرامية الى التخفيف من معاناة لاجئي (الروهينجا) " . وأضاف" أن هذه المساعدة تضاف الى سجل الدعم والمساعدة الانسانية التي تقدمها دولة الكويت منذ اندلاع الازمة على المستويين الرسمي اوعبر الجمعيات الخيرية حيث قامت بجمع التبرعات وارسال فرق ميدانية لتقديم مساعدات انسانية لهؤلاء النازحين". وأشار الجارالله الى ان هذه الحملات لا تزال مستمرة ومتواصلة في دولة الكويت للهدف ذاته مشددا على أن "العالم اليوم ولاسيما مجلس الامن التابع للامم المتحدة يقف امام مسؤولية اخلاقية وانسانية قبل ان تكون سياسية او قانونية لوقف تلك الفظائع المقززة والانتهاكات المجرمة وحفظ حقوق هذا الشعب الأعزل وحماية حياته". وناشد في هذا المجال السلطات المعنية في ميانمار إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع تكرار تلك الانتهاكات وتطبيق القانون وتوفير الامن للجميع وضمان العيش وحرية التنقل دون اضطهاد على أسس دينية او عرقية. كما دعاها إلى القضاء على الأسباب الكامنة وراء الأزمة والكف عن تجريد أقلية (الروهينجا) من حق المواطنة الذي يحرمها من حقي التملك والعمل. كما ناشد دول العالم إلى "المسارعة في ايجاد حل لهذه المأساة ووقف ابادة شعب مسالم ومسح هويته الوطنية ومعالجة أسبابها وضمان عدم تكرارها في المستقبل". وذكر "أن هذه المناشدة الضرورية تأتي في سياق المؤتمر المنعقد في رحاب الاممالمتحدة التي يتبعها مجلس الامن بمسؤولياته المناطة به لحفظ الامن والسلم الدوليين والا فجهدنها سيبقى منقوصا أن لم نجد حلا ينهي هذه المأساة". ولفت إلى "أن هذا التجمع الانساني يأتي لمواجهة واحدة من أكبر المآسي الأنسانية التي يواجهها عالمنا الا وهي أزمة لاجئي (الروهينجا)، التي تابع العالم وبكل أسى ما تعرضت له هذه الاقلية من فظائع تمثلت في القتل والتشريد والتهجير والتطهير العرقي على يد القوات المسلحة في ميانمار". وذكر المسؤول الكويتي "أن هذا التجمع يشكل حلقة في مسيرة عطاءات دولة الكويت مركز العمل الانساني وبتوجيهات من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح". واستذكر الجار الله في هذا المجال اغسطس الماضي الذي شهد بداية فصول هذه المأساة التي اسفرت عن مقتل وتهجير مئات الآلاف منهم نصفهم من الاطفال وذلك وفقا لما ورد في تصريح لمنظمة الاممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف) التي قدرت اعداد الاطفال المهجرين ب 340 الف طفل مبينا ان هذه الاعداد في تزايد مستمر يبلغ 12 طفل اسبوعيا. وأشار إلى أن نتائج تقرير مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان الصادر اكتوبر الجاري "عكست حجم المأساة ورسمت صورة واضحة لابعاد الفظائع التي قام بها جيش ميانمار بهدف تدمير كافة المعالم الدالة على هوية هذا الشعب وتدمير مقدراته لتكون عودتهم الى ديارهم مستقبلا ضربا من المستحيل". وأعرب الجارالله بهذه المناسبة عن تقدير دولة الكويت للجهود التي تبذلها جمهورية (بنغلاديش) لايواء هذه الاقلية المضطهدة والتخفيف من معاناتها الانسانية.