لم تمر أيام معدودة، على رصف وإعادة كفاءة شوارع الأقصر، في اطار خطة المحافظة لتجميلها، بداية الموسم السياحي الجديد، إلا أنها عادت ممتلئة بروث وبول الحناطير، التي تتسبب في ضياع مظهرها الحضاري وتهدد سمعتها. الأقصر عاصمة السياحة العالمية، وصاحبة التاريخ، لما تحتويه من معابد فرعونية، ومبانٍ تشهد على العديد من العصور، تجذب زوارها من الأجانب، عند قيامهم بجولة بالحنطور الذي يعد من المشاهد التراثية لها، ولكنه أصبح في الوقت الحالي عبئًا عليها، لما يقوم به أصحابها من ترك الخيول تنشر روثها بالشوارع. - انتشار روث الخيول في أشهر شوارع الأقصر بعد رصفه بيومين ورصدت عدسة "الفجر"، عدة لقطات لشارع المحطة، الذي يعد من أشهر وأهم شوارع المدينة، لانتهائه بميدان أبو الحجاج، ومعبد الأقصر، حيث لم يمر سوى 72 ساعة على رصفه مجددًا، إلا وقد انتشرت به قاذورات الحناطير من روث وبول وفضلات أطعمة الخيول، التي تلقها على الأرض ويتبقى منها البعض بعد شبع الحصان، دون وجود رقيب يمنع ذلك. - مرشد: الحناطير تهدد سمعة السياحة في الأقصر ويقول محمود حسن، مرشد سياحي، إن شارع المحطة يعد واجهة الأقصر أمام زوارها، وهذا المشهد الذي نراه، يعطي انطباع سيئ لهم ويهدد سمعة السياحة، حين رؤيته، بالإضافة إلى الرائحة الكريهة التي يخلفها بول الخيول، مشيرًا إلى أنه يجب وضع قانون رادع من قبل مسئولي المحافظة لحل تلك المشكلة. وأوضح أنه في عهد المحافظ الأسبق سمير فرج، أمر بتركيب حفاضات للخيول لمنع تلك المشكلة، ولكن بعد الثورة، وانخفاض معدل السياحة، كف المسئولين أيديهم عن أصحاب الحناطير أسوة بظروفهم المعيشية، وصار الأمر كما نراه حاليًا بانتشار العربات بشكل عشوائي، وإلقاء المخلفات في الشوارع، مطالبًا بضرورة فرض الرقابة عليهم، لتظهر المدينة بشكل جمالي أمام الزوار، والقضاء على معاناة الأهالي من الروائح الكريهة ومشاهدة القاذورات في كل خطوة يخطونها. - عامل نظافة: "لو الحصان بيفهم هيعملها في الحمام" الكثيرون يرون أن مشكلة انتشار روث الخيول في شوارع الأقصر، بسبب تكاسل عمال النظافة، على عكس الواقع، هكذا عبر عبد الرؤوف أحمد، "عامل نظافة"، لافتًا إلى أن العمل بالشوارع التي تمر فيها الحناطير بمثابة تكدير للعامل من رؤسائه، لما يعانيه طوال وقت خدمته. وتابع أحمد، عند قيامي بالبدء في تنظيف الشارع، والوصول إلى نهايته، أنظر للخلف، لأجده امتلأ مجددًا بروث الخيول، فأعاود النظافة مرًارًا وتكرارًا حتى تنتهي خدمتي، ويحدث ذلك لمن يتسلم الوردية الأخرى، ولا نجد حلًا لذلك، لافتًا إلى قيامهم بالشكوى عدة مرات، مما يحدث، دون فائدة، معلقًا على ذلك بقوله" لو الحصان بيفهم لغتنا وحس بمعاناتنا، هيروح يعملها في الحمام". - صاحب مطعم: الحناطير خسروني زباين أكتر من الإرهاب ما زاد الطين بلة لدى أصحاب المطاعم بمدينة الأقصر، بعد تدهور السياحة، انتشار عربات الحنطور حول منشئاتهم، فيوضح مؤمن عبد السلام، أن "العربجية" يتزاحمون أمام المطاعم لعرض عمل جولات للأجانب، ومن الطبيعي تبول الخيول بأماكن وقوفها، الأمر الذي يقزز السياح من الدخول إلينا لتناول الأطعمة، بعد مشاهدة الروث واشتمام الرائحة الكريهة، متابعًا، " الحناطير خسروني زباين أكتر من الإرهاب". ومن جانبه أشار اللواء عماد أبو العزايم السكرتير العام المساعد لمحافظة الأقصر، إلى أن هناك دراسة جديدة طرحت من قبل المحافظ محمد بدر، في آخر اجتماع تنفيذي، لنقل الحنطور خارج المدينة، ودخوله بالطلب، للحفاظ على نظافتها، أو تقنين أوضاعهم بوضع تبعيتهم لشركة تكون مسئولة عن مخالفاتهم.