تعود مصر إلى دورها الريادي والمؤثر في المنطقة العربية، وتتوالى ضرباتها القاصمة لدويلة قطر الداعمة للإرهاب ومخططاتها المستمرة لتخريب أمن واستقرار المنطقة، وذلك بعدما رعت المخابرات العامة المصرية اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب العاصمة السورية دمشق، ودورها الفعال في إتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس وتوحيد الصف الفلسطيني من قبل. فيما تم، اليوم، إبرام اتفاق بين طرفي الأزمة السورية لوقف إطلاق النار في عشرات البلدات بريف حمص الشمالي تحت رعاية الوساطة المصرية بضمان روسي، وتضمن الاتفاق استمرار فتح المعابر في جنوب العاصمة دمشق لدخول المساعدات الإنسانية ورفض التهجير القسري.
قطر والأزمة السورية وتعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات للتصدي لخطر قطر وقطع نفوذها في الدول العربية مستغلة الوضع الحالي للمنطقة، حيث إن الدوحة لعبت دورًا كبيرًا في الأزمة السورية منذ بدايتها عام 2011 وأظهرت نفسها الصديق الوفي، ولكن في الوقت ذاته عملت على مد الأزمة وإطالتها وخرجت عن السياسة المتفق عليها بين الأطراف الداعمة للمعارضة السورية، كما بدأت في تمويل وتسليح الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان وبعض العناصر الإرهابية الآخرى بما يفوق ال3 مليار دولار بالتنسيق مع جهات أخرى.
هدم مخططات قطر ولكن بالرغم من الدور التخريبي التي قامت به الدوحة في الأراضي السورية، استطاع الجانب المصري بمساعدة روسيا هدم مخططاتها واستعادة قوات النظام السوري الأراضي الواقعة تحت سيطرة الميليشيات المدعومة من قطر، كما شل الرئيس عبدالفتاح السيسي تحركاتها التخريبية أيضًا داخل الأراضي الفلسطينية وتوحيد حركتي فتح وحماس التي كانت تعزز الانقسام بينهما.
مصر وجه مقبول وأكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، إن ما يحدث الآن هو استثمار للمقبولية المصرية، حيث إن الوجه المصري وجه مقبول ومُرحب به لحل كافة أزمات المنطقة الشرق الأوسطية والمنطقة العربية.
مصر راعية للسلام وأوضح "سمير" في تصريح خاص ل"الفجر"، أن مصر وقفت على مسافة واحدة من الجميع وتدعي دائمًا إلى الحلول السياسية والسلمية، على عكس بعض الدول الذين ذهبوا لعسكرة أي نوع من الصراع ودعموا طرف على حساب الآخر وبالتالي أصبحوا في موقف عداء لأحد الطرفين، وهو ما لم تلجأ إليه مصر مطلقًا مما جعلها مقبولة.
حل سياسي وأشار إلى أن مصر لم تكن أبدًا في موقف عداء لأحد وبالتالي هي راعت اتفاق خفض التوتر في الريف الشمالي وفي غوطة دمشقالشرقية، وترعى اليوم الاتفاق في حي القدم الشرقي، مضيفًا أنه من المتوقع أن تواصل رعايتها لكافة أشكال اتفاقيات خفض التوتر في سوريا، مؤكدًا أن هذه الاتفاقيات تمهد إلى حل سياسي على المدى المتوسط والقريب، فما حدث ضربة لقطر.
مصر والقضية الفلسطينية وعن موقف مصر اتجاه القضية الفلسطينية، أكد "سمير" أن مصر من أكثر الدول التي اهتمت بالمصالحة الفلسطينية منذ البداية، ففي 2007 استضافت القاهرة جولات حوار بين حركتي حماس وفتح وثمرت هذه الجهود في اتفاق مايو 2016 الذي لم يُنفذ في وقتها، لكن تم تنفيذه الآن وتحقيق المصالحة بسبب إصرار الجانب المصري باعتبارها الدولة الوحيدة المعنية بوجود سلام حقيقي في الشرق الأوسط.
تضييق الخناق على قطر وأكد "سمير"، أن قطر حاولت أخذ هذا الملف الفلسطيني من مصر وعقدت اتفاق سُمى "اتفاق الدوحة" في 2012 لكنه لم ينجح وفشلت في مخططاتها.
وأشار إلى أن الدوحة ستستمر في محاولاتها لإفشال الاتفاق الجديد وعودتها على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية مرة آخرى، لكن مصر ستحرم قطر من أي محاولة لإفشال هذا الاتفاق وتهديد المنطقة العربية
عودة مصر ومن جانبه أكد حسين عبدالرازق، عضو المكتب السياسي لحزب "التجمع"، والمحلل السياسي، أن مصر تلعب دورًا عربيًا هامًا في الفترة الحالية، لافتًا إلى أنها عادت إلى الساحة العربية لحل المشكلات التي تعاني منها المنطقة بأسرها.
الأمن العربي وأوضح "عبدالرازق" في تصريح خاص ل"الفجر"، أن المصالحة الفلسطينية قضية هامة على المستوى المحلي للشعب الفلسطيني وعلى مستوى الامن القومي المصري، مضيفًا أن محاولة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية ووقف الحرب الأهلية في سوريا هام جدًا بالنسبة للأمن القومي العربي، وهو ما يحرك السياسة المصرية الحفاظ على أمن المنطقة العربية.