أدى استفتاء إقليم كردستان على الانفصال عن دولة العراق، منذ الإعلان عنه إلى ضجة وجدلًا كبيرًا، ما بين مؤيد ومعارض، وفي النهاية لم يتراجع الأقليم وانتهى الاستفتاء بسلام. وأعلنت المفوضية العليا لاستفتاء استقلال كردستان، نسبة التصويت، حيث أنه 92% صوتوا لصالح انفصال الإقليم عن دولة العراق.
وعقب إعلان النتيجة بات الوضع محيرًا، خاصة بعد مطالبة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلغاء نتائج الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، وذلك قبل إعلان النتيجة بساعات.
وقال "العبادي" يجب أن يُلغى هذا الاستفتاء ونبدأ في حوار في إطار الدستور. لن ندخل في أي حوار بناء على نتائج مثل هذا الاستفتاء"، مشددًا على أن الحكومة المركزية لن تناقش على الإطلاق نتائج الاستفتاء.
وفي هذا الصدد استبعد الخبراء وجود تدخل عسكري من جانب تركياوإيران، مشيرين إلى أن إقليم كردستان يمتلك قوة أكبر من حكومة العراق؛ لذلك سيكون هناك استمرار من جانب الإقليم حتى يحصلوا على الاستقلال.
إقليم كردستان يمتلك قوة وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إنه بعد إعلان النتيجة، أثبت الأقليم أنه لديه قوة فعلية؛ وهناك إجماع على الرغبة في الانفصال.
لن يحدث تدخلات عسكرية واستبعد "صادق" في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن يكون هناك أي تدخل عسكري من الدول المعارضة للانفصال، لأنه في النهاية سيؤدي لتدخل إسرائيل.
تركيا لن تجازف بتدخل عسكري وأوضح أن تركيا من الصعب أن تتورط في تدخل عسكري؛ لن يكون قادرًا على تدخل عسكري ضد "كردستان"، بالإضافة إلى أن هذا التدخل سيؤدي إلى توتر العلاقات التركية الإسرائيلية.
إيران تخشى الوقوع في ال"فخ" وفيما يتعلق بإيران قال إنها لن تدفع بالتدخل العسكري خشية من أن يكون هذا "فخ"، من أمريكا، موضحًا أن أمريكا تنتظر الفرصة لتوجيه ضربة إلى إيران، والتدخل العسكري في كردستان سيُتيح لأمريكا تلك الفرصة، حسبما ذكر.
الانفصال يؤدي ل"زلزال" في المنطقة وأكد "صادق" أن نتيجة هذا الاستفتاء، والانفصال، سيؤدي لحدوث زلزلزال قوي في المنطقة؛ لأن تلك المحاولة إن نجحت سيتحرك الأقليات في باقي الدول لينالوا الاستقلال، وهذا هو ما يخشى منه بعض الدول المترقبة لهذا الحدث.
4 سيناريوهات كما أكد الخبير الدولي طارق فهمي، على وجود تصعيد للأزمة العراقية الكردية خلال الساعات المقبلة، حيث تم تكليف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإدخال قوات عسكرية إلى إقليم كركوك للحفاظ على الوضع الراهن، وهو ما ستعامل معه الجانب الكردي بحزم شديد.
التصعيد المباشر وأشار "فهمي"، في تصريحات خاصة ل"الفجر" إلى وجود 4 سيناريوهات محتملة لهذه الأزمة خلال الفترة المقبلة، على أن يكون السيناريو الأول هو "التصعيد المباشر" لكن دون الوصول بالأزمة إلى حل عسكري حاسم.
عدم الاعتراف بالنتائج وأضاف أن السيناريو الثاني يأتي في سياق عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء تحت أي مسمى، مما يؤدي إلى تنازعات إقليمية متعلقة بالموقف التركي الإيراني، كما سينشأ تنسيق ثلاثي إيراني تركي عراقي لإبقاء الأوضاع على ما هي عليه وعدم القبول باستقلال الإقليم.
إعلان الدولة الكردية وأَضاف أن السيناريو الثالث يتمثل في إعلان الدولة، موضحًا أن إعلان الدولة الكردية في ظل هذا الوضع يستلزم التجربة الإسرائيلية في إعلانها عام 1948، وإمكانية مواجهة الأكراد للجانب العراقي والتركي والإيراني رغم فرض حالة العزبة اقتصاديًا وعسكريًا، مؤكدًا أنه ليس من المستبعد أن يتجه الأكراد إلى قطع العلاقات مع العراق ووقف أي مفاوضات حول تقسيم الأراضي والموادر البترولية.
السيناريو الصفري كما أعلن عن السيناريو الرابع قائلًا: "إنه السيناريو الصفري وهو الحل العسكري أو الاستراتيجي، حيث تدخل القوات العراقية بدعم إيراني وتركي إلى إقليم كردستان، مما سيدفع الجانب الكردي بعدم القبول بأي مفاوضات بين العراقيين والإقليم"، لافتًا إلى أن هذا السيناريو بدأت مقدمته في ما تبعناه أمس وأول أمس من أحداث.
الموقف الأمريكي وأشار "فهمي"، إلى أن الموقف الأمريكي من الأحداث هو الضابط الحاكم للأربع سيناريوهات السابقة، والذي ظهر في عدم تأجيل الاستفتاء أو إلغائه، بينما أراد إرجاء الاستفتاء إلى أجل غير مسمى باعتبار الوقت غير مناسب، حيث تحارب أمريكا وقوات التحالف تنظيم داعش. وليس تأجيله أو إلغائه.
مراوغة وأضاف أنه يتردد في الأوساط الأمريكية أن الأمريكان قدموا وعد بلفور للأكراد على أن يدعموهم بصورة أو بأخرى، مؤكدًا أن الموقف الأمريكي هو موقف مراوغ ربما يلجأ إلى دعم الأكراد بصورة غير معلنة وفس نفس التوقيت يطالب بعدم تغيير سياسة الأمر الواقع لحين الانتهاء من داعش.