أعرب مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، عن أمله في إدخال التعديلات على اتفاق الصخيرات خلال أسابيع. وقد انطلقت أعمال اجتماع لجنتي الحوار في مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين في تونس اليوم، تحت إشراف الأممالمتحدة، وذلك لإدخال تعديلات توافقية على الاتفاق السياسي الليبي (اتفاق الصخيرات). وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة – في كلمة في بداية الاجتماع -" إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اختار ليبيا دون غيرها من الملفات لتكون محور اهتمام وعمل المنظمة الدولية في هذه المرحلة سعيا لإخراجها من الدوامة التي تمر بها".
وأضاف سلامة" إن جميع دول العالم سواء المجاورة لليبيا أو البعيدة عنها تدعم القرار الذي يتوصل إليه المشاركون في اجتماع اليوم بشأن تعديل توافقي على اتفاق الصخيرات".
وتابع " إن الشعب الليبي ينتظر من المجتمعين حاليا التعبير عن آماله، ويرون أن صفحة جديدة من التوافق ونافذة فتحت أمامكم ويجب استغلالها لإحداث نقلة نوعية نحو إقامة مؤسسات ليبية قادرة وثابتة، لاسيما وأن الليبيين سئموا من فكرة الانتقال والانتقال دون أفق واضح وصريح ومطمئن"، مطالبا جميع المشاركين في الاجتماع العمل معا من أجل الوصول إلى مرحلة من اليقين والطمأنينة".
وأشار سلامة إلى أن خطة العمل الأممية المطروحة جاءت انطلاقا من أطروحات وآمال الليبيين أنفسهم على مختلف المستويات الذين يطالبون بمصالحة وطنية شاملة، يتم فيها الارتقاء بعيدا عن الخصوصيات والعصبيات، وآلية تضمن قيام دولة فعالة خاصة وأنه لا سيادة دون وجود دولة تزود عنها، ولا استقلال دون دولة تحميه، ولا دولة دون وحدة وطنية.
وأكد أن هناك إلحاحا حاليا على ضرورة وجود منحى جديد لا يمثل انتقالا آخر فقط، ولكن يمثل نقلة نوعية نحو دولة قادرة، مشيرا إلى أن خطة العمل الأممية المطروحة تتضمن سلسلة من المحطات تتوج بانتخابات عامة حرة ونزيهة يقبل الجميع بنتائجها ومؤتمر وطني يضم الجميع واعتماد دستور للبلاد.
وطالب أيضا المشاركين في الاجتماع التشاور لأقصى الحدود مع الجميع وإشراكهم في مقترحاتهم الخاصة بتعديل الاتفاق ليكون معبرا عن أكبر شريحة من الليبيين.
وشدد سلامة على أن الأممالمتحدة تسعى للشفافية والوضوح والوصول إلى أكبر قدر من التوافق بين الليبيين، مناشدا الجميع تحمل مسؤولياتهم لإعطاء صورة على قدرة الليبيين على العمل معا للصالح الليبي العام ونحو مستقبل واعد وأفضل.
وكان المبعوث الأممي التقى قبل بداية الاجتماع الرسمي بعدد من الشخصيات الليبية التي أطلعته على مواقفها المبدئية من الأزمة الحاصلة وإمكانات العمل معه على حلها في أقرب وقت. وأعرب سلامة خلال هذا اللقاء عن ارتياحه للمرونة التي وجدها من الفرقاء حول اقتراحه بتعديل اتفاق الصخيرات وتأكيدها أنها خطوة أولى في سبيل النقاش في قضايا أهم بما يمكن أن يذلل عديد من العقبات التي تعوق أي تقدم سياسي في البلاد.