ترك فيلم «الكنز» بصمة قوية عند الجمهور ليس فقط لاختلاف القصة الدرامية والإخراج لشريف عرفة، أو السيناريو والحوار للكاتب عبد الرحيم كمال، وإنما لوجود عنصر آخر هو الأشعار والأغنيات التى تضمنتها الأحداث، ووصلت إلى 8 أغنيات جميعها من تأليف الشاعر الغنائى أمير طعيمة. فى البداية يقول أمير: «أعتبر الكنز تجربة مختلفة علىّ، ورغم أننى أسعى لتقديم أعمال مختلفة عن كل ما قدمت لكن تظل مشاركاتى فى ألبوم أو تتر أو إعلان لصالح إحدى المؤسسات الخيرية، حتى جاءنى مشروع فيلم «الكنز»، وكان تحدياً كبيراً بالنسبة لى، لأنه فجأة وجدت الفرصة التى تجعلنى أقدم ألواناً غنائية وموضوعات مختلفة عبر العصور، وإن كان الأمر فى بدايته مجرد أغنية واحدة، بعدما حدثنى المخرج شريف عرفة، وأعطانى نسخة من السيناريو طالباً منى أغنية واحدة، وكانت «الحب المستحيل»، التى كانت من المفترض أن تغنيها أمينة خليل داخل صالة «الكباريه»، وبعدها بقليل قدمت الأغنية على لسان الراوى فى العصر العثمانى، والفكرة عجبت المخرج وكذلك اللغة المكتوبة بها والسرد، والأغنيات التى يغنيها الراوى فى الفيلم أصبحت تختصر مشاهد كثيرة، ومن شاهد الفيلم سيتأكد من ذلك، وإذا حذفت هذه الأغنيات من الفيلم سيتأثر البناء الدرامى، لأن كل أغنية كانت محددة ومرسومة داخل نسيج الفيلم، وليست مقحمة لتكمل الرتم الخاص بالعمل ثم جاءت فكرة تقديم المونولوج فى الأربعينيات وتوالت الأغنيات. وتابع أمير حديثه: «أول أغنيتين كتبتهما على ألحان الرائع هشام نزيه «الحب المستحيل، والراوى» وبعدها بدأت أكتب الأغنيات وأعطيها لنزيه وأنا متيقن أننا نسير على «تراك واحد» وهذه الكيمياء التى أظهرت الأغنيات بطابع متفرد ولا تشبه أى أغنيات أخرى، فيصعب مقارنة أغانى الراوى بأغانى الأبنودى فى السيرة الهلالية مثلاً، أو تجدين تشابهاً بين المنولوج الذى قدمته بما سبق وقدمه الراحل أبو السعود الإبيارى، وإن كانوا أسماء كبيرة وعظيمة إلا أننى كنت حريصاً على ترك بصمتى الخاصة على الأغنيات وسعيد باختيار إيهاب يونس فى دور الراوى ونسمة محجوب فى غناء الأغنيات لأن أصواتهما بالفعل جميلة وإضافة للأغنيات». وعن الأفكار التى قدمها أمير بالأغانى، أكد أن الفيلم فى الأصل قائم على الصراع بين ثلاثية «الحب والسلطة والدين» على مر العصور، ومن شاهد العمل سيتأكد أن هذا الصراع قائم منذ الأبد وحتى بعد مرور 100 عام، وسيظل الصراع كما هو، ولعل أصعب ما واجه أمير فى كتابة الأغنيات انتقاء الألفاظ فيقول: «كتابة الترانيم الفرعونية كانت الأصعب على الإطلاق بالنسبة لى، وقرأت كتاب الموتى ورسائل إخناتون حتى أكتب أغنية، أما فى مونولوجات الأربعينيات «السعادة، والبوليس» كنت أتوقف كثيراَ، وأفكر فى الألفاظ وهل كانت مستخدمة وقتها أم لا فمثلا مونولوج «البوليس»، كتبته 5 مرات، وكنت أحاول توصيل الصراع بين الشعب والبوليس وقتها بطريقة ساخرة أو هزلية كوميدية. وأضاف: «أحيانا كنت أعيد كتابة الأغنيات أكثر من مرة، لأنه كان مطلوباً منى توصيل الرسالة من الأغنية فى 4 شطور بدلاً من 8 اختصارا للوقت، ورغم الإجهاد الشاق فى العمل إلا أننى سعدت به كثيراً، وأعتبره كنزاً حقيقياً، كما أن الجزء الثانى يحمل الكثير من الأشعار والأغنيات وأتمنى أن تعجب الجمهور. واختتم أمير حديثه قائلاً: «بدون مجاملة، اختلاف الأغانى نابع من اختلاف العمل ككل، وأنا بدأت من حيث انتهى عبدالرحيم كمال وشريف عرفة وكل فريق العمل، وبعد عرض الجزءين أتمنى طرح الأغنيات كاملة فى ألبوم لإيمانى بأن هذه التجربة لابد وأن تجتمع فى ألبوم متكامل يكون فى متناول الجمهور».