دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الملايين من أبناء الشعب الكولومبي اليوم الجمعة، إلى احتضان السلام خلال قداس في منطقة كانت مسرحا للعنف والصراع لعدة عقود. وقال فرانسيس- خلال القداس الذي شهده نحو 600 ألف شخص ،ارتدى معظمهم الملابس البيضاء، في مدينة فيلافيسينسيو :"إن كل جهد نحو السلام بدون التزام حقيقي بالمصالحة سيبوء بالفشل". وأضاف فرنسيس ، إن :" المصالحة تعني فتح باب لجميع الأشخاص الذين عاشوا في مأساة الصراع". وقام فرنسيس بتطويب شهيدين من القساوسة الكولومبيين ، هما المطران جيسوس اميليو جاراميلو والقس بيدرو ماريا راميريز، اللذين لقيا حتفهما في خضم القتال بين قوات الحكومة والمتمردين اليساريين. وتم خلال القداس أيضا إبراز سيرة 6000 من ضحايا الصراع الذي استمر أكثر من 50 عاما بين قوات الحكومة ومسلحي حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" . ويقوم فرنسيس بزيارته الأولى إلى كولومبيا بوصفه بابا الفاتيكان لتعزيز عملية السلام التي تحققت بشق الأنفس مع الميليشيات اليسارية تحت شعار "اتخاذ الخطوة الأولى". وأعرب فرنسيس مرارا وتكرارا عن تأييده لجهود الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس لإنهاء الحرب الأهلية. وكان نحو 3ر1 مليون شخص قد تجمعوا في العاصمة بوجوتا أمس الخميس، لحضور قداس استقطب المئات من البائعين الذين يبيعون مواد تذكارية وآلاف من المصلين بطول الطريق الذي مر به فرنسيس عبر المدينة. واتفقت الحكومة الكولومبية وجماعة جيش التحرير الوطني المتمردة يوم الاثنين الماضي على إبرام هدنة بين الجانبين، اعتبارا من أكتوبر المقبل، بينما تم نزع سلاح وتسريح أعضاء الحركة المسلحة الأكبر(فارك) في يونيو الماضي. ولقي ما لا يقل عن 220 ألف شخص حتفهم في الصراع المسلح بكولومبيا في الفترة ما بين 1958 و 2012، بين الميلشيات اليسارية والجيش والشرطة والقوات اليمينية، وذلك بحسب ما ذكر المركز الوطني للذاكرة التاريخية بكولومبيا.