قال القيادي الفلسطيني في حركة فتح، سمير المشهراوي، إن التفاهمات بين "التيار الإصلاحي في فتح" وبين حركة "حماس" رافقها العديد من الأراء المتناقضة، ما بين المؤيد والمعارض، لافتا إلى أن المؤيدين معروفون ممن يبحثون عن أمل في أن تساعد تلك التفاهمات في حل مشاكل حقيقية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، بينما المعارضة بها تيار من "المرتزقة" ومن يتم دفعهم وبعضهم مأجور أحيانا أو له مصالح خاصة يشككون في أي شيء وبها تيار محترم في موقفه. وأوضح المشهراوي خلال مقابلة له ببرنامج "لقاء خاص" على فضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي باسم الجمل، أن تلك التفاهمات كان لها العديد من الدوافع، أولها هي الحالة الوطنية التي يرثي لها والتي يعاني منها الفلسطينيون وما وصفه ب"حالة ضياع وطني" وتراجع القضية الوطنية، ورأى أن أن البوصلة الوطنية ليست في اتجاهها الصحيح في ظل الانقسام والحصار الخانق والانهيار في القطاع.
وأضاف المشهراوي أن هناك حالة وطنية تحتاج إلى انقاذ وإلى وضع رؤية وطنية وأن يتداعى الجميع لوضع "رؤية وطنية جامعة" مستندة على الثوابت الفلسطينية وبرنامج الاجماع الوطني وبرنامج "منظمة التحرير الفلسطينية"، متابعاً أن من بين تلك الدوافع أيضا الوضع الإنساني المزري الذي يعاني منه الفلسطينين أينما كانوا، ولا سيما في غزة، مشددا على أن تلك المرحلة تستدعى أن نساهم بجزء من واجباتنا من خلال استثمار العلاقات مع بعض الدول الشقيقة التي تساهم في دعم الشعب الفلسطيني، مستطرد أن الدافع الثالث هو تحريك المياه الراكدة، ويمكن اعتبارها جزء لاستثارة أو "استفزاز" الأطراف للتحرك، ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود أبومازن، لنجرهم إلى سباق بتجاه المصالحة. ورأى المشهراوي أن هناك من بالغوا في رفع سقف التوقعات من تلك التفاهمات، وهناك مغرضين يحاولون افشال كافة الموضوعات ساهموا في رفع السقف، مؤكدا بالقول "لسنا سلطة فلسطينية ولا مسئولين عن الوضع الفلسطيني بالمعني الرسمي ولكننا مسئولين بالمعنى الأخلاقي، نحن عامل مساعد وطرف يحاول أن يؤدي واجبات ويستثمر ما لديه من علاقات وإمكانيات في مساعدة الشعب الفلسطيني"، مشددا على أن حجم المعاناة خانق وقاتل في غزة ما بين الكهرباء والمعبر والاجراءات الظالمة والمخجلة التي تقوم بها السلطة تجاه القطاع من منع الادوية ومنع العلاج في الخارج والاصرار على ان يستمر هذا الحصار االخانق على غزة. وأكد المشهراوي أنه تم تحديد مجموعة من الأهداف خلال الحديث عن التفاهمات، أولها المساعدة في وضع رؤية وطنية معاً مع كافة الفصائل الفلسطينية، ثانيا محاولة تقديم مجموعة من المشاريع عبر دولة الامارات الكريمة ومالها من تاريخ في دعم الشعب الفلسطيني والتي ولم يكن مصالح خاصة من وراء تلك المساعدات، مشيرا إلى أن تلك المشاريع قد تصل إلى مبلغ 15 مليون دولار شهرياً ستضخ عبر مشاريع ستساعد الشباب والخرجين وكافة المهن. وشدد المشهراوي على أن تلك المشاريع والتفاهمات ستخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، إلا أنها لا تعفي "أبو مازن" والسلطة من مسئوليتهم تجاه غزة، مؤكدا أن الأمل الأخر معلق بتحسين العلاقة مع مصر وأن يتم فتح المعبر وجاري العمل على هذا الأمر، وأن أعمال الترميم في المعبر وشارفت على الانتهاء، وعند انجازها سيتم فتح المعبر على فترات أفضل وتسهيلات أكبر وهناك موافقة مصرية على هذا الأمر.
وتابع المشهراوي أن هناك سعي وراء ملف المصالحة المجتمعية، وماله من أهمية كبيرى في تخفيف الكثير من الجراح وسيزيح بعض العقبات عن طريق الوحدة الفلسطينية، مشيرا إلى أن هناك مساعي كبيرة بذُلت للتحريض على تلك التفاهمات، بدءاً من تحريض الأمريكيين والاسرائيليين وبعض الدول العربية، ومحاولة العبث حتى داخل "حماس" وتحريض بعض رموزها وقيادتها على هذه التفاهمات لاجهاضها. ووصف المشهراوي الأمر أن هناك فارق كبير بين مواقف الكبار ومواقف الصغار، لافتا إلى أن هناك تصريحات لأحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" والذي نجح مؤخرا تحدث عن التفاهمات بطريقة "معيبة" و"عيب"، مشددا على أنه من العيب استخدام معاناة الناس وآلامهم لتوظيفه في خصومة سياسية، ومؤكدا على أن الشعي وارء المصالحة المجتمعية لم نأت فيه بجديد وانطلقنا لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة واتفاق الشاطئ.