في الوقت الذي تنفي فيه دولة قطر، الاتهامات الموجهة لها بدعم الإرهاب وتمويله، وأنها لم تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، واصفةً ما يتردد حول علاقاتها بجماعة الإخوان الإرهابية، بادعاءات مصرية، لترد دول الرباعي العربي، بأنها متمسكة بمطالبة قطر ونظامها الحاكم بتصحيح مسارها الداعم للإرهاب. قطر تطالب برفع الحصار قال مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، الأحد، إن حل أزمة قطع العلاقات مع دولته يبدأ برفع ما وصفه ب"الحصار" عنها، ونفى وجود أي علاقة بين الدوحة وجماعة "الإخوان المسلمين"، واصفًا التصريحات التي تخالف ذلك بأنها "ادعاءات مصرية."
استعدادها للحوار وأضاف آل ثاني، في مقابلة مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، حول حل الأزمة القطرية الخليجية: "الخطوة الأولى هي رفع الحصار عن قطر، لأنه لا يجوز أن يتم التنمر على أي دولة بهذا الشكل، والخطوة الثانية هي عقد حوار في بيئة تسمح بذلك،" مجددًا التأكيد على أن قطر "مستعدة للحوار،" لكنها "لن تقبل بالتعدي على سيادتها أو استقلالية قرارها السياسي،" على حد تعبيره.
تمويل الإرهاب وجدد المسؤول القطري نفي الدوحة للاتهامات الموجهة لها بدعم الإرهاب وتمويله، كما شدد على أن دولته لم تعط أي أموال لجماعات إرهابية، وتابع: "قطر لا تدعم جماعات أو أفرادًا يتدخلون في الشؤون الداخلية لدول أخرى، وعندما نتعامل مع التطورات في تونس أو سوريا أو ليبيا، لا نقوم باختيار حزب أو فرد بل نركز على الرأي العام ونحاول قدر جهدنا عدم الانحياز لطرف."
علاقاتها مع الإخوان وفيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، قال سيف بن أحمد آل ثاني: "لا توجد بيننا وبينها الجماعة أي علاقة وكل هذه الادعاءات هي ادعاءات مصرية،" على حد تعبيره.
علاقتها حركة حماس وفيما يتعلق بدعم دولة قطر لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قال إن إدارة جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق دعمت فكرة إجراء انتخابات في قطاع غزة، وأرادت مشاركة جميع الأطياف السياسية في تلك الانتخابات، "وقد طلب منا مشاركة حماس".
وأضاف أن الدول العربية لم تساند فكرة إجراء الانتخابات، إلا أن الولاياتالمتحدة أرادت أن تدعم الدول العربية إجراءها،" فقمنا بالمبادرة بهذا الشأن وتبعتنا دول أخرى بعد ذلك، وقد فازت "حماس" في تلك الانتخابات، والآن يوجد أعضاء من مكتبها السياسي في الدوحة".
مساعدتها للفلسطينيين وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي "المساعدات التي نقدمها للفلسطينيين تتم بأكملها من خلال الأممالمتحدة وهي موجهة لمشاريع معينة، مثل البنية التحتية.. لقد تعهدنا بتقديم مبلغ 1.2 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، وفي بعض الأحيان قمنا بصرف رواتب موظفي الحكومة في غزة.
في تلك المرات القليلة تم ذلك من خلال الأممالمتحدة بالتنسيق مع إسرائيل وبالتالي فسواء كان الدعم ماليا أو من خلال مواد البناء، فإن تقديمه يتم من خلال الأممالمتحدة، باستثناء ثلاث أو أربع مرات قمنا بدفع الرواتب من خلال السلطة الفلسطينية مع الأممالمتحدة".
الأوضاع المصرية وبخصوص وصول محمد مرسي إلى السلطة، وكون الحكومة القطرية لا تعير أي اهتمام للطريقة التي تغير بها الحكم في مصر، قال إن دولة قطر تتعامل مع ما اختاره الشعب، مضيفًا أن قطر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، و"بالنسبة لنا ما حدث في مصر هو شأن داخلي والشعب اختار أن لا يقوم بشيء إزاء هذه التطورات، ولذا نحترم اختيارهم".
دعم إيران وعن المزاعم بأن قطر دفعت مليارات الدولارات لإيران ولمجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيم "القاعدة" من أجل إطلاق سراح مواطنيها الذين كانوا مخطوفين في العراق، أوضح أن دولة قطر لم تعط أي أموال للجماعات الإرهابية، لكنها تعاونت مع إيران وتواصلت مع كل الحكومات القادرة على مساعدتها في إطلاق سراح مواطنيها المختطفين. وأضاف أن الحكومة القطرية قامت بالتعاون وإطلاع الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية هناك على كل خطواتها.
دول الرباعي تتمسك بتصحيح مسار قطر وبدوره، قال وزير الخارجية سامح شكرى، إن دول الرباعى العربى وغيرها من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تتمسك بمطالبة إمارة قطر ونظامها الحاكم بتصحيح مسارهم الداعم للإرهاب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك، بين وزير الخارجية سامح شكرى، ونظيره البيلاروسى فلاديمير مكاى، بالعاصمة مينسك، وذلك خلال زيارته لبيلاروسيا اليوم، في إطار جولته الأوروبية التي بدأت أمس بألمانيا.