يحظي بناء القائد باهتمام بالغ من القيادة العامة للقوات المسلحة حيث يستمر إعداد القادة طوال مدة خدمتهم بالقوات المسلحة خاصة أن العلوم العسكرية في تطوير مستمر ودائم ولا بد من ملاحقتها ومسايرتها بحيث يتناسب تأهيل وإعداد القادة مع المهام والواجبات المكلفين بها. تبدأ عملية الإعداد من داخل الكليات العسكرية حيث يتم تدريب الطلبة على مختلف العلوم العسكرية والمدنية وأسس مبادئ القيادة بجوانبها المتعددة، وعقب تخرج الضابط من الكليات العسكرية الإندماج في وحدته و ممارسة أساليب القيادة بكل عناصرها لينتقل إعداده إلى تخصصات فنية دقيقة من خلال دورات تدريبية في معاهد القوات المسلحة و التي تقوم بإعداد الكوادر القيادية في المجالات المختلفة. من الأسس الرئيسية التي تحظى باهتمام القيادة العامة للقوات المسلحة هو بناء القائد الشامل على أسس من العلم العسكري والعلوم الأخرى الحديثة التي تمتزج بالخبرات في جميع الميادين بحيث يتحقق النجاح للضابط عندما يتولي القيادة بمستوياتها المختلفة في القوات المسلحة. ولا شك أن بداية البناء تبدأ مع أولى خطوات الضابط عند التحاقه بالكليات العسكرية حيث تأسس لديه حاسة الانضباط وتحمل المسئولية والانتماء للوطن وقواته المسلحة ويفهم معني التضحية والفداء ويدرك أن الدفاع عن الوطن هو شرف كبير لا يعادله أي عمل آخر ويستمر تنامي الشعور لديه بأن يكون جنديا مخلصا لوطنه يحافظ على نظامه وأمنه ويتدرج كضباط في صفوف القوات المسلحة. تختلف التخصصات في الكليات العسكرية طبقًا لما يحمله اسم كل منها فالكلية هي المسئولة عن إعداد الضابط المقاتل الذي يقود وحدة فرعية لكافة أسلحة القوات البرية سواء كان ضابط مشاة أو مدرعات أو مدفعية أو غيرهم لذلك فإن الدراسة داخل الكلية تتركز عل العلوم العسكرية لبناء قائد المستقبل الذي يتصف بمبادئ القيادة والمتفهم لخصائص وأنواع الأسلحة ولديه القدرة على التعامل معها ولا يقتصر تأهيل هذا الضابط في الكلية الحربية فقط بل إن الكلية الحربية تعتبر هي البداية وبعدها يبدأ صقل مهاراته في معاهد الأسلحة المختلفة لتولي الوظائف المستقبلية. والكلية البحرية تعد الضابط البحري القادر على التعامل مع أحدث نظم التسليح والوحدات والقطع البحرية المنضمة حديثًا لقواتنا المسلحة لذلك فإن الدراسة فيها تهتم بفنون القتال البحري ومبادئ القيادة في الأسطول. أما الكلية الجوية فهي تعد أجيال من الطيارين والجويين القادرين على مواكبة التطور المستمر الذي تشهده قواتنا الجوية في كافة التخصصات. كذلك كلية الدفاع الجوي التي تختص بتخريج ضباط الدفاع الجوي القادرين علي التعامل مع الاسلحة والاجهزة بالغة التعقيد والتي تختص بها وحدات الدفاع الجوي لحماية سماء مصرنا الغالية. هذا إلى جانب الكلية الفنية العسكرية التي تمثل القلب النابض للابتكار والتطوير والبحث العلمى داخل القوات المسلحة، حيث يتخرج من خلالها كل عام مهندسين اكفاء وعلماء وباحثون في الشئون العسكرية والتقنية تعتمد عليهم القوات المسلحة في دعم مسيرة التطوير والتحديث فى القطاعين العسكري والمدني. واستكمالاً لمنظومة بناء الكوادر الفنية فإن المعهد الفني للقوات المسلحة، يهتم بتخريج أجيال من الضباط الفنيين كل عام تعتمد عليهم القوات المسلحة في تشغيل وصيانة وإصلاح الأسلحة والمعدات المتطورة. كذلك كلية الطب للقوات المسلحة، ذلك الصرح الوليد المنوط به تخريج أطباء عسكريين تتوافر فيهم الكفاءة العلمية والعملية والعسكرية لدعم القطاع الطبى بالقوات المسلحة بما ينعكس إيجابياً على الصحة العامة للمجتمع والإرتقاء بمستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للعسكريين المدنيين. تجري القوات المسلحة مجموعة من الاختبارات المختلفة لإختيار أفضل العناصر المؤهلة بدنياً وطبياً ونفسياً لنيل شرف الإنضمام إلى الكليات والمعاهد العسكرية للإعداد والتأهيل للتخرج كضباط مقاتلين قادرين على حمل راية الوطن وإستكمال مسيرة العطاء لأبطال القوات المسلحة. أشار اللواء اركان حرب جمال أبو إسماعيل، مدير الكلية الحربية، خلال تفقد إجراءات قبول الطلاب الجدد، إلى أن الشروط العامة للقبول أن يكون الطالب ووالديه وأجداده مصريين الجنسية وغير مكتسبين أو متقدمين للحصول على أي جنسية أخرى، أن يكون حاصلاً على شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة أو ما يعادلها، وإلا يكون قد مضي علي حصول الطالب علي شهادة الدراسة الثانوية أو ما يعادلها أكثر من عام واحد بشرط ان يكون مقيدا باحدي الكليات الجامعية او المعاهد وأن يكون قد إجتاز السنة الدراسية المقيد بها بنجاح وان يكون حسن السير والسلوك ، والا يكون قد سبق الحكم علية بعقوبة جناية أو في جريمة مخلة بالشرف ، كما يشترط أن يكون غير متزوجا او سبق له الزواج ، والا يكون قد استقال او فصل تأديبيا من أي كلية – معهد عسكري – مدرسة عسكرية، والا يكون قد اعفي من الخدمة العسكرية لعدم اللياقة الطبية ، الأ يقل الطول للذكور لكل الكليات عن 170 سم ( عدا الكلية الجوية فيسمح للطول حتي 158 سم كحد أدني ) كما يجب أن يكون لائقاً طبياً طبقاً لشروط اللياقة الطبية ولا يجوز إعادة الكشف الطبي علي الطالب في نفس الدفعة المتقدمة في نفس العام في حالة عدم لياقتة الطبية أثناء الأختبارات ، أن يجتاز إختبارات اللياقة البدنية بنجاح وتفوق ولا يجوز إعادتها في نفس الدفعة المتقدمة في نفس العام في حالة عدم إجتيازه الإختبارات ،وأن يجتاز اختبار قفزة الثقة بنجاح من ارتفاع ( 7.5 متر ) بدون تردد وللمرة الأولى وفى زمن لا يزيد عن ثلاث ثوانى من اصدار الامر بالقفز ، وأن يجتاز الاختبارات النفسية والمعلومات العامة عن جمهورية مصر العربية وكذلك كشف الهيئة وفقاً لتقييم لجنة الاختبار ، وأن يجتاز اختبار العرض الطبى العام والتحاليل الطبية المتقدمة والتي تشمل أيضا التحاليل التخصصية المتقدمة. من جانبه قال اللواء أركان حرب جمال أبو إسماعيل، إنه تم تنظيم قومسيون طبي كامل فى الاسكندرية ليخدم محافظات "الغربية والإسكندرية ومرسي مطروح" مشيرا إلى أنه يهدف للتسهيل وتخفيف مشقة السفر على المتقدمين ، وأوضح أن شباب مصر جميعهم رجال، وقادرن على تحمل المسئولية وتنفيذها على أكمل وجه. وأضاف أن سحب الملفات هى المرحلة الأولى و يتم من خلال منافذ البيع المخصصة بالبطاقة الشخصية حيث يتم سحب جميع بياناته لضمان عدم الحصول على أكثر من ملف من منافذ البيع المخصصة. أما المرحلة الثانية فهى مرحلة استلام الملف وتكون طبقا للمجموع والشروط التى تنطبق عليه كل كلية على حدا فيما تأتى المرحلة الثالثة وهى المرحلة الأهم المتمثلة فى الكشف الطبى، حيث يتم إجراء كشف طبي متكامل لجميع المتقدمين،ويتم اختبار الطلاب وفقا لأحداث المعايير الطبية العالمية. أما المرحلة الرابعة فهى مرحلة الاختبار الرياضى حيث يتم إجراء الاختبارات لقياس معدلات اللياقة البدنية، والسباحة وقفزة الثقة وقدرة التحمل. فيما تأتى المرحلة الخامسة وهى مرحلة الاختبار النفسي ،حيث يجاوب الطالب المتقدم على مجموعة من الأسئلة التى المخصصة من خلال الحاسب الإلكترونى. أما المرحلة الساسة فهى مرحلة كشف الهيئة ؛ ثم يتم إجراء بعد ذلك كشف طبي متقدم؛ ورياضى متقدم؛ واختبارات معلومات عامة. وشدد اللواء أركان حرب جمال ابو اسماعيل علي أن المعيار الأساسى لإختيار الطالب هو قدراته العلمية والبدنية والذهنية والشخصية التى تؤهله للعمل داخل القوات المسلحة.