رغم تشييده مرور نحو 14 عامًا على إنشائه، لا يزال المبنى الملاصق لمعهد ناصر لقيط دون صاحب أو هوية أو وظيفة، وبين الحين والآخر يظهر مسؤل ويخصصه لجهة ما، ثم يترك وتُعاد الكرة من جديد، ليبقى المكان مهجورًا كعادته منذ نشأته. عند دخولك من بوابة الطوارئ بمعهد ناصر، يستوقفك للوهلة الأولى مبنى مخيف جهة اليسار سرعان ما يستحوذ على تفكيرك، تطل منه الكلاب الضالة في راحة واسترخاء لا ينافسها سوى أكوام القمامة متحدية اكتظاظ مبنى المعهد بالمرضى. وفي جولة لمحررة "الفجر" داخل أروقة المبنى المهجور، لم يُصادفها سوى مجموعة من الكلاب الضالة التي تلهو دون إزعاج، كما لم يُصادفها سوى أكوام القمامة التي تتكاثر فوقها الحشرات التي تملئ طوابقه المتعددة وتأتي هذه الجولة بعد مرور أكثر من 15 يومًا على قرار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين بتحويل المبنى لمستشفى حوادث وطوارئ مستقلة لاستقبل الحالات المعقدة من مختلف أنحاء الجمهورية. تاريخ المبنى.. بين فندق ومستشفى للطوارئ المبنى في الأصل تم إنشاؤه كفندق للاستشفاء والسياحة بتكلفة بلغت 300 مليون جنيهًا، حيث بدء تشييده منذ 14 عامًا، ويتكون من 14 طابقًا، ووضعت أساساته إحدى شركات البناء في بداية الألفية الماضية، وفي عام 2003 تم إسناد البناء لشركة أخرى، وتم تجهيز أساسيات الطوابق ال14، ثم فجأة توقف العمل مرة أخرى بسبب النزاع القضائي الذي استمر 4 سنوات، وبعدها شكلت وزارة الصحة لجنة لفحص محتويات المبنى بعد استرداده من الشركة المُشيدة، ثم جاء بعد ذلك قرار الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة، بتحويل المبنى إلى مستشفى للحوادث والطوارئ. يبقى الحال كما هو عليه وتتعدد الأقاويل بشأن هذا المبنى المهجور والمثير للجدل من قاطني المنطقة والعاملين بمعهد ناصر، ولا يوجد إجماع سوى أنه "خرابة" كل شهرين يأتي أحد المسؤلين لزياته ومعاينه حالته المنكوبة، مع تقديم وعدًا بتغيره وتجهيزه، حتى يكون أداة لخدمة المواطن والوطن، ولكن يبقى الحال كما هو عليه.