تستعد المعارضة الفنزويلية الخميس لخوض اليوم الثاني من الإضراب العام الذي دعت اليه لتشديد الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو وثنيه عن مشروع تشكيل جمعية تأسيسية من المقرر انتخاب أعضائها الاحد. وقال ائتلاف المعارضة المتمثل في "طاولة الوحدة الديموقراطية"، ان دعوتها لاضراب عام لمدة 48 ساعة لقيت استجابة بنسبة 92 بالمئة الاربعاء. وأيدت أبرز المركزيات النقابية الاضراب. في المقابل قال الرئيس مادورو ان "محاولة تنفيذ إضراب عام مفتوح فشلت". وتشهد فنزويلا منذ اكثر من اربعة اشهر تظاهرات شبه يومية تتخللها مواجهات عنيفة احيانا للمطالبة بإقالة الرئيس. وقتل 105 اشخاص في هذه التظاهرات بينهم اثنان الاربعاء. ودعت المعارضة الى مسيرة في كراكاس الجمعة والى مقاطعة انتخاب اعضاء الجمعية التأسيسية ال545 الاحد. وترى المعارضة في مشروع انتخاب مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد وسيلة لبقاء مادورو في السلطة والالتفاف على البرلمان الذي تسيطر عليه وتفادي تنظيم انتخابات رئاسية في نهاية 2018. وعلى المستوى الدبلوماسي اعلنت الولاياتالمتحدة الاربعاء عن عقوبات بحق 13 مسؤولا حكوميا ومسؤولا سابقا في فنزويلا. وهو ما يعني تجميد اي حسابات أو أملاك لهم في الولاياتالمتحدة ومنعهم من الاتجار مع الاميركيين. ورفض الرئيس مادورو هذه العقوبات "الوقحة". واغلق العديد من الشوارع والمتاجر خصوصا في القسم الجنوبي الشرقي والشرقي من العاصمة كراكاس وهي معاقل تقليدية للمعارضة. وسجلت صدامات عنيفة في شرق كراكاس حتى ساعة متأخرة من ليل الاربعاء الى الخميس. والقيت حجارة وقوارير من المباني على جنود. وقالت ماريا اوكسيليادورو التي تعيش في حي شاكاو الراقي "كفانا لا مبالاة .. الامر يزداد سوءاً مع الوقوف في الطوابير ونقص الأساسيات. ساضرب لمدة 48 ساعة". ويعد هذا الاضراب العام آخر حلقات المواجهة بين المعارضة والسلطة منذ فوز المعارضة في الانتخابات التشريعية نهاية 2015. وعشية هذا الاضراب العام للمعارضة ابدى الفنزويليون خشيتهم من وقوع أعمال عنف جديدة فخزنوا مواد غذائية في حين غادر بعضهم البلاد. وقالت ماريا (29 عاما) التي غادرت مع زوجها وابنها الى كولومبيا في حين بقيت ابنتاها في البلد ان "الانتخابات ستجري الاحد ونحن لا نعرف ما سيحدث. ولنكون في امان فضلنا العبور" الى كولومبيا. ويعبر عشرات آلاف الفنزويليين يوميا الحدود مع كولومبيا سواء للتزود بالمؤن او للمغادرة نهائيا. ودعا القيادي المعارض انريكي كابريلس مواطنيه الى "حشد كل طاقاتهم" اثناء الاضراب العام ومسيرة يوم الجمعة للضغط على السلطات. اما ليوبولدو لوبيز وهو قيادي معارض آخر غادر السجن في 8 تموز/يوليو بعد ان امضى حكما من ثلاث سنوات وخمسة اشهر، ويخضع للاقامة الجبرية فقد دعا الجيش ابرز مؤسسة داعمة للرئيس مادورو، لرفض مشروع الجمعية التأسيسية. كما دعت لويزا اورتيغا النائبة العامة المنشقة الى التعبئة ضد مشروع الجمعية التأسيسية منددة ب "اضطهاد وتجاوزات" السلطة، غير ان الحكومة تسيطر على قطاع الصناعة النفطية البالغ الاهمية وايضا الوظيفة العامة التي توظف نحو ثلاثة ملايين شخص. وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاربعاء عن "قلقها" ازاء "انتهاكات حقوق الانسان والاستخدام المفرط للقوة" في فنزويلا. ودعت 13 دولة عضوا في منظمة الدول الاميركية الرئيس الفنزويلي الى التخلي عن مشروع انتخاب الجمعية التأسيسية. في الاثناء أعلنت شركة طيران افيانكا الكولومبية الاربعاء تعليق رحلاتها الى فنزويلا. غير ان الرئيس نيكولاس مادورو الذي تنتهي ولايته في يناير 2019 اكد مجددا تصميمه داعيا المعارضة الى "احترام حق الشعب في التصويت بحرية" و"دون عنف". ولقي دعما من كوبا التي رفضت الاربعاء اي مشاركة في وساطة في فنزويلا الحليفة لها مؤكدة شرعية الرئيس مادورو المنتخب.