تستمر إيران في تغلغلها في المجتمع العراقي ساعية لإحكام السيطرة على العراق كافة من خلال زيادة نفوذ ميليشيا الحشد الشعبي بعيد الانتصار على داعش في الموصل. ويقدر عدد مقاتلي الحشد الشعبي بأكثر من 60 ألف مقاتل من ميليشيات وجماعات مسلحة مختلفة. وتأسست هذه القوات بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل. ومع تنفيذ الحشد دوراً عسكرياً طموحاً في العراق يأتي الدور لحصد المكاسب السياسية. كما نقل موقع "24" انتهاكات ممنهجة وبعيد إخراج داعش من الموصل تتواصل الانتهاكات الممنهجة التي يتبعها الحشد الشعبي ضد العراقيين بكافة أطيافهم، حيث تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالفيديوهات والصور التي تعكس مدى وحشية الميليشيا الإيرانية وسعيها لارتكاب جرائم ضد السنة وغيرهم في العراق. كما تستمر الميليشيات الإيرانية بتوسعة دورها العسكري والسياسي في المنطقة من خلال بناء ممر لنقل رجال وعتاد إلى قوات تعمل بالوكالة داخل سوريا ولبنان. وفي الإعوام الثلاثة الأخيرة انصب التركيز الأمريكي على إخراج داعش من العراق، فيما اتجهت أنظار إيران من خلال الحشد الشعبي للهيمنة على جارتها على نحو شامل يجعل من المستحيل تحول العراق مجدداً ذات يوم إلى مصدر تهديد عسكري لها، إضافة لاستغلال البلاد بفاعلية كممر لوصول طهران إلى البحر المتوسط. نفوذ مهيمن ويقول وزير المال العراقي المطاح به هوشيار زيباري، لصحيفة "الشرق الأوسط"، "تتمتع إيران بنفوذ مهيمن فهي تتسيد الساحة"، يذكر أن زيباري ادعى أن السبب وراء الإطاحة به من منصبه تشكك طهران بصلاته بالولايات المتحدة. وتسعى إيران أيضاً إلى استغلال العراق والمنطقة المجاورة له لتصبح سوقاً ضخماً يشمل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية أيضاً. وتؤكد المصادر العراقية، أن إيران بعد استمرارها بنقل الشباب للقتال في العراقوسوريا واليمن وأفغانستان لتوسيع نفوذها في المنطقة، تدخل مرحلة جديدة من خلال توريد سلعها المختلفة للأسواق العربية، عدا عن إغراق تلك المناطق بالمخدرات. دور سياسي كبير كما يشكل تصاعد الدور السياسي للحشد الشعبي في العراق تحدياً بارزاً للحكومة العراقية وشركائها في التحالف الدولي، خلال المرحلة المقبلة، مع توقع نشوب خلاف حاد داخل البيت الشيعي بسبب تعدد (التقليد) للمرجعيات، وبخاصة مرجعية المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "العرب" اللندنية. وتؤكد مصادر عراقية أن الموالين لإيران داخل المرجعية الشيعية في النجف يتحركون وفقاً لاستراتيجية سياسية تشمل أكثر من مرحلة، وتهدف من خلالها للانتقال بالنظام السياسي في العراق إلى حكم ولاية الفقيه. من جانبه، يرى أستاذ الفلسفة ومباحثها في جامعة بغداد سابقاً السفير الأسبق للعراق في إيران عبدالستار الراوي، أن هذه الميليشيا في طريقها لأن تكون تنظيماً مماثلاً للحرس الثوري الإيراني.