على الرغم من العِناد المستمر، وإصرار قطر على رفضها للمطالب، ووصفها بالغير منطقية، إلا أنه عقب انتهاء المُهلة الأولى دون رد من قطر، مدت الدول المقاطعة المُهلة 48 ساعة، بناءً على مطلب الكويت الدولة الوسيطة. وبعد أن تم مد المُهلة ظهر التخبط واضحًا في الإدارة القطرية للأزمة، فأنه في الوقت ذاته الذي خرج فيه وزير الخارجية القطري ليؤكد رفض الدوحة للمطالب، تفاجىء الجميع بمطالبة أمير الكويت بمد المُهلة بناءً على مطلب الأمير القطري.
وفي السياق ذاته أكد عددًا من خبراء السياسة، أن قطر ستوافق على بعض مطالب الدول العربية، وستقدم بعض التنازلات خوفًا من بعض العقوبات التي ستتعرض لها الدوحة وعلى رأسها الطرد من جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي. تنازل قطري في هذا الصدد قال دكتور سعيد صادق السياسي بالجامعة الامريكية، إنه من المتوقع أن تتنازل قطر وتنفذ مطالب الدول العربية، لافتًا إلى أنه بالفعل حدث وأن تنازلت في عام 2014، واستجابت لوقف بث الجزيرة مباشر من مصر، وطرد الإخوان، فخضوعها للمرة الثانية ليس صعبًا.
مكالمة ترامب وأضاف"صادق"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن أجرى اتصالات هاتفية أمس برؤساء دول الخليج المقاطعة، وقطر؛ لبحث المستجدات، يفسر أن هناك أمرًا جديد طرأ؛ وبالفعل طالب تميم بمد المُهلة بعد أن كان أمر التفاوض مرفوض تمامًا.
التصريحات العلنية لقطر تناقض الواقع وتابع أن قطر ليست دولة عظمى، وليس قوية بما يكفي للدخول في صراع مع دول الخليج، مشيرًا إلى أنه تصريحات قطر على المستوى العلني في وسائل الإعلام مختلفة تمامًا عن ما يدور بداخل الغرف المغلقة، قائلًا: "في الأمور السياسية يتم العمل على جانبين، أحدهما علني والآخر سري".
الرفض مستبعد واستطرد "صادق": "تفسير مد المُهلة هو أنه بالفعل هناك تفاوض حول المطالب، وإمكانية حول تنازل قطر، فإن لم يكن هناك تفاوض لم يكن هناك داعي لمد المهلة"، مستبعدًا رفض قطري عقب انتهاء ال 48 ساعة.
توازنات القوى كما أشار إلى أنه من الصعب تراجع السعودية أمام قطر، ولن تتراجع أيضًا باقي دول الخليج، قائلًا: "هناك توازنات قوى وكل واحد يعرف مقامه".
واستكمل: "عن أي حريات تتحدث قطر، وهي لا يوجد لديها برلمان ولا أحزاب نهائيًا وتُكمم الأفواه، وترفض التدخل في شؤونها، وهي لم تترك دولة عربية إلا وتدخلت في شؤونها".
ظهور أمل وفي السياق ذاته قال دكتور خالد رفعت مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث السياسية، إن هناك أمل ظهر في مكالمة الأمير القطري تميم بن حمد، مع أمير الكويت، الأخيرة، مؤكدًا على أن قطر بدأت في التنازل والتفاوض.
ساعات حاسمة وأشار"رفعت"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إلى أن المتبقي من ال48 ساعة ستكون حاسمة، وستوضح صدق إرادة الدول العربية في مواجهة قطر، و صدق قطر وعدم المناورة.
تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون وجامعة الدول وأضاف أن في حالة رفض قطر وهو أمر مستبعد بنسبة كبيرة، سيتم تجميد عضويتها في مجلس الخليج العربي، وجامعة الدول العربية، موضحًا أنه من المستحيل أن يحدث تدخل عسكري في قطر، نظرًا لوجود قواعد عسكرية بها، مشددًا على أن هناك تصعيدات كثيرة أكثر ألمًا من التصعيد العسكري.
تخبط قطر وقال إنه لا يوجد مصلحة لقطر في التصعيد أكتر من ذلك، مؤكدًا أن قطر الآن تتخبط تمامًا؛ لذلك عليها اللجوء للحوار.
الاستجابة لبعض المطالب وأوضح دكتور مختار الغباشي مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مطالبة الأمير الكويتي بمد المُهلة بناءً على رغبة قطر، هو رسالة للدولة المُقاطعة بأن هناك فرصة للاستجابة إلى بعض المطالب.
ولفت "الغباشي"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إلى أنه غير متوقع أن يتم الاستجابة على ال 13 مطلب، ولكن سيتم التفاوض عليها، قائلًا إن المهلة توضح أن هناك مرونة بين طرفي المقاطعة.
وأكد مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التصعيد واستمرار الأزمة ليس في صالح أحد، وسيزيد صعوبة الأوضاع على مستوى المنطقة العربية.