نفى "الأخ رقم 5" وهو كهيو سامبهان زعيم نظام الخمير الحمر في كمبوديا بين عامي 1976 و1979 جميع التهم المنسوبة إليه بالضلوع في قتل الآلاف في بلاده في سبعينيات القرن الماضي. وانهال سامبهان ذو ال85 عاما خلال إحدى جلسات محاكمته اليوم، انهال على المحكمة والشهود بأشد العبارات مؤكدا أن حزبه ونظامه "بريئان من جميع التهم بالمذابح الجماعية المنسوبة للخمير الخمر التي روج لها زعماء فيتنام التي اجتاحت قواتها كمبوديا وأطاحت بحكم الخمير". وفق ما نقلت "روسيا اليوم" ونفى سامبهان كذلك أي تورط له في جرائم القتل، والمذابح الجماعية على أساس عرقي أو طائفي، والمجازر التي طالت الفيتناميين والمسلمين في كمبوديا إبان حكمه. واعتبر أن كل الاتهامات التي تكيلها له الحكومة الكمبودية ليست إلا "حملة دعائية تشرف عليها الحكومة الفيتنامية"، وأنه لم تقع في البلاد أصلا أي مذابح من قبل تلك المنسوبة للخمير ونظامه. وسبق للقضاء الكمبودي وحكم على سامبهان سنة 2014 بالحبس المؤبد بعد إدانته بالضلوع في ترحيل سكان العاصمة ومدينة بنومبينيا إلى الريف، وفي المذابح الجماعية التي رافقت عمليات الترحيل هذه. تجدر الإشارة إلى أن كمبوديا كانت قد عاشت بين عامي 1975 و1979 أفظع أيامها، حيث خضعت لحكم انقلابيي الخمير الحمر الذين استولوا على السلطة وشرعوا في التأسيس لنظام وصفوه بالشيوعي، طبقوا في إطاره حسب مفاهيمهم أكثر نظريات "التطور" شذوذا ووحشية. وأبرز ممارسات الخمير الحمر على "طريق تطورهم"، تمثلت في ترحيل سكان المدن وفي مقدمتهم مليونا نسمة من سكان العاصمة بنوم بنه إلى الريف وتسخيرهم للعمل الشاق بوسائل بدائية هناك "للارتقاء" بالقطاع الزراعي للبلاد. كما ألغى الخمير الحمر التعامل بالنقود وحظروا التعليم وحولوا المدارس والجامعات إلى سجون، كما حظروا كافة الأديان ومنعوا التحدث باللغات الأجنبية وأبادوا جميع رؤوس النظام السابق مدنيين وعسكريين. ولقي في كمبوديا إبان حكم الخمير زهاء ثلاثة ملايين مدني حتفهم، أي بواقع نحو ربع عدد السكان البالغ حينها ثمانية ملايين نسمة. بول بوت، وهو "الأخ رقم واحد" زعيم الخمير الرئيس والمؤسس لنظامهم، ترك البلاد سنة 1979 في حالة يرثى لها من الخراب والدمار مخلفا 142 ألف معاق و200 ألف يتيم، وأنقاض أكثر من 600 ألف مبنى بينها 6000 مدرسة و1000 مستشفى ومستوصف و1968 معبدا بعضها تم تحويلة إلى حظائر للخنازير ومستودعات. بول بوت وأعوانه فروا إلى الأدغال بعد دحر الجيش الفيتنامي قواتهم وسيطرته على كامل كمبوديا منهيا بذلك حكم الخمير الحمر ونظامهم. قضى بول بوت نحبه عن عمر ناهز 98 عاما جراء قصور في القلب في واحد من معسكرات الخمير السرية في غابات كمبوديا الكثيفة، فيما وقع سامبهان في قبضة الأمن الفيتنامي قبل أعوام بعد سنين من التواري في الأدغال والغابات. القوات الفيتنامية انسحبت من كمبوديا سنة 1989 بعد عشر سنوات على مهمتها التي خلصت كمبوديا بها من بطش نظام ربما لم يعرف التاريخ مثله.