أكدت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية أن المخيمات الصومالية التي تعج باللاجئين وانتشار معدلات الجريمة وقيام المسلحين بإعاقة جهود عمليات تسليم المعونات ، تشهد مآساة آخذة في التفاقم بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل.وأشارت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الأحد وأوردته على موقعها الالكتروني - النظر إلى أن عدد الصوماليين الذين يعانون من خطر المجاعة وصل الآن إلى 13 مليون شخص في تفاقم كبير عن الوضع منذ أسابيع قليلة حيث كان يعاني من خطر المجاعة في القرن الأفريقي حوالي تسعة ملايين شخص ، إلا أن الوضع يتدهور الآن على نحو متزايد حيث يتزايد عدد الجياع بصورة مطردة بما يزيد على عدد سكان بلجيكا، ويوجد الآن حوالي 2 مليون طفل لم يتجاوزوا سن الخامسة يعانون من سوء التغذية ويتضورون جوعا ، في حين قدرت الأممالمتحدة أن ما لا يقل عن 30 ألف طفل لقوا مصرعهم من الجوع وسوء التغذية في الآونة الأخيرة. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين أمميين إشارتهم إلى أنه يوجد ملايين الأشخاص أصبحوا الآن أكثر عرضة لخطر الموت جوعا ولذا فإن الحاجة ملحة للقيام بما يجب ، لكن حس "الضرورة الماسة" لم يصل الجميع بعد. ولفت المسئولون الأمميون إلى تأجيل مؤتمر المانحين بالاتحاد الأفريقي الذي كان من المقرر عقده بعد غد الثلاثاء لمدة أسبوعين بسبب أن رؤساء دول الاتحاد يدعون أنهم في حاجة لإشعارات كثيرة لحضور المؤتمر ، مع العلم بأنه تم منحهم أسبوعين فيما مضى. ونقلت صحيفة (الاندبندنت) عن مدير برنامج الإغاثة الإسلامية الطارئة للصومال حسن ليبان تساؤله حول الكم الكبير من التقييمات التي يحتاجون إليها ، وإشارته إلى أنه من الواضح أن الموقف ميئوس منه ونحتاج لتوصيل المزيد من الأغذية والمساعدات إلى المتضررين الصوماليين .. مؤكدا أن لدى العالم أجمع الكثير من المعلومات بشأن القضية الصومالية لكن لا دعم يصل إلى الصومال. وأشارت الصحيفة إلى أن دولا عبر شرق أفريقيا خربتها واحدة من أكثر أزمات الجفاف منذ عقود ، الأزمة التي نتجت عن عدم سقوط أمطار على الإطلاق في العديد من الأماكن لمدة عامين متتاليين ، وعلى الرغم من أن الصومال وكينيا تصدرتا قائمة العناوين الرئيسية كونهما الدولتين الأكثر تعرضا للأزمة الطاحنة إلا أن دولا مثل أثيوبيا وإريتريا وجيبوتي تعاني جميعا من الأثار الناجمة عن الأزمة التي أدت إلى تدمير تربتهم الزراعية وجعلها قاحلة غير منتجة. ولفتت الصحيفة إلى أن المسلحين يمثلون عائقا كبيرا أمام الجهود التي تبذلها وكالات تسليم مواد الإغاثة إلى اللاجئين الصوماليين من الجنوب وحتى العاصمة الصومالية مقديشيو .. منوهة إلى أنه وفقا لتقديرات مسئولين أمريكيين قضى أكثر من 29 ألف طفل صومالي لم يتجاوزوا سن الخامسة نحبه خلال ال90 يوما الأخيرة بسبب عدم وصول مواد الإغاثة. وتعد الصومال بمثابة متاهة لمجاعة الأطفال ، حيث يواجه 5ر2 مليون طفل بالمنطقة خطر الموت جوعا أو الإصابة بأضرار عقلية وبدنية دائمة بسبب الجوع فيما تحتاج وكالات الإغاثة ومنها برنامج الغذاء العالمي إلى مبالغ عاجلة تصل إلى 360 مليون دولار لتلبية الاحتياجات اللازمة للصوماليين الذين يعانون من المجاعة الطاحنة. ويصل عدد اللاجئين في مخيم (داداب) الصومالي الذي بنى لاستيعاب 90 ألف لاجىء إلى أكثر من 400 ألف لاجىء.